+A
A-

مهرجان الصواري... محطة عالمية ومسرح للإبداعات

تواصلت فعاليات مهرجان الصواري المسرحي الدولي للشباب الثاني عشر على صالة البحرين الثقافية، حيث عرضت مسرحية “تاء ساكنة” من مصر وهي من إخراج وسينوغرافيا ندى ثابت وتمثيل عبير سليمان ومنى سليمان وهبة رفعت الله، كما عرضت مسرحية “حضرة حرة” عرض سوري ألماني للمخرج محمد ديبان ورقص ماهر عبدالمعطي ومحمد أمين وغيث نوري.. حضرة حرة عرض مسرحي راقص يجسد الحالات التي مر بها الناس في الحرب من خلال شاب نرى بداية الصدمة التي عاشها عندما ايقن انه لا طريق للعيش سوى الفرار فنراه مشردا مع أفكاره في إحدى بقاع الأرض وكل ما يدور في فكرة هو البحث عن وطن وعن حلم للعيش من اجله. يبحث ويبحث فأحيانا كان يرى الوطن ملخصا بحقيبة واحيانا بذكرى عابرة واحيانا بقطعة قماش” ملوحة” وان هذه القطعة تعاني نهاية الوطن وبالتالي موتنا جميعا. فهو شديد الحرص على ان تستمر بالدوران رغم المعاناة والصعاب فهي تاريخنا وحضارتنا وتراثنا.

كما عرضت المسرحية الجزائرية” صرخة ألم “ للمخرج زكريا طقيق وتمثيل يحي بودوشه ورقية رماش وضرغام قاسم. وهي مسرحية تحاكي واقع عربي بطريقة الميتامسرح الصامت، وتعبر عن صراع عربي غربي حيث تكون العروبة في صدد مقاومة التمدد الغربي الفكري، وتتناول الم وهموم وجروح الوطن العربي من خلال انسلاخ شعوبه عن مكونات الهوية والانسياق الاعمى نحو قشور حضارة الغرب على خلفية سوء استغلال الجوانب الايجابية لما بلغه الغرب من تقدم تكنولوجي، وانطلاقا من المفهوم السوسيواجتماعي المتخم باشكالات العصر وتحدياته وظف المخرج زكريا تقنية الميتامسرح بهدف تجاوز النص ليكثف ادوات لتشتغل على الجسد والحركة في شكل مشاهد كوريغرافيا تفتح مجالا لخيالا واسعا امام المتلقي.

هذا وقد أشاد عدد من الفنانين بمهرجان الصواري الدولي للشباب واعتبروه منصة للإبداع، فالفنان عبدالله سويد قال انه أستمتع بالعروض التي قدمتها مختلف الدول على مدى عشرة أيام واستفاد أيضا من الورش المختلفة. وبدوره قال الفنان محمد العبيدلي... كان أسبوعا حافلا بالأعمال المتميزة والقوية شاهدنا فيها كل معاني الإبداع والتميز، فالمهرجان قرب المسافات بين الدول وكان بمثابة ورشة عمل كبيرة ضمت إبداعات وتوجهات مختلفة.

أما الفنان جاسم طلق فقد أكد على أهمية المهرجانات المسرحية التي تقام، فهي تزود الفنان بالمعرفة وتزيد احتكاكه وهذا شيء جميل. عروض المهرجان كانت قوية من جميع النواحي وجذبت جمهورا عريضا وهذا مؤشر على النجاح الكبير الذي حققه المهرجان، ولا يسعنا إلا شكر القائمين على المهرجان على حسن التنظيم.

واعرب الفنان حمد عتيق عن شكره للمهرجان وا لجهود الرائعة التي تبذل فيه وله عاماً بعد عام، وعلى أكثر من صعيد بدءاً من إدارته ومروراً بخدماته، منوها بالورش التي أقيمت على مدى أيام المهرجان واستقطابها للفنانين والمهتمين، وأشاد عتيق بعرض مسرح الصواري “ في الحلوة والمرة” من تأليف جمال الصقر وتمثيل شفيقة يوسف وعبدالله سويد، وأيضا بالعرض الأرميني.

الفنان والمخرج نضال العطاوي أكد على أن المهرجان حقق أهدافه من جميع النواحي وأهمها جعل البحرين محطة عالمية ومسرحا للإبداعات، فكل الدول التي شاركت في المهرجان لمست تطور الحراك المسرحي في البحرين وقوته، وعشق الجمهور وحرصه على الحضور، ناهيك على الورش والفعاليات المصاحبة.

إلى ذلك يعتبر مسرح الصواري أول مهرجان مسرحي خليجي متخصص في العروض المسرحية للشباب حيث أطلقه مسرح الصواري في البحرين العام 1993. ومنذ تأسيسه استطاع المهرجان إثراء المسرح البحريني والعربي بما يربو إلى 100 عرض مسرحي، كما قدم العديد من الورش والندوات المسرحية المتخصصة. وابتداء من الدورة الثانية عشرة أسس مهرجان الصواري صندوق إبراهيم خلفان لدعم العروض المسرحية المحلية المتميزة، وهي مبادرة تهدف إلى تشجيع الكوادر الشابة البحرينية على إنتاج الأعمال المسرحية.