+A
A-

عمران خان من الكريكيت إلى رئاسة حكومة باكستان

أيام قليلة تفصل لاعب الكريكيت السابق عمران خان عن تولي رئاسة الحكومة الباكستانية الجديدة بعد الفوز غير المسبوق لحزبه في الانتخابات العامة في باكستان، ووفق نتائج الانتخابات بات بإمكان حركة الإنصاف تشكيل الحكومة المركزية وحكومة خيبر بختون خواه دونما الحاجة للتحالف مع الأحزاب الكبيرة، كما لديه فرصة كبيرة لتشكيل حكومة إقليم البنجاب في انتظار الدعوة لعقد أول جلسة للبرلمان الجديد والمجالس النيابية للأقاليم.

ولد عمران أحمد خان نيازي في 5 أكتوبر عام 1952 لأسرة بشتونية في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب حيث ترعرع فيها وبدأ فيها تعليمه قبل أن ينتقل إلى لندن ويتخرج من جامعة أوكسفورد عام 1975.

تعلق خان بلعبة الكريكت الأكثر شعبية في باكستان منذ صغره، وبدأ نجمه بالسطوع في هذه اللعبة في بريطانيا ثم باكستان التي قاد فريقها للفوز ببطولة العالم للكريكيت عام 1992، بل إن تعلقه بهذه اللعبة المفضلة في باكستان امتد للسياسة حيث اختار لحزبه شعارا انتخابيا هو مضرب الكريكت.

وخلال تسعينيات القرن الماضي شهدت أنشطة خان التطوعية والإنسانية والخيرية اتساعا ملحوظا في منطقة جنوب آسيا وخاصة باكستان، وساهم في إنشاء ودعم العديد من المشاريع الخيرية، ويذكر الباكستانيون له إنشاء ما يعتبر أول مستشفى خيري متخصص لعلاج السرطان في باكستان عبر التبرعات وهو مستشفى “شوكت خانم”، وحمل المستشفى اسم والدته التي قضت بالمرض.

طريق السياسة لم تكن محفوفة بالورود لعمران خان الذي بدأ مشواره السياسي عام 1992 وأسس حزبه حركة الإنصاف الباكستانية حين نادى بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، ولم يحالف خان الحظ في أول انتخابات خاضها حيث خسر في كافة الدوائر الثلاث التي ترشح عنها.

وعلى عكس الكثير من الساسة دعم خان الرئيس الأسبق الجنرال برويز مشرف والذي تولى السلطة عبر انقلاب عسكري على حكومة نواز شريف عام 1999، وبرر خان دعمه لمشرف لاعتقاده بأنه سوف يحارب الفساد وما وصفها بالمافيا السياسية، وفاز لأول مرة في انتخابات عام 2002. وأعلن عمران أن مشرف عرض عليه تولي رئاسة وزراء حكومته عام 2002 لكنه رفض العرض.

عُرف خان بمواقفه المناهضة للسياسات الأميركية في بلاده والمنطقة، حيث دعا مرارا للحوار مع الجماعات المسلحة الباكستانية ومن بينها حركة طالبان باكستان، لذا يصفه بعض خصومه بطالبان خان، كما اشتهر عمران خان برفضه للغارات التي تشنها الطائرات الأميركية المسيرة على الأراضي الباكستانية، وفي أكتوبر عام 2012 قاد عمران خان قافلة من المحتجين من العاصمة إسلام آباد إلى قطاع جنوب وزيرستان القبلي للاحتجاج على الضربات الصاروخية الأميركية.

وفي خطاب النصر أطلق خان وعودا عريضة وتعهد بالقيام بإصلاحات لعل من أبرزها تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية ومحاربة الفساد والارتقاء بالخدمات التعليمية والصحية، وتحسين عمل أجهزة الدولة المختلفة كجهاز الضرائب وهيئة المحاسبة والشرطة.