+A
A-

رصاص ودماء في البصرة... وتصعيد في وتيرة الاحتجاجات

توسعت رقع الاحتجاجات في العراق، أمس الاحد، حيث امتدت إلى معظم المحافظات الجنوبية وسط تصاعد المواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين أطلقوا الرصاص على العشرات، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى في صفوف المحتجين. وسقط قتلى خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين في المثنى، حيث تم إحراق مقرات أحزاب الدعوة والفضيلة والحكمة. وقالت مصادر محلية إن 10 أشخاص أصيبوا من جراء إطلاق الأمن الرصاص على متظاهرين غاضبين حاولوا اقتحام مبنى محافظة الديوانية.

ومع هذه المواجهات، تنضم الديوانية إلى محافظات البصرة وميسان وذي قار والنجف التي شهدت مواجهة واحتجاجات واسعة النطاق، مع تفشي البطالة وسوء الخدمات.

وفي محافظة ذي قار، أظهر شريط فيديو لحظة إصابة متظاهرين برصاص الشرطة، وتكرر الأمر في محافظة البصرة التي أصيب فيها 4 على الأقل.

وقالت مصادر في الشرطة العراقية إن قواتها أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المحتجين لدى محاولتهم اقتحام مبنى محافظة البصرة أمس الأحد فيما تظاهر آخرون قرب حقل نفطي، مما أسفر عن إصابة 48 شخصا في ثامن يوم من الاضطرابات التي تشهدها مدن جنوب العراق بسبب تردي مستوى الخدمات.

وقالت الشرطة إن 8 متظاهرين أصيبوا عند مبنى محافظة البصرة في الجنوب.

كما تصدت قوات الأمن لاحتجاجات على بعد نحو 4 كيلومترات من حقل الزبير النفطي الذي تديره شركة إيني قرب البصرة.

وقالت مصادر في الشرطة إن 40 شخصا أصيبوا 3 منهم برصاص حي.

وعبر المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني عن تضامنه مع المحتجين، وقال إنهم يواجهون ”نقصا حادا في الخدمات العامة“.

ويندر تدخل السيستاني في السياسة لكن له تأثير كبير على الرأي العام.

كما تراجعت بشكل حاد خدمات الإنترنت في البلاد. وإلى جانب اقتحام مقرات المحافظات الجنوبية، صب المتظاهرون جام غضبهم على مكاتب الأحزاب السياسية، التي أحرقوا عددا منها ومن بينها مكتب حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي. وقال زياد فضيل (38 عاما) وهو عاطل عن العمل ”حزب الدعوة يحكم العراق منذ 15 عاما وقادته لم يتمكنوا من الوفاء ولو حتى بوعد واحد من الذي قطعوه“.

وحاولت الحكومة العراقية امتصاص غضب الشارع، عبر سبل عدة، مثل فرض منع التجول ونشر القوات، كما زار رئيس الوزراء، حيدر العبادي محافظة البصرة والتقى الناشطين فيها، وأمر بتخصيص 3 مليارات دولار للمحافظة. لكن لا يبدو أن هذا ساهم في الحد من الاحتجاجات، التي تجددت بعد مغادرة العبادي، حيث قطع عدد من المحتجين الطريق المؤدي إلى ميناء أم قصر، أحد أكبر موانئ العراق مطالبين بتنفيذ مطالبهم.

ويضع هذا الغضب المتنامي رئيس الوزراء حيدر العبادي في موقف صعب في وقت يأمل فيه بولاية ثانية عندما يشكل الساسة العراقيون حكومة ائتلافية جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 12 مايو وشابتها اتهامات بالتزوير. وذكرت مصادر عراقية بأن السلطات قررت إقالة مدير شرطة النجف العميد ماجد حاتم، وتعيين اللواء علاء غريب مكانه. وتأتي هذه الإقالة على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها المدينة، وبلغت ذروتها الجمعة باقتحام العشرات مطار النجف، حيث أوقفوا الحركة الجوية فيه. وذكرت شركة الخطوط الملكية الأردنية في بيان أمس الأحد أنها علقت 4 رحلات أسبوعيا إلى مدينة النجف العراقية بسبب الوضع الأمني في مطارها. وحذت شركة فلاي دبي حذوها. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أمس أنه سيجرى تحويل مسار الرحلات الإيرانية المقررة لمدينة النجف العراقية إلى بغداد.

وانفجرت الاحتجاجات في جنوبي العراق، الأسبوع الماضي، في محافظة البصرة عندما خرج السكان إلى الشوارع احتجاجا على تفشي البطالة وللمطالبة بتأمين الكهرباء والمياه الصالحة للشرب للسكان. وأجبرت الاحتجاجات في البصرة الشركات النفطية على إخراج عشرات الموظفين الأجانب من العراق.  وأفاد مسؤولون محليون بأن الاحتجاجات لم تؤثر على إنتاج النفط في مدينة البصرة والتي تدر صادرات النفط منها أكثر من 95 % من عائدات العراق عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

ومن شأن أي تعطل للإنتاج أن يلحق ضررا شديدا بالاقتصاد المتعثر ويقود أسعار الخام العالمية للارتفاع.