+A
A-

سارة ديب تنتصر للمرأة المضطهدة بـ “الروح الموؤدة”

ما أن يسدل الستار عن مسرحية “الروح الموؤدة” للممثلة سارة ديب حتى يخيّل للمشاهد أن امرأة جاءت من الواقع المر إلى خشبة المسرح لتبث شكواها إليه وتدعوه لإنهاء جحيم اضطهادها من قبل الأعراف الاجتماعية والقانون، فالحوارات التي أدّتها بطلة العمل “حياة” لتقص عبرها حكايتها الأليمة كان لها وقعا مؤثرا وجاذبا لسمع وانتباه المتلقي، إذ قالت: كنت روحا والحياة تغمرني وأنا الآن مجرد روح في جسد، ضاعت حياتي وضاع العمر هدرا، لأنني خلقت أنثى مستضعفة، فيحق لهم أن يضربوني، أنا العار والخطيئة حتى ولو كنت الضحية أليس كذلك يا أبي؟ أليس كذلك أيها القانون العادل؟ وتطرح المسرحية التي قدمتها سارة كتجربة متكاملة تأليفا وتمثيلا وإخراجا قضية فتاة تدعى “حياة” تعاني من نمط حياة قاس فرضه عليها والدها الذي تزوج والدتها رغما عنه للنجاة من عقوبة الاغتصاب التي يسقطها القانون فور زواج الجاني من الضحية، وتناقش حالها المأساوي الذي آلت إليه نتيجة كونها ثمرة علاقة غير شرعية، في ظل معاملة قاسية تتلقاها على يد والدها الذي يعنفها جسديا ومعنويا، ويحجب الحياة عنها باعتبارها “عورة”، فيحرمها من كل شيء كالدراسة، ويزوجها قسرا من عجوز عاجز جنسيا.

وعن فكرة المسرحية صرحت سارة لـ”مسافات البلاد”: جاءت فكرتها من اهتمامي بقضايا النساء في المجتمع، خصوصا في الشرق الأوسط، فأي قضية يكون فيها ظلم واضطهاد للمرأة في حياتها من قبل الأسرة أو القانون أهتم بإبرازها.

وأشارت إلى أن هذا العمل هو الأول بالنسبة لها على صعيد الاخراج موضحة “اضطررت بعد كتابة النص لإخراجه بنفسي فأنا لم أجد مخرجا يخرجه”.

الجدير ذكره أن المسرحية عرضت مساء الأحد الماضي ضمن فعاليات ليالي جلجامش والريف الثقافية التي ترعاها هيئة البحرين للثقافة والآثار وذلك بالصالة الثقافية بالجفير.