+A
A-

سلطنة عمان: "هكذا تجاوزنا كارثة “مكونو” إعلاميا"

استعنا بـ 30 كادرا من المراسلين ومنحناهم نقودا وملابس

أخطأنا حينما أنشأنا استوديوهات زجاجية وابتعدنا   عن التضخيم

ذهبنا إلى اليابان للاطلاع على تجربتها في التعامل مع الإعصار

 

تبقى سلطنة عمان، بصدق حينما يتعلق الموضوع بمسألة العطاء، لها قصب السبق في منح من تعزهم كل ما أوتيت من علم وخبرات في سبيل مساندة أشقائها وأصدقائها حتى وإن هم لم يطلبوا ذلك.

هذا ما حدث تماما حينما نقلت سلطنة عمان تجربتها الفريدة في معركة البقاء أو “أكون أو لا أكون”، أو سمها أنت ما شئت من مفردات وعبارات الاستئساد من أجل المبدأ، حيث استضافت صلالة على مدى 3 أيام فعاليات “الملتقى الإعلامي” بمشاركة عربية واسعة من الصحافيين والإعلاميين، إلا أن اليوم الثاني منه شهد ما يمكن وصفه بـ “مستودع الأسرار” في مهارات التعاطي الإعلامي مع إعصار “مكونو” الذي ضرب المدينة في نهاية شهر مايو الماضي.

سلطنة عمان كان بإمكانها بيع هذه الأسرار بمقابل مادي كبير وخصوصا أنها نزلت أرض النزال وحيدة، إلا أن قلبها الأمومي، كان أكبر من ذلك ولم تكن ترغب في رؤية ما حصل لها أن ينتقل إلى شقيقاتها.

“ البلاد” لم تكن لتخرج من المولد بلا حمص، من غير أن توثق هذه التكتيكات العمانية الاحترافية، لتقدمها على طاولة الجهات الإعلامية البحرينية في حال إذا وقع أمر طارئ - لا قدر الله-.

وفي ورقة بعنوان “التعامل الإعلامي والصحافي المهني في الأزمات الطبيعية.. التجربة العمانية نموذجًا”. قدم الإعلامي العماني يوسف الهوتي عصارة خبرات سلطنة عمان الإعلامية في التغلب على كارثة “مكونو”.

وأوضح الهوتي أن الإعلام العماني تعامل مع الإعصار بشكل احترافي ومهني في الاستعداد له والقدرة على تخطيه وعدم التهويل والتضخيم والمبالغة، قائلا “إن مقياس النجاح يعتمد على مستوى التعامل مع الكارثة أو الأزمة ولا يقاس على نسبة التأثير للإعصار؛ لأنه من الطبيعي أن يكون هناك تأثيرات على الأرض مع مراعاة عدم التهويل أو التضخيم”.

وقال إن بعثة عمانية ذهبت إلى اليابان للاطلاع على تجربة الأخيرة في تعاملها مع الكوارث، وذلك حينما تقرر تشكيل فريق متكامل من جميع الأجهزة للتعامل مع الكارثة القادمة لمدينة صلالة.

يقول الهوتي “بدأ الأمر حينما نشطت خلية الاجتماعات، كل في مجال تخصصه، في العمل المكثف بدءا بلقاءات وزير الإعلام مع رؤساء التحرير ووصولا إلى اجتماع رؤساء التحرير مع الصحفيين المكلفين بتغطية الحدث الفريد من نوعه”.

وأشار إلى أن الجهات الإعلامية عينت 30 موظفا، بواقع مراسل تلفزيوني وإذاعي ومنحت كل منهم مخصصا نقديا في اليد لكي تتاح لهم المرونة في شراء ما يحتاجونه من أكل وشرب تكفي لمدة تزيد عن العشرة أيام، كما تم منحهم هواتف ثريا المخصصة في تسجيل الفيديوهات.

بعدها، والكلام للهوتي، تم إصدار بيان رقم 1 الذي تضمن سرعة الرياح ودرجة الخطر والمدة الزمنية لوصولها إلى صلالة. ويضيف “أنه تم توزيع المراسلين الإذاعيين والتلفزيونيين في أماكن عدة، وكان هناك منسق يدير جميع هذه العمليات ويقوم بضبطها من خلال مركز اتصال معلوماتي”.

وزاد “إنهم قاموا بتهيئة المحطات عبر ربطها بشبكة الألياف البصرية”. وتابع “إنه تم إنشاء ستار رملي طوله 3 أمتار لصد المياه الجارفة القادمة من البحر”.

وفي شجاعة لافتة، ذكر الخبير الإعلامي العماني أنه كان هناك خطأ تمثل في بناء استوديو زجاجي تحطم بعد نحو ساعة ونص الساعة  من وقوعه تحت مرمى المياه الهائجة، وكان لابد من استخدام صفائح “الشتر” بدلا من ذلك.

وفي سؤال عما إذا كان المراسلون قد تم تدريبهم على السباحة، نفى الهوتي ذلك، لكنه في الوقت ذاته قال إن العمانيين يحسنون السباحة بطبيعتهم، كما تم منحهم ملابس خصيصة للأمطار تنزل المياه منها للاسفل حالما يسقط الماء عليها، إضافة إلى تزويدهم بأحذية مخصصة للمشي بسلاسة في مياه الأمطار.

وشدد الهوتي على أن أهم عنصر في العملية الإعلامية ومخاطبة الجمهور هو استخدام الصورة، ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، فضلا عن استخدام صور الانفوغرافيك في شرح اللقطات المتعلقة بالأعاصير والحالة المدارية.