+A
A-

استمرار احتجاجات العراق... ورفع حالة الاستنفار الأمني

تتواصل المظاهرات في مدن عراقية عدة؛ بسبب سوء الأوضاع المعيشية وامتدت لمحافظات عدة، بينما رفعت السلطات حالة الاستنفار الأمني وتوعدت بإجراءات رادعة ضد من وصفتهم بالمندسين.

وقالت مصادر بالمخابرات العسكرية ووزارة الدفاع العراقية، إن العراق وضع قوات الأمن في حالة تأهب قصوى أمس السبت إثر احتجاجات في محافظات بالجنوب.

وأصدر حيدر العبادي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، هذا الأمر الليلة قبل الماضية في توجيه عسكري اطلعت عليه “رويترز”.

وتجددت المظاهرات في البصرة عند منفذ سفوان الحدودي مع الكويت، مطالبين بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل.

وفي محافظة بابل، اقتحم متظاهرون مكاتب لحزبي الدعوة والفضيلة في مدينة القاسم جنوبي المحافظة.

كما قطع المتظاهرون شوارع رئيسة في مدينة الحلة مركز محافظة بابل.

واستؤنفت الرحلات الجوية في مطار النجف الدولي جنوبي العاصمة بغداد، صباح السبت، بعد انسحاب المتظاهرين الغاضبين، فيما رفعت السلطات العراقية حظر التجوال عن المدينة بعد يوم مشحون بالتظاهرات. وكان مئات العراقيين قد اقتحموا المطار وأوقفوا الحركة الجوية، موسعين نطاق احتجاجات على ضعف الخدمات الحكومية والفساد بعد مظاهرات في مدينة البصرة الجنوبية. وتعرضت القوى الأمنية بالضرب لبعض المتظاهرين، الذين أصيبوا بجروح ونقلوا إلى المستشفى، فيما واصل آخرون احتجاجهم ووصل بعضهم إلى مدرج المطار مع وصول تعزيزات أمنية كبيرة، وفق “فرانس برس”.

من جهتها، رفعت السلطات العراقية حظر التجوال عن مدينة النجف جنوبي العاصمة بغداد، بينما قام متظاهرون بإحراق مكاتب حزب الدعوة وتيار الحكمة والمجلس الأعلى في محافظة ميسان خلال الاحتجاجات.

ونشر ناشطون صورا تم تداولها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي تظهر إحراق مقرات كتائب حزب الله في مدينة النجف العراقية، إضافة لحرق منازل سياسيين في النجف. كما أفادت تقارير بإطلاق نار كثيف داخل أروقة مجلس محافظة ميسان جنوبي العراق، عقب وفاة متظاهر متأثرا بجروح أصيب بها إثر مواجهات مع أجهزة الأمن في المحافظة. وتتواصل التظاهرات في البصرة جنوبي العراق لليوم السادس على التوالي احتجاجا على البطالة، ما اضطر رئيس الوزراء حيدر العبادي للتوجه إلى المنطقة. وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي اجتماعا طارئا، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، إذ اتهم من وصفهم بـ “المندسين” بافتعال أعمال العنف. وناقش المجلس تداعيات الاحتجاجات في بعض المناطق العراقية، لاسيما جنوبي البلاد، وما رافقها من “تخريب من قبل عناصر مندسة”، وفق ما ذكر بيان للمجلس عقب الاجتماع. وأكد المجلس أن السلطات العراقية “ستتخذ الإجراءات الرادعة كافة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون”، مضيفا أن “الإساءة للقوات الأمنية تعد إساءة بحق البلد وسيادته”.

وأعرب المجلس عن وقوفه “مع حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين”، مشيرا إلى أن الحكومة “تبذل أقصى الجهود لتوفير الخدمات للمواطنين”. وبدأت المظاهرات في البصرة جنوبي العراق قبل نحو أسبوع، احتجاجا على البطالة وسوء الخدمات، مما اضطر رئيس الوزراء إلى التوجه هناك للوقوف على الأزمة.

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 10.8 %، ويشكل من هم دون 24 عاما نسبة 60 % من سكان العراق، مما يجعل معدلات البطالة أعلى بمرتين بين الشباب.