+A
A-

إنجاز تاريخي للبحرين بالأسياد تخطى جميع التحديات

المملكة أصغر دولة آسيوية... قارعت الصين وتقدمت على دول تفوقها مساحة وسكانا

إندونيسيا نجحت في التنظيم وعيونها على أولمبياد 2032

الدول العربية أحرزت 85 ميدالية ملونة والصين لوحدها 132 ذهبية

تألق قاري وعالمي لألعاب القوى واليد

الأولمبي الآسيوي بقيادة الفهد يكسب التحدي

 

في خضم الظروف والتحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة التي تمر بها البحرين وباقي دول المنطقة، نجحت المملكة في تخطي جميع تلك الصعوبات وحققت إنجازا تاريخيا جديدا بعدما أحرزت المركز الحادي عشر والأولى عربيا بدورة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة، والتي اختتمت مؤخرا في مدينتي جاكرتا وبالمبانغ الإندونيسيتين بعدما حصد أبطالنا 26 ميدالية ملونة من بينها 12 ذهبية، و7 فضيات، و7 برونزيات، فيما نجح منتخب ألعاب القوى للرجال والسيدات من معادلة رقم الصين في عدد الميداليات الذهبية.

التاريخ سيكتب بأحرف من ذهب ذلك الإنجاز الجديد، فالبحرين التي تعتبر أصغر دولة آسيوية من حيث المساحة والتعداد السكاني نجحت في مقارعة أقوى الدول، لتبسط قوتها الرياضية الناعمة بفضل الإرادة الفولاذية لرياضييها ورغبتهم الصادقة في تمثيل الوطن ليؤكدوا للعالم أجمع بأن الأوطان لا تقاس بمساحتها وإنما بعطاء أبنائها، وهو ما استطاع أن يترجمه لاعبو منتخب ألعاب القوى وكرة اليد الذين قدموا صورة مشرفة عن الوطن.

في هذا التقرير سنسلط الضوء على أبرز المشاهدات والانطباعات الخاصة عن مشاركة مملكة البحرين خصوصا والدورة عموما، والتي رصدناها خلال تواجدنا في قلب الحدث لتقديم مجموعة من الصور والأرقام والمواقف التي لم تسنح الفرصة لرصدها أثناء الحدث.

الصين  والبحرين في الصدارة

كالعادة تصدرت الصين قائمة الدورة الأكثر حصدا للميداليات في الدورة برصيد 289 ميدالية، منها 132 ذهبية، و92 فضية، و65 برونزية، وحلت اليابان في المرتبة الثانية برصيد 205 ميدالية منها 75 ذهبية، و56 فضية، و74 برونزية. فيما جاءت كوريا الجنوبية في المركز الثالث برصيد 177 ميدالية، منها 49 ذهبية، و58 فضية، و70 برونزية، وحلت إندونيسيا الدولة المستضيفة للحدث في المركز الرابع برصيد 98 ميدالية.

وتعتبر تلك النتيجة منطقية إلى حد كبير، فالصين تضم أكثر تعداد سكاني في القارة الآسيوية بل العالم برمته، وشاركت في معظم المسابقات، وهي بالإضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية من أكثر القوى الاقتصادية والصناعية في القارة والعالم، وبالتالي فإن ذلك لابد له أن ينعكس إيجابا على الرياضة في تلك البلدان.

أما حلول إندونيسيا في المرتبة الرابعة فلم يكن مفاجئا، فهي الدولة المستضيفة وشاركت في معظم الألعاب والمسابقات وبأكبر عدد ممكن.

أما الدول العربية مجتمعة، فقد 85 ميدالية حققتها 8 دول، وهي مملكة البحرين التي تصدرت الترتيب بـ 26 ميدالية وحلت الإمارات في المركز الثاني بـ 14 ميدالية وقطر ثالثا بـ 13 ميدالية، ثم الأردن رابعا برصيد 12 ميدالية، ثم السعودية والكويت برصيد 6 ميداليات لكل منهما لبنان 4 ميداليات والعراق 3 ميداليات وسورية ميدالية واحدة.

وتصدر البحرين للدول العربية وتقدمها على دول آسيوية تفوقها من حيث المساحة والسكان والإمكانات المادية أمر يبعث على الفخر والاعتزاز وهو انعكاس لما تحظى به الحركة الرياضية من اهتمام ودعم لا محدود، كما أنه يجسد التطور المتنامي للرياضة وهو ما تثبته الأرقام مقارنة بالنسخ الماضية من الدورة.

وبصورة عامة، فقد بلغ إجمالي الميداليات في الدورة 1552 ميدالية ملونة كانت من نصيب  37 دولة من أصل 45 دولة شاركت في الدورة.

ألعاب القوى واليد تألق قاري وعالمي

أثبتت ألعاب القوى وكرة اليد البحرينية أنهما لعبتا الإنجازات على المستوى القاري والعالمي، بعد أن ظلت باقي الألعاب الأخرى تنافس على المستوى الإقليمي فقط، فالقارية والعالمية سمة دائمة لمنتخبي أم الألعاب وكرة اليد، وهو ما تتحدث عن النتائج والإنجازات، لتأتي دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة لتبصم على تلك النجاحات، بعدما حقق منتخب ألعاب القوى 25 ميدالية، بينها 12 ذهبية وفضيات، و7 برونزيات. أما منتخب كرة اليد فإنه أحرز فضية بطعم الذهب هي الأولى على مستوى الألعاب الجماعية، عكست أداء المنتخب التصاعدي بعد أن ظفر بالبرونزية في النسخة الماضية بإنشيون 2014 علما بأن الميدالية الملونة في الألعاب الجماعية على مستوى دورة الألعاب الآسيوية تعتبر إنجاز كبير لا يستهان به، ليتكرر السيناريو ذاته عندما كانت ألعاب القوى وكرة اليد اللعبتين الوحيدتين اللتين دونتا اسميهما في لوحة الشرف بدورة إنشيون 2014 وفي دورة جاكرتا 2018 مؤخرا، مما يعني أن كرة اليد ستكون حاضرة أيضا في نسخة الصين القادمة 2022.

استضافة ناجحة

نجاح كبير سجلته إندونيسيا في استضافة الحدث الآسيوي لتبثت للعالم أجمع قدراتها المتميزة على صعيد استضافة كبرى الفعاليات الرياضية، فقد نجحت العاصمة جاكرتا ومدينة بالمبانغ في تسخير كافة الإمكانات لتنظيم الدورة بصورة رائعة ابتداء من حسن الضيافة والترحيب من اللجان العاملة والمتطوعين، مرورا بالمنشآت الضخمة والجديدة وانتهاء بجودة الخدمات الأخرى مثل القرية الرياضية وملحقاتها وما تضمه من تغذية وسكن وخدمات أخرى وفنادق من فئة الخمس نجوم، والأهم من ذلك طيبة الشعب وتواضعه وترحيبه المستمر بالضيوف والمرونة في التعامل.

ويعتبر المتطوعون الوجه الأبرز في الدورة لما يقدمونه من دعم ومساعدة مستمرة للوفود، إذ خصصت اللجنة المنظمة نحو 4 متطوعين وأكثر لكل وفد.

وكان نظام المواصلات يشكل السلبية الوحيدة؛ نظرا لضيق المساحة المخصصة للحافلات في القرية الرياضية وعدم وجود أقسام خاصة لنقل الرياضيين لكل لعبة، إضافة إلى الازدحامات الخانقة وبعد المسافات وعدم معرفة السواق بالملاعب والفنادق بشكل دقيق.

وقدمت إندونيسيا حفل افتتاح وختام معبر، وبعد ذلك النجاح، فإن المسئولين في إندونيسيا يعتزمون الترشح لاستضافة أولمبياد 2032.

مشاركات جديدة للبحرين

شهدت دورة الألعاب الآسيوية مشاركة البحرين في عدد من الألعاب والمسابقات الجديدة لأول مرة، حيث دونت البحرين اسمها كأول منتخب يفوز بمسابقة التتابع المختلط بألعاب القوى، والذي يشارك فيه عداءان وعداءتان بعد اعتمادها في الأسياد على أن تدرج في النسخة القادمة بأولمبياد طوكيو 2020 لأول مرة.

كما شاركت المملكة في الأسياد لأول مرة في لعبة السامبو التابعة لاتحاد فنون القتال المختلطة ،والتي مثلنا فيها اللاعب مرتضى علي، ومسابقة المصارعة الحرة التي شارك بها آدم باتيروف، إضافة إلى سباق المطاردة للدراجات الهوائية داخل الصالات.

المجلس الأولمبي الآسيوي يكسب التحدي

كسب المجلس الأولمبي الآسيوي برئاسة الكويتي الشيخ أحمد الفهد التحدي باستضافته النسخة الثامنة عشرة من الدورة، ليس من خلال الكم الكبير من الرياضيين المشاركين، والذين بلغوا 16 ألف رياضي من مسؤولين ولاعبين وحكام وإداريين وإعلاميين ومدربين فقط، وإنما من خلال استمرارية دورة الألعاب الآسيوية التي تقام كل أربع سنوات من دون انقطاع مقارنة بدورة الألعاب الأوروبية ودورة الألعاب الإفريقية التي لا تقام بصورة مستمرة وثابتة، وفي حال إقامتها، فإن المشاركة المؤملة من الدول الأعضاء ما يجعل دورة الألعاب الآسيوية فعلا هي ثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية.

والتحدي الجديد للمجلس هو نقل الدورة من منطقة شرق آسيا إلى الوسط أو الغرب أو في منطقة الشرق الأوسط تحديدا، بعد أسياد الدوحة 2006، فالمتابع يرى بأن الصين واليابان وتايلند وإندونيسيا وكوريا هي أكثر الدول التي تتصدى لتنظيمها علما بأن المنافسة تقتصر على المدن وليست الدول في تلك البلدان ومن الطبيعي أن نشاهد منافسة بين مدينتين في دولة واحدة على شرف التنظيم.

فريق عمل أولمبي متكامل

شكل فريق العمل المبتعث من اللجنة الأولمبية أحد أبرز عوامل نجاح المشاركة البحرينية، وكان للوفد الإداري والإعلامي دور واضح في دعم كل المنتخبات الوطنية المشاركة، حيث قامت اللجنة الأولمبية باختيار عضو مجلس الإدارة بدر ناصر لتولي منصب مدير البعثة، وهو كفاءة شبابية وطاقة واعدة، فيما تكون الطاقم الإداري والإعلامي من موظفي اللجنة الأولمبية لما يتميزون به من خبرة وكفاءة بعد أن شاركوا في العديد من الدورات الماضية، كما ضد الوفد علي ياسين، وهو الذي لطالما مثل البحرين كمحاضر وحكم في ألعاب القوى، فيما كان للطاقم الإعلامي الآخر المكون من الزميل عيسى عباس ووفد قناة البحرين الرياضية المكون من المذيع أحمد محمد علي والمصور عبدالله شاهين دور واضح وجلي فيما تحقق من نجاح بارز على صعيد التغطية الإعلامية.