+A
A-

بسبب الشيكات المرتجعة والديون... هذا مصير والدي!

أتوجه برسالتي هذه إلى قيادتنا الرشيدة وكل من بيده الأمر في مملكتنا الحبيبة، راجيا النظر بعين الرأفة والإنسانية إلى حالة والدي وظروف أسرتي، فأنا مواطن بحريني شاب في مقتبل عمري أنتمي لإحدى العائلات البحرينية المعروفة بعطائها بحبها وإخلاصها للوطن وقيادته وأقيم في الرفاع.

ابتلي والدي بمحنة وتحملت مشاقها ومسؤوليات إخوتي بعد غيابه، فقد كان والدي يعمل سابقا في القطاع الرسمي وفي وظائف مستقرة، ولكنها محدودة الراتب، ولا تفي باحتياجات أسرتنا المتنامية، فترك هذه الوظائف أملا في تحسين وضعه المعيشي والقيام بمسؤولية أبنائه، فتوجه إلى العمل الحر عملا بنصيحة بعض الأصدقاء من العارفين والمجربين، ودخل في مجال التجارة والاستثمار المتنوع، وقد ربح في البداية ثم سرعان ما خسر وتراكمت عليه الديون والشيكات الراجعة وحوكم لسنوات طويلة ودخل السجن، وهناك انتابته الشكوك والوساوس والاضطرابات النفسية والاكتئاب والأفكار الانتحارية وتفاقمت حالته وأقدم على الانتحار مرتين، فتم نقله من سجن جو إلى مستشفى الطب النفسي لعلاجه من هذه الأعراض.

أناشد عبر “البلاد” من بيده الأمر إطلاق سراح والدي عبر عفو خاص؛ كي يتمكن من العودة إلى أسرته وأطفاله الصغار والذين هم الآن بلا عائل ولا معين وكذلك الحصول على الرعاية الطبية والعلاج المناسب وسط أهله وضمن بيئة طبيعية؛ لان وجوده في السجن يعتبر خطرا عليه ويفاقم حالته الصحية وقد يخسر حياته، والأهم من ذلك هي تسوية أموره التجارية العالقة مع الدائنين؛ لأن بقاءه في السجن لا يحل مشكلته ولا يحل مشكلة الدائنين، وقد قال لنا عندما زرناه مؤخرا أنه على استعداد للجلوس والتحاور بكل صدق وشفافية للوصول إلى حلول مرضية وعادلة للجميع.

لقد قضى والدي 3 سنوات في السجن الآن ولا تزال أمامه سنوات أخرى طويلة وبلا فائدة على أحد، وأخشى أن يتشرد إخوتي ويلقون مصيرا مأساويا ويصيرون عبئا على المجتمع في ظل غياب الأب وانعدام وجود المورد المالي لإعالتهم مما يعرضهم لأبناء السوء وطريق الجرائم، لقد تعلم والدي الكثير من تجربة السجن وهو الآن على استعداد للعودة للحياة المستقيمة السوية وإصلاح وضعه ووضع أسرته وجبر خواطر المتضررين وإرضائهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وتلافي كل أخطائه السابقة، والمثل البحريني يقول “صاحب النصيفة سالم”.

مرة أخرى أجدد المطالبة بالحصول على العفو لوالدي، وكلي أمل ألا يرد طلبي، فلم يعد والدي يفكر في نفسه أو في مصلحته الشخصية إنما كل خوفه هو على عائلته وأبنائه الصغار، راجيا من الله العلي القدير أن يتمكن من العودة إلى جادة الصواب والاستقامة وخدمة وطننا الحبيب بكل تفان وإخلاص ومحبة.

 

(البيانات لدى المحررة)