+A
A-

كاتيوشا على مطار البصرة... والعبادي يحذر من صراع مسلح

استهدفت نيران الصواريخ مطار البصرة أمس السبت بعد ليلة من الاحتجاجات التي اتهمت النخبة السياسية في العراق بسوء الحكم وشهدت إشعال المحتجين النار في القنصلية الإيرانية واحتجاز اثنين من العاملين في حقل نفطي كرهائن لفترة وجيزة. وقالت مصادر أمنية عراقية إن مجهولين أطلقوا 3 صواريخ من طراز كاتيوشا فسقطت في محيط مطار البصرة ولم تسفر عن أضرار أو إصابات. وتقع القنصلية الأميركية في البصرة بجوار المطار.

وقال مسؤول في المطار إن العمليات لم تشهد أي تعطيل، مضيفا أن إقلاع وهبوط الطائرات مستمر كالمعتاد. وأفاد بيان عسكري بأن السلطات العراقية فرضت حظر التجول في مدينة البصرة من جديد بدءا من الرابعة عصرا أمس السبت.

ووقع الهجوم على المطار بعد فترة وجيزة من رفع حظر تجول فرض يوم الجمعة شمل سائر أنحاء المدينة وبعد ساعات من إعادة فتح ميناء أم قصر الذي أغلق محتجون مدخله مما أدى لتوقف جميع العمليات به. وتقع البصرة، ثاني أكبر مدن العراق، في منطقة ذات غالبية شيعية بجنوب العراق وتشهد احتجاجات عنيفة منذ 5 أيام إذ نهب محتجون مباني حكومية وأضرموا النار فيها تعبيرا عن رفضهم للفساد السياسي.

وبدأت المظاهرات لأول مرة في يوليو احتجاجا على سوء الخدمات العامة لكنها تصاعدت الأسبوع الماضي. وعقد البرلمان جلسة طارئة؛ لمناقشة أزمة البصرة بعد ظهر أمس حذر خلالها رئيس الوزراء حيدر العبادي من تبعات تسيس الأزمة.

وقال ”يجب عزل الجانب السياسي عن الأمني والخدمي“ محذرا من تفاقم الموقف إلى صراع مسلح. وفي اجتماع لمجلس الوزراء عقد في وقت سابق أمس وافق الوزراء على إرسال وفد إلى البصرة.  وقال العبادي في بيان إنه أمر “بإحالة الوحدات الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات العراقية والقنصلية الإيرانية في البصرة إلى التحقيق لعدم قيامهم بواجباتهم في توفير الحماية اللازمة”.  وتمت أمس إقالة كل من قائد عمليات البصرة وقائد قوات شرطة المدينة. وقالت مصادر إن 3 محتجين قتلوا يوم الجمعة وأصيب 48 آخرون منهم 26 بطلقات نارية. وقالت دائرة صحة البصرة ومصادر صحة محلية إن ما لا يقل عن 13 محتجا قُتلوا، بعضهم في اشتباكات مع قوات الأمن، منذ يوم الاثنين كما أصيب العشرات.

وأدخلت الاحتجاجات العراق في أزمة كبيرة فيما لا يزال أمام الساسة الاتفاق بشأن حكومة جديدة بعد انتخابات غير حاسمة في مايو.

واجتمع البرلمان الجديد لأول مرة يوم الاثنين لكنه فشل بعد يوم واحد في انتخاب رئيس له كما لم ينجح في ترشيح رئيس وزراء جديد.

واتسمت شوارع البصرة بالهدوء أمس السبت. وقال منظمو الاحتجاجات إنها ستتوقف مؤقتا، بينما نشرت السلطات قوات أمن إضافية للدعم.

ويقول سكان البصرة التي يقطنها أكثر من مليوني شخص إنهم نزلوا إلى الشوارع احتجاجا على الفساد وسوء الحكم الذي تسبب في انهيار البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وعدم توفر مياه شرب نظيفة خلال فصل الصيف.