+A
A-

هل تقيد حريتك في تسمية أطفالك؟

زمننا الحالي يسوده الوعي بأهمية احترام القرارات على كافة المستويات دونما قيود، فهل الأمر مازال سيان بالنسبة لتسمية الأطفال؟ وهل ثمة استمرارية لضغوط تمارسها الأسرة على الآباء في هذا الإطار؟ وما حجم الانتقادات التي يتعرضون لها نتيجة اختيار اسم مغاير لا يتناسب وذائقة الآخرين؟ “مسافات البلاد” استطلعت آراء عدد من الشباب حيال ذلك.

قبــول

تذكر زينب حسين علي أنها تعرضت لانتقادات عند تسمية طفلها عبدالله من قبل آخرين أخبروها بأن اسمه كبير، ولا يتناسب مع الصغار. وتؤكد “كان للأسرة تأثير في اختيار اسم طفلي، فلقد اخترت وزوجي اسم عبدالله لأنه اسم والد زوجي، ولا ضير في تلبية رغبة الأهل بالتسمية إذا كان الاسم مقبولاً وله معنى”.

زمــن مختلــف

تبدي زينب عبدالله عدم تأييدها تسمية الأطفال بأسماء قديمة لمجرد أنها تعود لأب أو أم الزوجين “فكل زمن يتطور ويختلف عن السابق، فلا يمكن أن أجعل طفلي يتعرض لضرر نفسي بسبب ذلك”. وتشير إلى أنها تعرضت لانتقادات سلبية عند تسمية طفلها، لكنها لم تعرها اهتمامًا. وتؤكد عدم تعرضها لضغوط من قبل أسرتها فيما يتعلق بتسمية طفلها “جواد”. موضحة “لم يتدخل أحد فأنا ووالده قمنا باختياره، فاختيار الاسم من حق الوالدين فقط”.

كنيـــة

يشير أحمد ثابت إلى أن تأثير الأسرة في اختيار أسماء الأطفال يتمثل في صياغة الكنية فقط. موضحًا “فمثلا اسمي أحمد يسمونني “بو يوسف”، غير ذلك فلا يوجد أي تأثير يذكر، وبطبيعة الحال أن المشاركة والاقتراح بالتسمية ليست سلبيًّا بحد ذاته، ولكن الإصرار على التدخل، أعتبره سلبيًّا لأنه تدخل في حق من حقوقي أنا وزوجتي، ولكن إذا كان من باب المحبة قد قبلنا مقترح من الأهالي المقربين، ذلك لا يعني أنه من حقهم الإصرار، أو تغليب رأيهم”.

رفــض

تلفت حوراء جعفر إلى أنها ترفض فكرة تدخل الأسرة في اختيار تسمية الأطفال” فسواء أكان الاسم المختار يعجبني أم العكس، فكرة الإصرار على التدخل مرفوضة، ولم يكن لأسرتي تأثير عليّ في اختيار اسم مولودي”علي”، بل كان لي وزوجي القرار، ولم أتعرض لأية انتقادات بسبب تسمية طفلي”.

وعن تسمية الأطفال بأسماء قديمة. تفيد “لا أؤيد تسمية الأطفال بأسماء قديمة فقط لأنها تعود لوالدة أو والد أحد الزوجين، فلكل زمن أسماؤه، وفعلا أرى أن الأسماء القديمة تبعث الحرج في نفس الطفل مستقبلاً”.

اسـم متـداول

تقول زينب الوداعي “أسرتي لم تتدخل في تسمية طفلتي نور، فهي لم تعرف التسمية إلا عند ولادتها، واسم ابنتي متداول، جميل، وليس بغريب، فلم أتعرض لأية انتقادات، فالقرار يعود للأب والأم، فكل الآباء لهم الحق في تسمية أطفالهم ما يشاؤون دونما ضغوط”.

وتؤكد الوداعي عدم تأييدها تسمية الأطفال بأسماء قديمة رضوخًا لرغبات الأسرة، لضررها النفسي على الطفل “فالمحبة لا تكون بالتسمية، لا يعقل أن أسبب عقدة نفسية لابنتي نتيجة السخرية من اسمها من قبل آخرين في نفس سنها”.

 

حـق الزوجـة

يرى حسن صالح الصيرفي أن الزوجة لها الحق الأكبر في تسمية المولود لتعبها خلال فترة الحمل. ويقول: أعتقد إن لها فرصة كبرى في اختيار اسم الأطفال لتعبها في الحمل، وتقديرًا من الزوج يجب أن يتيح لها الاختيار”.

ويضيف “عادة اختيار الاسم ينتج عن اتفاق بيني وزوجتي، واختيار أسماء أبنائي الثلاثة جاء بالاتفاق، والأفضل ترك الأمر للزوجين، وإذا اتبعت الأسرة سياسة كسر العظام، بمعنى أن لا قرار أو كلمة تعلو على كلمتي، يمكن تجنب الخلافات والمشاكل عبر نقاش عميق يقنعها”.

طـــلاق

تعتقد منيرة عنبر أن تسمية الطفل تسبب خلافًا بين الزوجين قد يصل إلى الطلاق. موضحة “ينتج عن تسمية الأطفال خلاف كبير قد يصل للطلاق، لتدخل الأهل في هذا الحق الخاص بالزوجين”. وتضيف “أسرتي لم تتدخل أبدًا في اختيار اسم طفلي، ولكني تعرضت للانتقادات عند التسمية، كما أعارض تسمية الأطفال بأسماء قديمة غير مناسبة في المجتمع الحالي”.

فرصـة تقـارب

تشدّد زهراء البني على ضرورة أن لا يشكل الاسم مصدرًا للخلاف بين الزوجين “إذ يجب أن يكون هناك تفاهم بين الطرفين، وأن لا يشكل الاسم سببًا للخلاف، بعكس ما يجب أن يكون هناك فرصة للتقارب، وإعطاء كل من الطرفين الآراء المختلفة، وأرى أنه يجب أن تكون هناك فرصة لكل من الزوجين بإطلاق الاسم على أحد الأبناء”.

وتؤكد وجود وعي لدى الناس إزاء ذلك “فحاليًّا قلما نرى ضغطًا من العائلات في اختيار الاسم، للوعي الكافي بأن الوالدين أولى في إطلاق الاسم، ولم يكن لوالدي أو الأهل تأثير على الاسم الذي اخترته، لاحترامهما رغبتي”.