+A
A-

الشارقة تدخل شبكة المدن الصديقة لكبار السن... وعمان تتجاوب مع التوجهات العالمية

تنشر “البلاد” على حلقات أبرز ما يتضمنه كتاب أستاذ علم الاجتماع المساعد بقسم الاجتماع بكلية الآداب في جامعة البحرين أحلام القاسمي الموسوم “الشيخوخة النشطة: التحديات والمؤشرات والتجارب الناجحة وتطبيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي”.

أُعدّ الكتاب لصالح المجلس التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وذكرت القاسمي بكتابها أن إمارة الشارقة أعلنت عن سعيها للدخول إلى الشبكة العالمية للمدن الصديقة لكبار السن في منظمة الصحة العالمية.

وتحدثت عن التجربة المتميزة لسلطنة عمان في مجال رعاية المسنين، وهي تتجاوب مع التوجهات العالمية التي تفضل رعاية المسن في وسط محيطهم الاجتماعي والأسري.

وتخصص حلقة اليوم المنشورة بالصحيفة لتسليط الضوء على التجربة الإماراتية والعمانية.

 

الإمارات تطلق استراتيجية وطنية للمسنين تتوافق مع الشيخوخة النشطة

6 % من الإماراتيين مسنون وسترتفع النسبة إلى  11% في 2032

 

في أكتوبر 2015 أعلنت إمارة الشارقة عن سعيها للدخول إلى الشبكة العالمية للمدن الصديقة لكبار السن في منظمة الصحة العالمية، لتكون من ضمن المدن المختارة.

ولا بدّ للمدن التي ترغب في الانضمام إلى الشبكة، أن تطبق ثمانية معايير خاصة بتوفير سبل الرفاهية لكبار السن، وهي: المساحات الخارجية والمباني العامة، والتنقل، المباني والسكن والمشاركة الاجتماعية، والاحترام والدمج الاجتماعي، والعمل والمشاركة في المجتمع المحلي، والاتصالات والمعلومات وأخيرا الخدمات المدنية والصحية.

ويأتي هذا الإعلان كتتويج لاهتمام واضح بتطبيق الشيخوخة النشطة في دولة الإمارات العربية المتحدة.  وقد أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية (وزارة تنمية المجتمع) في يونيو 2012 عن عزمها إطلاق استراتيجية وطنية للمسنين في الدولة تتوافق مع الشيخوخة النشطة، كما دعت الوزارة في أغسطس 2014 مراكز التنمية الاجتماعية إلى جذب المسنين من الذكور والإناث للعمل في مجالات التطوع المختلفة، وذلك ضمن أنشطتها المختلفة لتفعيل مبادرة «الشيخوخة النشطة» 2014-2016، على أن يقوم كل مركز بجذب ما بين اثنين إلى ثلاثة من المسنين والمسنات، للانخراط في برامج الأسر المنتجة أو تقديم الاستشارات والخبرات والجهود التطوعية في المؤسسات الخيرية والإنسانية. ويأتي كل ذلك من أجل الاستعداد لتأمين متطلبات كبار السن، وفقاً للتطورات المجتمعية، في ظل زيادة ملحوظة في أعداد كبار السن في المجتمع الإماراتي ، حيث تشير الإحصائيات بأن نسبة المواطنين المسنين وصلت إلى 6% من عدد المواطنين في الدولة، وسوف ترتفع النسبة إلى 11 % في العام 2032، لتصل إلى 29% في العام 2050، الأمر الذي يتطلب ضرورة الإسراع في دعم هذه الفئة ودمجها في المجتمع، والاستفادة من خبراتها الحياتية والعملية.

وتطبق العاصمة أبوظبي استراتيجية وطنية للمسنين 2013 – 2017، في ظل توجهات وخطط مستقبلية في مجال “الشيخوخة النشطة”، ووسط مساع لرفع الوعي المؤسسي والمجتمعي حول أهمية استثمار طاقات المسنين بما يعود بالفائدة على الإمارة اجتماعياً واقتصاديا، إضافة إلى نشر ثقافة الشيخوخة النشطة ودورها في تحسين جودة حياة المسنين لتعزيز قدراتهم ولتمكينهم من المساهمة في المجتمع بفاعلية. ويشمل الدعم الذي تقدمه الوزارة للمسنين العديد من الخدمات والمساعدات والتسهيلات، منها:

-1 مساعدات اجتماعية، حيث تقدم الوزارة مساعدات اجتماعية، بحسب تصريحات رسمية في أكتوبر 2015، لحوالي 13 ألفاً و461 شخصاً، وتبلغ قيمة المساعدات المباشرة وغير المباشرة المقدمة لهم 949 مليونا و255 ألفا و852 درهما، بتكلفة نحو 70 ألفا و519 درهماً للفرد.

-2 دور الرعاية الإيوائية، ويستفيد منها 196 مسناً، وتبلغ تكلفتهم الايوائية 4 ملايين و998 ألفاً و484 درهما، بواقع 25 ألفا و502 درهم للفرد. وذلك يشمل وحدات الرعاية الصحية المتنقلة التي تم إطلاقها في العام 2008، وتضم كل وحدة فريق عمل من طبيبة وأخصائية علاج طبيعي وأخصائية اجتماعية وممرضة ومعاونة طبية، ويقدم هذا الفريق خدمة شاملة للرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية للمسن.

-3 توفير الرعاية المنزلية لكبار السن: تتمثل هذه الخدمة في تقديم رعاية صحية أولية و اجتماعية ونفسية وعلاج طبيعي لكبار السن في منازلهم

-4 تصدر الوزارة للمسنين بطاقة المسن (بطاقة مسرة) ، وهي عبارة عن بطاقة مخصصة لمن تجاوزوا الـ60 عاماً، وتشتمل البطاقة على مزايا تتضمن خصومات على الخدمات والمنتجات، وخدمات مجانية، وتسهيل إنهاء المعاملات.

-5 وفرت الوزارة غرفة التنبيه الحسي والعلاج باللعب للمسنين، والذي يقوم على إدخال مجموعة ألعاب حركية وحسية كوسيلة علاجية لتقديم برامج تدريب وتأهيل المسنين داخل الدار وفي منازلهم. وأثبتت الدراسات الحديثة أنه من خلال بعض الألعاب الحسية وألعاب الفيديو يمكن رفع المهارات الحركية والحسية، ومساعدة الأشخاص كبار السن على تحسين أدائهم الحركي والحسي، وإعادة التأهيل الحركي لدى المسنين.

-6 أعدت الوزارة روزنامة صحية للمسنين لمتابعة صحة المسن بشكل يومي من قبل أفراد أسرة المسنين المنتسبين للوحدة المتنقلة للرعاية المنزلية لتدوين الملاحظات اليومية عن حالة المسن الصحية.

-7 توفير حقيبة مسن، وهي عبارة عن حقيبة تحتوي على أهم ما يحتاجه المسن من أجهزة الرعاية الأولية والفحص الدوري في المنزل، مثل (جهاز ضغط - جهاز فحص السكر ـ جهاز قياس الحرارة ـ عكاز ـ حافظ أدوية)، بالإضافة إلى غرفة التنشيط الذهني.

 

 

ارتفاع متوسط عمر العماني من 57 إلى 73 سنة

%5 منهم مسنون

لسلطنة عمان تجربة متميزة في مجال رعاية المسنين، وهي تتجاوب مع التوجهات العالمية التي تفضل رعاية المسن في وسط محيطهم الاجتماعي والأسري، وبما يحفظ كرامتهم وتحسين نوعية الحياة الكريمة لهم، والتقليل قدر الإمكان من الرعاية داخل المؤسسات الإيوائية التي ثبت ظهور سلبيات كثيرة من خلال العمل بها كبرامج رعائية للمسنين.

وبحسب تعداد السكان لعام 2010، فقد بلغ إجمالي عدد المسنين (101145) نسمة، وبنسبة (5.2%) من عموم السكان البالغ عددهم (1957336) نسمة. ومن المتوقع زيادة عدد المسنين ليشكلوا 20,4% من إجمالي السكان بحلول 2050. وهو ما يتطلب زيادة في جاهزية البنى التحتية والرعائية ونوعية الخدمات الاجتماعية وغيرها، لتتناسب مع هذه الزيادة. كما أن غالبية المسنين خاصة الرجال منهم من المتزوجين، وانخفاض نسبة المطلقين، مع ارتفاع نسبة الأمية بينهم اذ تبلغ 5,79%. وتبلغ نسبة الذين يعملون بالأنشطة الاقتصادية من المسنين 8.17% من عدد المسنين.

وتشهد عمان ازدياداً مطرداً في أعداد المسنين كبقية دول العالم، ويرجع ذلك إلى الأسباب التالية:

1. انخفاض معدل الوفيات.

2. انخفاض معدل المواليد.

3. ارتفاع متوسط العمر المتوقع للفرد عند الولادة، وذلك بسبب تحسن الخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية. فخلال العقود الثلاثة الأخيرة ازداد متوسط العمر المتوقع في سلطنة عُمان من 57,5 سنه الى  72,7 سنة. وشهدت الفترة نفسها تراجعا في معدل الوفيات العام من 13,3 حالة وفاة لكل ألف مواطن في عام 1980 الى 3 حالات وفاة في عام 2009.

ويحظى المسنون بعمان بالخدمات الصحية اللازمة لهم من خلال ما يزيد عن 118 مركزا صحيا، و47 مستشفى بمختلف ولايات ومناطق السلطنة.

وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2000، فقد جاءت سلطنة عمان في المرتبة الأولى من حيث كفاءة النظام الصحي الذي أسهم في خفض معدل الوفيات إلى 65.3 في الألف، وارتفع توقع الحياة إلى 73 سنة.

وبحسب وزارة التنمية الاجتماعية، فإنه لم تبرز أي مشكلة تستدعى إنشاء أي مؤسسة رعائية لإيواء المسنين، وإن كانت توجد دار إيوائية تحسباً لاحتمال وجود حالات فردية من معدومي الأقارب الذين يحتاجون لرعاية إيوائية إلا إنها لا تستقبل إلا حالات قليلة ونادرة. وترجع الوزارة السبب في ذلك إلى الاحتضان الأسري للمسن داخل الأسرة العمانية.

وتقدم وزارة التنمية الاجتماعية للمسنين العديد من الخدمات، وهي كالتالي:

أ‌- برنامج تقدير

ويتمثل في قيام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع بتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية للمسنين في منازلهم ومحيطهم العائلي والاجتماعي، تقديراً لوضعهم الصحي والنفسي، واعترافاً بدورهم في خدمة المجتمع أثناء مسيرتهم الحياتية. وتندرج تحت هذا البرنامج الأنشطة التالية:

1. برامج وأنشطة رعائية للمسنين.    

2. توجيه المجتمع وحثهم على المشاركة في البرامج والأنشطة الموجهة للمسنين.

3. الرعاية المنزلية للمسنين.

ب‌-    دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق

تأوي هذه الدار الاشخاص المسنين والعجزة لا سيما الذين لا يوجد لديهم معيل من أقاربهم يقوم برعايتهم وخدماتهم وتلبية احتياجاتهم الحياتية والاجتماعية. وقد تم افتتاح مبنى الدار الجديدة في شهر يناير 2015، ويبلغ عدد المقيمين من المسنين بالدار (31) مسن (25 ذكر، و6 أناث). وتقدم الدار خدمة الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية والترفيهية للنزلاء.

ج- مشروع جلساء المسنين

ويهدف هذا المشروع إلى:

1. توفير البيئة الآمنة والمناسبة لرعاية المسنين.

2. ترسيخ القيم والعادات الإيجابية المستمدة من المجتمع العماني والشريعة الاسلامية.

3. تحقيق الاستقرار الصحي والنفسي والاجتماعي للمسنين من خلال العناية الصحية المنزلية من قبل جلساء مختصين.

د- تحويل المجالس العامة (السبل) الى نوادي للمسنين.

يتمثل هذا الدعم الذي تقدمه الوزارة في تشجيع الأهالي على بناء المجالس العامة والتي تعرف باسم (السبل) من خلال تقديم الدعم المالي لتنفيذ هذه المشاريع والتي تعتبر بمثابة نوادي اجتماعية تقام فيها المناسبات الاجتماعية كالأفراح والأحزان مثل الأعراس والعزاء الى جانب الامسيات الشعرية وغيرها من المناسبات الاجتماعية. ويعتبر كبار السن في عمان من مرتادي هذه المجالس والمشاركين فيها من خلال نقل خبراتهم في مجالات الحياة المختلفة، ايضا تستخدم (السبل) من قبل كبار السن في تحفيظ القرآن الكريم للأبناء، كما أنها ملتقى لتقديم المشورة للشباب ولأفراد المجتمع وتخرجهم من العزلة والانطواء وتثري دورهم في المجتمع.

هـ -البرنامج الوطني للرعاية المنزلية للمسنين.

تقدم الوزارة برنامج الرعاية المنزلية للمسنين بالتعاون والتكامل مع وزارة الصحة والجمعية العمانية لأصدقاء المسنين في إطار منظم وفق آليات عمل معتمدة ومحددة وفقا لاختصاص كل جهة. وتتولى وزارة التنمية الاجتماعية تقديم الخدمات الاجتماعية التالية للمسنين:

1. تقديم وسائل الدعم الحياتي (الأجهزة والمعدات).

2. تهيئة المنزل وفقاً لحاجة المسن (تسوية الأرض، توسعة المداخل وغيرها).

3. الدعم المادي (معاش الضمان الاجتماعي، المساعدة المقطوعة، المساعدة المالية لمرة واحدة).

4. تمكين وتدريب الأسرة على رعاية المسن.

5. توفير الجليس/‏الأسرة البديلة.

6.  توجيه وإرشاد الأسر اجتماعياً ونفسياً.

7. تنسيق جهود المجتمع المحلي.

 

جمعية أصدقاء

وإضافة إلى جهود وزارة التنمية الاجتماعية، فهناك الكثير من الجهود تبذلها الجمعية العمانية لأصدقاء المسـنين، والتي تم إشهارها في 17/‏1/‏2011. وتتمثل أهداف الجمعية في:

‌أ- مساعدة المسن في الحصول على الخدمات الصحية والوصول إليها بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية المعنية.

ب- تسهيل تعامل المسن مع الحياة اليومية.

‌ج- تسهيل تعامل المسن مع الدوائر الحكومية.

‌د- المحافظة على حقوق المسن التشريعية.

‌هـ- تشجيع وسائل الإعلام للاهتمام بالمسن وإبراز قضايا المسنين.