+A
A-

مهرجان الصواري الدولي... جذور متشعبة في مجالات الإبداع

ما زالت فعاليات مهرجان الصواري المسرحي الدولي الثاني عشر للشباب تتواصل بنجاح وحضور جماهيري كبير، سواء لمشاهدة العروض المحلية والعربية والدولية أو لمتابعة الندوات والورش المسرحية التي يقدمها خبراء وفنانون عالميون، ففي الأربعاء الماضي عرضت مسرحية “في الحلوة والمرة” لمسرح الصواري من تأليف الفنان جمال الصقر واخراج غادة الفيحاني وتمثيل شفيقة يوسف وعبدالله سويد وعمر السعيدي وحمد عتيق ومحمد شاهين وراشد العازمي وعلي جمشير وخالد جناحي ومحمد عوكل، سينوغرافيا فتحية ناصر والإضاءة عبدالله جميل والموسيقى عبدالرحمن العطاوي وازياء غادة الفيجاني.

تدور أحداث المسرحية في إطار اجتماعي وربما ديني وربما إنساني، حيث طرحت المسرحية علاقة الأبناء بآبائهم وبأجدادهم من خلال إطار مجرد من الشكل والمنطق، ومن خلال قضية قد يعتبرها البعض قضية شخصية لا أهمية لها لكي نلتفت اليها. حلق الجمهور برفقة شخصية جابر الابن المطحون كما يدعي، والمنبوذ كما يظن، من إخوته وصاحب المنزل والمدير ووالد زوجته والكثير غيرهم، جابر الذي اطلق خياله ليختلف عن الواقع الذي يعيشه برفقة شخوصه الغرائبية. يذكر أن المسرحية من إنتاج صندوق إبراهيم خلفان المسرحي.

اما يوم الخميس الموافق 6 سبتمبر فقد عرضت مسرحية “ طيران فوق المدينة” من ارمينيا، من إخراج وتمثيل نارين غريغوريان وسيفي توفماسيان.

وقدمت المسرحية شخصية المرأة التي فقدت الرؤية بسبب حادث عندما كانت طفلة، يبدأ العرض في المستشفى بنفس يوم العملية ليضع دليل على أفكار البنت المتضاربة والمؤلمة، تصبح البنت متشككة فيما إذا كانت سترى غدا مجددا أو من الأفضل أن تظل في عالمها والذي عاشت فيه لمدة 20 سنة تقريبا. طوال هذه الأعوام رسمت لنفسها عالمها الخاص باستخدام ألوان رائعة، ولكنها غريبة في نفس الوقت. والآن اصبح هذا العالم مليء بالأشياء المتحركة والراقصة والتي عبارة عن عطور وأصوات. ولكن الأهم من ذلك كله هو الدكتور الذي يسكن ذات العالم وتعشقه هذه الفناة. وصور المقطع الثاني من العرض الفتاة في شقة استأجرها الدكتور لقضاء عمرهما فيها.

ومن الفعاليات أيضا تدشين النسخة العربية من كتاب “مفارقة الممثل” ترجمة نورا أمين، وتأليف دينيس ديدرو بتاريخ 4 سبتمبر، حيث قامت المترجمة بتوقيع عدد من النسخ على الحضور من فنانين ومهتمين. الكتاب الذي صدر بترجمة مصرية وإنتاج بحريني لجمهور عربي ممتد يعد نافذة للتساؤل عن مواضيع التمثيل العربية، وموقع علم الفلسفة وعلم الجمال من نظرتنا لعملنا كممثلين بل من نظرتنا لأنفسنا كبشر.

“ورشة الشبكات.. الشراكات المسرحية” والتي عقدت في الفترة من 3 - 5 سبتمبر وقدمها روبريتا ليفيتاو بدعم من السفارة الأميركية من الساعة الرابعة عصرا ولغاية السابعة مساء. وفي الاطار نفسه اختتم مؤتمر الصواري الدولي المسرحي للشباب والذي كان بعنوان “المسرح وما بعد الإنسانية” وعقد يومي 6 – 7 سبتمبر بمشاركة نخبة من المسرحيين والمفكرين من حول العالم وهم عبدالله السعداوي، حسين الرفاعي، نادر كاظم، فيصل القحطاني، عبدالحليم المسعودي، محمد الروبي، محمود سعيد، عبدالله العابر، نورا أمين، أحمد خميس، نايف البقمي، روبريتا ليفياتو، حيث سلط المؤتمر الضوء على أهم المستجدات الفكرية والفنية في العالم بهدف ردف التجارب المسرحية بالتوجهات الفنية المعاصرة في الحركة المسرحية، وتم إقرار مشروع مشترك في ختام المؤتمر يهدف إلى إثراء الحركة المسرحية.

 

غدا “العرض الشرفي.. سأموت في المنفى”

سيعرض المهرجان يوم غد (الأحد) مسرحية “سأموت في المنفى” تأليف وإخراج غنام غنام ومدة العرض 40 دقيقة وإنتاج شخصي العام 2017.وسيكون العرض على مركز المحرق الشبابي النموذجي في تمام الساعة السادسة والنصف.

تنطوي المسرحية على تقديم جوانب من السجل العائلي والشخصي والتي تمثل أنموذجا لمعاناة الفلسطينيين الذين شردوا وهجروا من بلادهم إلى المنافي إضافة إلى المسارات السياسية التي حاولت طمس الهوية الفلسطينية وتقع هذه السجلات في الفترة من 1920 وحتى اللحظة التي يتم فيها العرض. إنها سيرة أناس عاديين كما يبدو للوهلة الأولى، لكنك تكتشف حجم المعاناة والبطولة التي يمثلها هؤلاء العاديون في سجل القضية الفلسطيني، هذه السجلات التي تسردها البيانات السياسية والاتفاقات.