+A
A-

السيد لـ “البلاد”: تدريب 4500 طفل على مواجهة التحرش الجنسي

قال المشرف العام على مبادرة “إشراقات” محمد السيد إن “حملة ما بنسكت“ الوطنية التابعة لمبادرة “إشراقات“ والمنضوية تحت مظلة الجمعية البحرينية لتنمية المرأة، مؤكدا أن الحملة وبدعم من رئيسة الجمعية الشيخة لبنى بنت عبدالله آل خليفة، وبجهود فريق العمل استطاعت أن تعبر الحدود وتحصد الإشادة والاعتراف.وأضاف السيد في لقاء مع “البلاد” أن الحملة التي انطلقت في العام 2015، هي حملة تطوعية توعوية وقائية – نمائية، هدفها حماية الأطفال من الجنسين من الوقوع في براثن التحرش الجنسي، مشيرا إلى أن الحملة قدمت خدماتها لأكثر من 4500 طفل على بحريني وخليجي.

وأوضح أن الحملة تعزز لدى الطفل المهارات والمعلومات اللازمة لحماية نفسه من التحرش الجنسي، وبما يسهم في تقليل فرص وقوعه ضحية للتحرش مستقبلاً.

وقال إن أهداف الحملة تأتي كضرورة ملحة ومطلوبة في مجتمعنا البحريني، فنحن نعيش في وقت تسارعت فيه الخطوات نحو التطور المعلوماتي والإعلامي وأصبح العالم قرية صغيرة جعلت من الناس عائلة واحدة، تتأثر جميعها بما يتأثر الفرد، وبالتالي كان للأسرة نصيب الأسد من اهتمام “إشراقات“؛ لأنها تمثل رؤيتنا التي تصب نحو وعي أسري أفضل.

وقال السيد: انطلقت مبادرة “ إشراقات “ العام 2012 لتنمية الوعي الأسري لدى الأسرة البحرينية “تربوياً وزوجياً “ من خلال العمل على استثمار كافة الوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، لإيصال الأسرة إلى الاستقرار الذي يمنح الأبناء والمجتمع كل مفاهيم الأمن والأمان الحياتية المطلوبة.

إنجازات متواصلةوأشار السيد الى أن الحملة قامت بالعديد من الفعاليات والنشاطات والحراك المجتمعي المحلي والخليجي والإقليمي لتحقيق كل الاهداف التي قامت من أجلها، ولعل أهم الانجازات التي حصدت صدى واسعا تعدى المحلية هو إنتاج الافلام التوعوية التثقيفية، التي تقدم المعلومة والهدف، الى الشريحة المطلوبة وفق أسس وأطر علمية، يتم دراستها والقيام بها من قبل تربويين متخصصين في هذا المجال.

وتابع: قد قدمت حملتنا العديد من الافلام منها الطويلة والقصير، ومنها الفيلم الذي حصد شهرة محلية وإقليمية، وإشادة واسعة لدعمه جانبا مهما من أهداف الحملة والذي كان تحت عنوان “ فليكن الحوار بعيداً عنهم “، وتمتع بإقبال واسع من كل فئات المجتمع البحريني والخليجي، من خلال إيصاله رسالة إلى الوالدين بضرورة إبعاد خلافاتهم الزوجية عن أطفالهم، وقد تم إنتاج هذا الفيلم في اليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر 2012، بمشاركة أطفال البحرين وأطفال العالم بمناسبة هذا اليوم، مبينا أنه كان من إخراج المخرج البحريني المبدع يوسف الجفن.

300 ألف مشاهدة

وقال مدير الحملة، نفخر بأن الأفلام الثلاثة التي للحملة، حصدت 300 ألف مشاهدة، وهو رقم لم يتم الوصول اليه سابقا على مستوى البحرين.

فخر واعتزاز

وكان لنا الفخر والاعتزاز بحصولنا على المركز الثالث لجائزة أفضل مشروع تطوعي في مملكة البحرين والتي تقام تحت رعاية رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة، من خلال مشروع “حملة ما بنسكت” المقدم من الجمعية البحرينية لتنمية المرأة.

اختير المشروع الفائز من بين ما يقرب من 45 مشروعا تطوعيا تنافست لنيل شرف الفوز بالجائزة التي تقام للعام الثالث على التوالي، كأحد أفرع جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي، التي تنظمها جمعية الكلمة الطيبة بالتعاون مع الاتحاد العربي للتطوع، وذلك وفقا للمعايير التي وضعتها الجائزة للارتقاء بالعمل التطوعي على مستوى المملكة.

جائزة سمو الشيخ عيسى

وأكد السيد كان لنا الشرف أن يكرمنا بالجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي بجائزة دولية للعمل التطوعي، فوجود مثل هذه الجائزة من لدن سموه، واهتمام سموه وحرصه على تفعيل عجلة العمل التطوعي يؤكد التطور اللافت الذي حققه العمل التطوعي في مملكة البحرين بفضل دعم القيادة الرشيدة لهذا القطاع الحيوي، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي الذي أسهمت به جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي العمل التطوعي في تحفيز الشباب على التفاعل بجدية مع مشروعات التطوع التي تخدم المجتمع، مردفا أن جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي تؤكد القيمة الأساسية للعمل التطوعي كأحد المكونات الضرورية لتحقيق التنمية الشاملة لمجتمعنا البحريني، وهي خطوة تعكس عمل سموه المستمر كشاب في إبراز جهود وإبداعات الشباب البحريني على المستوى الإقليمي.

حملات لدعم الأطفال

وأشار مدير “حملة ما بنسكت “ إلى أن حملاتنا التوعوية متواصلة خلال كافة أيام العام، فقد أطلقنا حملة “ خلوني بعيد “ وهي حملة توعوية تتجه للأسرة البحرينية من أجل إيصال رسالة إلى الوالدين، لإبعاد الخلافات الابوية والعائلية عن أبنائهم للحفاظ على صورتهم من أجل أن ينشأ الطفل تنشئة سليمة وسوية.

الرؤية

وأوضح السيد أن رؤية حملتنا هدفها الوصول إلى طفل واعٍ بذاته، بينما ترتكز رسالتنا في أن يمتلك الطفل المهارات والمعلومات لحماية نفسه من التحرش الجنسي، فأهداف الحملة هي تعليم الطفل على أعضاء جسمه الخاصة والعامة والفرق بين اللمسة الصحيحة واللمسة الخاطئة، وإكساب الطفل المهارات الدفاعية اللازمة لحماية نفسه من التحرش الجنسي، وعدم السكوت، وإكساب الطفل المهارات بكيفية التعامل مع الغرباء والأقرباء.

إحصاءات

وعن الأسباب التي كانت وراء انطلاق الحملة، يقول السيد، إن انطلاق الحملة كان علميا ومدروسا ولم يكن “ عشوائيا “ بل استند على الجانب العلمي والحقائق الميدانية والدراسات والإحصاءات المحلية والخليجية والإقليمية، وقمنا بالاستعانة بالعديد من الدراسات والإحصاءات البحرينية، والاستماع والمشورة لآراء الخبراء والتربويين في هدا الجانب. وأردف إلى أنهم تابعوا وشاركوا في إحصائية ودراسة ميدانية أجريت على مستوى البحرين ودول الخليج، أظهرت أن 25 % من الأطفال يتعرضون لتحرش جنسي في الطفولة، تختلف طبيعته، ولكنه يترك آثارا على الأطفال قد تؤثر بصورة كبيرة على مستقبلهم وحياتهم ودراستهم.

وذكر أن التحرش الجنسي يجب أن يحظى باهتمام أكبر وأوسع؛ لأنه مشكلة تواجه الأطفال في سنوات حياتهم الأولى، وقد يكونون “ضعفاء“ ولا يستطيعون أو يتمكنون من مواجهة الشخص “المتحرش“ أو الرد عليه، مبينا أن بعض الدراسات بينت أن هناك تحرشا جنسيا يمارس على الأطفال من خلال أفراد عائلتهم، أو قد يكون من الأقارب، والذين يتوجب عليهم حماية الطفل من التحرش الجنسي، وأن هذا التحرش، قد يخلق أطفالا يحملون سمات “عدوانية“ وربما تتحول الى إجرامية في المستقبل.

دراسات علمية

وأشار مدير حملة “ما بنسكت“ محمد بدر السيد إلى أن الحملة وضعت ضمن خططها القيام بعدد من الدراسات والإحصاءات البحرينية، والتي يعدها فريق العمل، وتتضمن العديد من المحاور المهمة في هذا الجانب، والذي يعتبر من المجالات التي ترتبط بالتنمية المستدامة، لما يشكله هذا الجيل من قوة فاعلة في رسم مستقبل البحرين القادم، وأيضا لعدم وجود مثل هذه الدراسات والتي تفتقر إليها مكتبة البحرين، والتي تعد مهمة في وضع السياسات العامة والمتعلقة بالأطفال فتظل الدعوة إلى وجود برامج متطورة للأطفال تراعي التطور الذي يعيشه العالم حاليا.

التعليم باللعب

وقال السيد إن الحملة نظمت أكثر من 30 فعالية منذ بداية العام الحالي، وفي جعبتها الكثير من الفعاليات الهادفة القادمة وضمن برنامجها السنوي، موضحا أن الحملة شاركت بتنظيم وإقامة هذه الفعاليات في المدارس بمختلف مراحلها والمراكز الشبابية، والمجمعات التجارية، والجمعيات النسائية والخيرية، وخلال الأعياد والفعاليات الرسمية، ومن خلال مدينة الشباب، والمناسبات التي يتجمع فيها عدد كبير من الأسر والأطفال سعيا لاستهداف هذه الشرائح. وذكر أن الحملة تعمل على نشر التوعية من خلال اللعب، وطبقت العديد من الألعاب لتعليم الأطفال آليات حماية أنفسهم من التحرش، ومنها ألعاب تلقن الطفل التمييز بين اللمسة الصحيحة واللمسة الخاطئة أو كلعبة الشوكولاتة التي يتعلمون من خلالها تجنّب قبول الهدايا من الغرباء وكيفية تمييز الغريب والقريب، موضحا أن الحملة التي تعدّ سابقة في المنطقة تسعى إلى التنسيق مع الجهات المعنية لإطلاقها في الدول الخليجية المجاورة قريبا.

ظاهرة مجتمعية

وأوضح مدير الحملة أن الحملة هدفها ألا تتحول قضية التحرش الجنسي إلى ظاهرة تهدد أمن المجتمع فهدفنا من خلال هذه المبادرة تنمية الوعي لدى الأسرة. كما لاحظنا أن المواد الإعلامية الموجهة إلى الطفل ووالديه قليلة جدا فعملنا على ترك بصمة في هذا المجال موفّرين مادة علمية وتوعوية للآباء والأطفال وللاختصاصيين لإيصال الرسالة إلى المجتمع، فالحملة تسعى إلى تعليم الأطفال كيفية حماية أنفسهم من التحرش الجنسي وتوعيتهم أولاً بالأماكن الخاصة أو الحساسة في أجسادهم، وتعليمهم كيف يرفضون الهدايا المقدّمة من غرباء، وكيف يميز الطفل بين القريب والغريب من طريق ألعاب تربوية صممت خصيصاً، ومن خلال تلوين الرسومات. كما صممت الحملة شخصيتي آمنة وشجاع لغرس قيمة الأمن والشجاعة فيهم، وكيف يؤمّن الطفل نفسه ويكون شجاعاً في وجه الغرباء، وهي شخصيات نالت الحب من قبل كل الأطفال، واستطاعت أن توصل رسالتها بكل صدق وأمانة لحماية الأطفال من التحرش.