+A
A-

السياحة الثقافية العربية... إرواء فكري من نوع آخر

فور أن تحط رحالك في بلاد ما تسأل نفسك ماذا تحوي هذه الأرض من كنوز ثقافية؟ وأي الجهات التي تقصدها فيها لتروي عطشك الثقافي؟ أهي المسارح، المقاهي الموسيقية، المتاحف، صالات الفنون، أو مدن تاريخية تعبق بالحضارة؟

البحرين

في البحرين تنبض كل زاوية بحكايات إنسانية تمتد لآلاف السنين بوسع السائح قراءتها عبر زيارة القلاع كقلعة بوماهر، عراد، والشيخ سلمان بن محمد الفاتح، والمتاحف كمتحف البحرين الوطني، وبوعبد الناصر في عراد، والبيوت التراثية في جزيرة المحرق. ويمكن للزوار الانخراط في العديد من المهرجانات المقامة بشكل منتظم في المملكة مثل (ربيع الثقافة، صيف البحرين، ومهرجان البحرين الدولي للموسيقى)، وزيارة المقاهي الثقافية التي يلتقي فيها أهل الفنون والأدب وأبرزها (الرواق).

السعودية

أما في المملكة العربية السعودية فكل من قصدها وقع في غرام بيوتها وأسواقها التي تدمج بين الماضي والأصالة في العاصمة الرياض، كما تنظم فيها مهرجانات ثقافية تعتبر وجهة هامة للسياح ومنها (سوق عكاظ، جدة التاريخية، الصحراء، الغضا، البادرية، الصقور، الجنادرية، الملك عبد العزيز للإبل). ويتسنى للسائح زيارة مقاهي مدينة جدة ثقافية وتدشن فيها فعاليات مختلفة تنطوي على لقاءات فكرية وفنية وأدبية تصب في نشر التوعية والتثقيف، وتنظيم أمسيات لتوقيع الكتب للكتاب، وتشجيع الكتاب الصغار على طرح أفكار كتبهم ودعم طموحاتهم المستقبلية.

مصر

لجمهورية مصر العربية قوة جاذبة للرحالة السائحين، لمناطقها ومتاحفها الكثيرة الغنية بالآثار الفرعونية واليونانية والرومانية، ومن أهم هذه المناطق بالقاهرة والجيزة هي (سد الكفارة، مدينة أون، الإهرامات، وسقارة، ودهشور)، أما في مدينة الاسكندرية فبعضها يتمثل في (عمود السواري، المسرح الروماني، معبد الرأس السوداء، معبد القيصرون، ومقبرة كوم الشقافة). ولا ينسى عشاق الموسيقى التوجه إلى متحف أم كلثوم الواقع في منطقة الروضة بالمنيل، ويضم المقتنيات الشخصية لكوكب الشرق من نياشين، أشعار أغنيات مكتوبة بخط الشعراء، نياشين، ونوت موسيقية. وتوجد بالقاهرة مقاه ثقافية لطالما كانت قبلة لمحبي الثقافة ومبدعيها من فنانين وكتاب وأدباء وأشهرها (زهرة البستان، الحرية، ريش، الندوة الثقافية، التكعيبة، متاتيا، البلد).

لبنان

تمتاز السياحة في لبنان بالثراء الثقافي فهو يمتلك معالما شرقية وغربية، ومعابد رومانية، قلاع صليبية، مساجد مملوكية، حمامات عثمانية عامة، مستوطنات بشرية تعود للعصر الحجري، ومناسك محفورة في الجبال. وتحتضن بيروت مهرجانات ثقافية فريدة في الفن، الموسيقى، الغناء، والعروض كمهرجانات (النجار، البستان، بيت الدين، بعلبك، إهدن، بيبلوس، دار القمر، وصور).

ويمكن لمتذوقي الشعر من السياح التجول في شارع الحمرا ببيروت حيث تقع الكثير من المقاهي الشعرية كمقهى “عرمرم” الذي تقام فيه أمسيات شعرية كل ثلاثاء، و”زوايا” المحصور بالشعراء والمثقفين، و”شي أندريه”.

تونس

لتونس الخضراء إرث حضاري واسع لتوافرها على معالم أثرية وتاريخية عظيمة كمسجد القيروان وهو أول مسجد شيده المسلمون في المغرب العربي، فلابد إذا من زيارته إلى جانب قصور مدينة تونس العتيقة التي تتسم بثراء عمارتها مثل “دار الأصرم” المغطاة جدرانها بزخارف أندلسية، و”دار بن عبدلله” وهو قصر يعود إلى القرن الثامن عشر وتحول فيما بعد إلى متحف للتقاليد الشعبية والفنون، و”لدار المدينة”، “دار باش حامبة”، “دار بن عمار”، “دار العلي”، و”دار بودربالة”. ولا يفوت من يقدم إلى تونس زيارة مقاهيها الثقافية الذائعة الصيت مثل الشواشين، الصفصاف، القهوة العالية، سيدي شبعان، دار الجلد.

المغرب

للمملكة المغربية سحر ثقافي خلاب يدفع السياح من حول العالم للقدوم إليها فمدنها تفوح منها رائحة الحضارة كمدينة “فاس” التي تعد مركزا للثقافة المغربية والدينية، و”مراكش” المسماة بالمدينة الحمراء وهي رمزا ثقافيا مغربيا يضم معالم كثر كمتحف دار سي سعيد، دار بلارج، ورياض الزيتون. وفي المغرب مقاه أدبية يمكن أن يحولها السائح لإحدى وجهاته المفضلة، وأشهرها “المقهى الأدبي” في حي المنال بالرباط.