+A
A-

نيران الغضب الشعبي تلتهم القنصلية الإيرانية في البصرة

اقتحم متظاهرون غاضبون القنصلية الإيرانية وأشعلوا بها النيران،أمس الجمعة، بعدما أحرقوا مكاتب لأحزاب وميليشيات موالية لنظام الملالي في محافظة البصرة.

وقالت مصادر أمنية محلية إن محتجين اقتحموا القنصلية الإيرانية في المدينة بعدم حصارها لساعات، فيما شوهدت ألسنة نيران تندلع من مقر القنصلية. ويمثل اقتحام القنصلية أوضح علامة على مدى الغضب الشعبي تجاه الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي العراقي.

وذكرت مصادر أمنية وصحية محلية أن المحتجين أضرموا النار في مقرات ميليشيات حزب الله وحزب الفضيلة ومقر منظمة “عصائب أهل الحق” ومقر “منظمة بدر” في البصرة ومكتب الأوفياء.

وتصاعدت هتافات “إيران بره بره” في احتجاجات متظاهري البصرة الغاضبين من إهمال البنية التحتية المتداعية بمدينتهم.

وهذه ليست المرة الأولى، التي يعبر فيها المتظاهرون الغاضبون من التدخل الإيراني في شؤون بلادهم وسيطرتها التامة على بعض الأحزاب وتدريبها للميليشيات والجماعات المسلحة.

وفي مطلع يوليو، عندما انطلقت حركة الاحتجاج ضد الفساد في البصرة، هاجم المتظاهرون مقار الأحزاب الشيعية في المحافظة.

وتتفاقم الأزمة الاجتماعية في البصرة والتي انطلقت على خلفية الاحتجاج ضد الفساد، بسبب أزمة صحية حيث أدى تلوث المياه في هذه المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط، إلى نقل أكثر من 30 ألف شخص أصيبوا بحالات تسمم إلى المستشفيات.

وتتزامن أيضا مع شلل سياسي في بغداد، فبعد أشهر عدة شهدت إعادة فرز لأصوات الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو الماضي، لم يتمكن البرلمان الذي عقد الاثنين جلسته الافتتاحية من انتخاب رئيسه، وأرجأ الجلسة حتى 15 سبتمبر.

لكن مع ذلك، أعلن البرلمان العراقي أنه سيعقد اليوم السبت جلسة استثنائية بحضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين لمناقشة الأزمة الاجتماعية والصحية في البصرة.

وفي العاصمة بغداد، سقطت قذائف هاون داخل المنطقة الخضراء، بينما لم يسفر الهجوم عن أية خسائر بشرية أو مادية، وفق بيان رسمي عراقي. ويربك هذا الهجوم حسابات الساسة أكثر فأكثر، لتزامنه مع احتجاجات الجنوب العراقي، وغياب أفق تشكيل الحكومة الجديدة.

وفي هذه الأثناء، قالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، أمس الجمعة، إن الرئيس المؤقت للبرلمان وافق على عقد جلسة طارئة، اليوم السبت لمناقشة الوضع في البصرة.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا لجلسة طارئة لمجلس النواب، لمناقشة أزمة البصرة، ورفع المعاناة عن أهاليها.

وطالب الصدر في تغريدة له على “تويتر” رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال حيدر العبادي بسرعة إطلاق أموال المخصصة للبصرة وإيداعها في “أياد نزيهة لتتم المباشرة فوراً بمشاريع خدمية آنية ومستقبلية”.

وتشهد مدن جنوبي العراق مظاهرات شبه يومية، بسبب تردي الخدمات الأساسية، من بينها الانقطاع المتكرر للكهرباء خلال أشهر الصيف، ونقص مياه الشرب، وعدم توافر فرص عمل للشباب.