فازت مجموعة المؤيد للمقاولات بمناقصة هيئة البحرين للثقافة والآثار لإنشاء مركز زوار طريق اللؤلؤ بنحو 3.64 مليون دينار، ضمن المناقصات التي أرساها مجلس المناقصات والمزايدات لشهر أبريل الماضي.

ومركز الزوار الرئيسي التابع لمسار اللؤلؤ سيتم بناؤه في قلب مدينة المحرق القديمة، وذلك بين العمارات التجارية التاريخية بسوق المحرق القديم. تم تصميم هذا المركز من قبَل مكتب فالريو أولجياتي للهندسة المعمارية، وسيحتضن في تصميمه الأطلال التاريخية والبقايا الأثرية لاثنتين من العمارات التاريخية (عمارات علي راشد فخرو)، بالإضافة إلى عدد من الموجودات الأثرية التي عثرَ عليها في الموقع.

ويسعى المركز عبر تصميمه لاحتضان شريحة واسعة من الزوار، مقدمًا لهم معرضًا حول المشروع، والعديد من المرافق التفاعلية المزودة بوسائط متعددة لإثراء تجربة المركز كملتقى مجتمعي، وتشمل مرافقه: مساحات مخصصة للأطفال، فضاءات لإقامة ورش العمل واللقاءات الاجتماعية، فضلاً عن احتوائه أرشيفًا لتراث اللؤلؤ، مكتبة، ومرافق مخصصة للمحاضرات والمؤتمرات. وسيتمكن الزوار من اكتشاف (مسار اللؤلؤ) ومواقعه التراثية والتاريخية.

وكان مشروع (طريق اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد الجزيرة) أدرج في العام 2012 كثاني موقع مسجل على قائمة التراث الإنساني العالمي في البحرين، وذلك كشاهد تاريخي على تراث على تراث اقتصاد اللؤلؤ الذي يعود إلى آلاف السنين، ولأهميته العالمية كمورد اقتصادي ومؤثر في النظام الاجتماعي.

ويحوي المشروع سلسلة من المباني التراثية والتاريخية المرشحة يصل عددها إلى 15، وتشمل: 3 مصائد لؤلؤ شاسعة تقع في المياه الإقليمية الشمالية التابعة للمملكة، خط ساحلي واحد في أقصى جنوب جزيرة المحرق، و9 مجمعات عمرانية تاريخية تتضمن 17 معمارًا إنسانيًّا فريدًا، تتوزع جميعها ضمن النسيج الحضري العريق لمدينة المحرق. كل هذه المكونات، بمواقعها وتفاصيلها تجسّد تعبيرًا تاريخيًّا، هو آخر ما تبقى باستثنائيته وقيمته العالية، كشواهد على التراث الثقافي لاقتصاد اللؤلؤ، الذي ازدهر في منطقة الخليج العربي منذ فترة ما قبل التاريخ وحتى أوائل القرن العشرين.

وقد تم العمل على هذا المشروع بمكوناته ومواقعه منذ العام 2011م، حيث لا تزال أعمال الحفاظ والصيانة والتأهيل مستمرة. وحتى اليوم، تم استكمال عدد من المشاريع التي يحويها طريق اللؤلؤ، مثل الأعمال الحفاظية لقلعة بو ماهر، بيت الغوص، وبيت النوخذة، حيث يمكن للزوار ومحبي التراث زيارة هذه المواقع.

يشار إلى أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تتطلع إلى استكمال المشروع في العام الجاري 2018، وذلك بدعم من خلال قرض البنك الإسلامي للتنمية (IDB)، حيث من المزمع أن يتم الافتتاح بالتزامن مع احتفاء البحرين بالمحرق عاصمةً للثقافة الإسلامية، وفق البرنامج الذي أطلقته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).

وعلى صعيد متصل، أرسى مجلس المناقصات والمزايدات خلال شهر أبريل الماضي 3 مناقصات للهيئة، بقيمة إجمالية وصلت إلى نحو 3.83 مليون دينار منها مناقصة مركز الزوار.

أما المناقصتان الأخريان، فهما: توفير عمال لورشة النجارة والصيانة في الهيئة بنحو 106.66 ألف دينار، ومناقصة للصيانة الكهربائية والميكانيكية للمواقع والمباني التابعة للهيئة بنحو 81.36 ألف دينار.