+A
A-

أزمة باب المندب... السعودية تملك بديلا لتصدير النفط

 يعد مضيق باب المندب إلى جانب مضيق هرمز، أحد أهم الممرات المائية للنفط الخام ومنتجات بتروكيماوية أخرى، حيث يربط البحر الأحمر ببحر العرب عبر كل من سواحل اليمن وجيبوتي وإريتريا.

وبعد تعليق شحنات الخام السعودي عبر باب المندب، جراء تعرض ناقلتين تابعتين لشركة البحري السعودية لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي اليمنية، لا تزال السعودية تملك خيارًا آخر يتمثل في خط الأنابيب الضخم الذي يربط شرق المملكة بغربها؛ لنقل النفط من الحقول السعودية على الخليج العربي إلى مدينة ينبع في البحر الأحمر، مما يغنيها عن المرور بمضيق باب المندب ويضمن وصول الخام السعودي إلى الأسواق الأوروبية.

وخط الأنابيب شرق غرب السعودية قادر على نقل حوالي 5 ملايين برميل من النفط السعودي الخام يوميًا، ولعل هذا الخيار هو ما خفف من رد فعل أسواق النفط أمس عقب الإعلان السعودي عن تعليق مؤقت لصادرات نفطية تقدر بـ 4 ملايين برميل عبر باب المندب، في وقت تشهد السوق العالمية شحًا في المعروض نتيجة تقلص الإمدادات من عدد من المنتجين الرئيسين، إلى جانب توقعات تأثير عودة العقوبات الأميركية إلى إيران على حجم المعروض العالمي.

ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت، في تعاملات أمس، بـ42 سنتًا أي ما يعادل 0.6 % إلى 74.35 دولار للبرميل، بعد أن زادت 0.7 % الأربعاء.

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات إلى 69.35 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت بما يزيد عن 1 % في الجلسة السابقة.

والإغلاق الكامل لباب المندب، الذي لا يتجاوز عرضه في أضيق نقطة 29 كيلومترًا، سيجبر ناقلات النفط المقبلة من السعودية والكويت والعراق والإمارات على الالتفاف حول الطرف الجنوبي للقارة الإفريقية أو ما يعرف برأس الرجاء الصالح، مما سيرفع المدة الزمنية اللازمة لعبور إمدادات النفط ويضاعف الكلفة، وبالتالي يصعد بأسعار النفط في الأسواق العالمية.

يسمح الممر المائي بمرور صادرات النفط الخليجية والإيرانية إلى السوق الأوروبية، إما عبر قناة السويس أو خط أنابيب “سوميد” الذي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر مصر.

وبحسب آخر تقديرات لوكالة الطاقة الدولية العائدة للعام 2016، تدفق 4.8 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات البترولية عبر مضيق باب المندب، حوالي 2.8 مليون منها اتجه شمالًا نحو أوروبا، فيما أبحر المليونان الآخران من أوروبا إلى الشرق الأوسط وآسيا.

ويعد المضيق طريقًا هامًا لوصول مشتقات النفط الأوروبية إلى الأسواق العالمية.

لكن بالمقارنة، يعد مضيق هرمز أكثر أهمية؛ نظرًا لحجم التدفقات التي تمر منه، وهي تقدر بحوالي 18.5 مليون برميل يوميًا بحسب أرقام العام 2016.

وقال الخبير النفطي كامل الحرمي في مقابلة مع “العربية” إن أهمية مضيق باب المندب تكمن في كونه يوفر الوقت والكلفة.

وأضاف أن دول الخليج ستعمد بشكل مؤقت إلى استخدام ممر رأس الرجاء الصالح، ولهذا سيكون التأثير مؤقتًا، أما في حال حدوث نقص في الإمدادات، ستعمد الدول الأوروبية لاستخدام المخزون التجاري.

وحث الحرمي دول العالم على تسهيل حرية الملاحة في مضيق باب المندب، وإيجاد ممر آمن لنقل الخام، وهو ما سيؤثر على أسعار النفط وعلى المستهلك النهائي، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط أو في أميركا.

وأضاف “عندما ذكرت (أرامكو) أن هذا التوقيف مؤقت فهو لإيجاد بدائل واتخاذ التدابير الضرورية والمناسبة لحماية ناقلاتها”.

وتوقع الحرمي أن تتفاعل سوق النفط بشكل طفيف ومحدود مع الحادثة، لكنه رأى أن أسعار النفط ستتأثر جراء زيادة تكاليف النقل البحري واستخدام المخزون الاستراتيجي، بمعدل دولارين إلى 3 دولارات على البرميل الواحد.