+A
A-

الفرق بين شبكات الجيل الخامس والرابع

 من المحتمل إطلاق خدمة الإنترنت الجوال فائق السرعة “شبكات الجيل الخامس” أو ما يعرف بـ”5G” في بعض الدول خلال وقت مبكر من العام المقبل، ما سيمنح المستخدمين قدرة تنزيل أسرع بنحو 10 إلى 20 مرة مما يملكونها الآن، بحسب تقرير لـ ”بي بي سي”.

ومع قرب إطلاق هذه التقنية، سيكون من المناسب الإجابة عن بعض الأسئلة الملحة، مثل ما الفرق الذي ستصنعه في حياة المستخدمين؟ وهل سيحتاجون إلى جوالات جديدة؟ وهل سيكون بمقدورها معالجة مشكلة “خارج نطاق التغطية” لأولئك الذين يقيمون في مناطق نائية؟

في البداية يمكن تعريف “5G” بأنها الجيل القادم من خدمات الإنترنت الجوال، والتي يعد مطوروها بسرعة أكبر في تنزيل ورفع البيانات، وتغطية أقوى واتصالات أكثر استقرارًا، مشيرين إلى أن التكنولوجيا الجديدة تركز على تحسين استخدام الطيف الراديوي وتمكين المزيد من الأجهزة من الوصول إلى الإنترنت الخلوي في نفس الوقت.

ما الذي يمكن فعله؟

مهما كان ما يفعله المستخدمون الآن بجوالاتهم الذكية، فسيصبحون أكثر قدرة على التمتع بتجربة أفضل وأسرع، مع دعم للنظارات الذكية التي تتميز بالواقع المعزز، والواقع الافتراضي للجوال، وجودة أعلى للفيديو، وإنترنت الأشياء الذي يجعل المدن أكثر ذكاءً.

لكن المثير حقًا بشأن هذه التقنية هو الخدمات الجديدة التي ستعتمد عليها ولا يمكن التنبؤ بها، مثلاً كربط أسراب من طائرات الدرون معًا لتنفيذ مهام البحث والإنقاذ، وتقييم أضرار الحرائق ورصد حركة المرور، التواصل لاسلكيًا مع بعضها البعض عبر شبكات الجيل الخامس.

ويعتقد كثيرون أن هذه الشبكات ستكون حاسمة بالنسبة لتكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة للتواصل مع بعضها البعض وقراءة بيانات الخريطة المرورية مباشرة.

ويفترض مع هذه القدرات أن تصبح مقاطع الفيديو فورية التشغيل وبدون أي أعطال، وتكون مكالمات الفيديو أكثر وضوحًا وأقل تشويشًا، أما أجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء ستراقب صحة المستخدم وفقًا للوقت الحقيقي، وتنبه الأطباء بمجرد ظهور أي حالة طوارئ.

هل تختلف كثيرًا عن سابقتها؟

نعم تختلف عن شبكات الجيل الرابع، ورغم أنها تقنية جديدة في عالم الاتصال اللاسلكي، لكن المستخدمين لن يلاحظوا في البداية السرعة الأعلى، لأن من المرجح استخدام “5G” في بادئ الأمر كوسيلة لتعزيز قدرات شبكات “4G” القائمة حاليًا.

وتعتمد السرعة التي سيحصل عليها المستخدم على نطاق الطيف الذي يعمل به مشغل شبكة الجيل الخامس، ومقدار ما استثمرته شركة الاتصالات التابع لها في أجهزة الإرسال وأعمدة الإشارة الجديدة.

ما مدى سرعتها؟

تقدم أسرع شبكات الجوال العالم الآن “4G” حوالي 45 ميغابيت في الثانية في المتوسط، لكن يوجد هناك تفاؤل برفع هذا المعدل إلى غيغابيت في الثانية الواحدة.

وتعتقد صانعة الرقائق (كوالكم) أن سرعة التصفح في شبكات الجيل الخامس والتنزيل ستكون أسرع بنحو 10 إلى 20 مرة عند تطبيق هذه التكنولوجيا في الواقع، ما يعني أن بمقدور المستخدم تنزيل فيلم عالي الوضوح خلال دقيقة.

هذا عن تشغيل شبكات الجيل الخامس بجانب الجيل الرابع، أما إذا تم تشغيل تقنية “5G” عالية الترددات وحدها، فسيكون من السهل بلوغ سرعة تصفح تتجاوز الغيغابيت، لكن من غير المحتمل حدوث قبل بضع سنوات.

هل يحتاج المستخدم لتغيير جواله؟

نعم، ويشار هنا إلى أنه عندما طرحت تقنية “4G” في 2009، ظهرت جوالات ذكية متوافقة معها في السوق قبل الانتهاء من البنية التحتية بشكل كامل، ما أحبط بعض المستهلكين لشعورهم أنهم دفعوا أكثر مقابل خدمات غير مكتملة بعد. لكن يقول خبراء: من غير المحتمل أن يرتكب الصناع الخطأ نفسه، وسيطلقون جوالات الجيل الخامس عندما تكون الشبكات الجديدة جاهزة تمامًا، ربما بحلول نهاية 2019، وسيكون حينها من السهل تبديل أجهزة “4G” بأخرى تتوافق مع “5G”.

هل ستعمل في المناطق الريفية؟

يعد ضعف الإشارة وبطء البيانات في المناطق الريفية أبرز شكوى في العديد من بلدان العالم، لكن للأسف لن تعالج شبكات الجيل الخامس هذه المشكلة بالضرورة، لأنها ستعمل على نطاقات تردد عالية توفر إشارة أقوى لكنها تغطي مسافات أقصر. سوف تكون “5G” في المقام الأول، خدمة موجهة للمناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، وسيكون على مشغلي الشبكات تحسين تغطية شبكات الجيل الرابع بالتوازي مع إطلاق التقنية الجديدة.