+A
A-

ميسي يشعر بالألم

 خرج ليونيل ميسي من نفق ملعب “نيجني نوفغورود” منحني الرأس لإدراكه أن الأرجنتين تواجه إذلال الخروج من دور المجموعات في كأس العالم لكرة القدم في روسيا.

وتعرض نجم برشلونة الاسباني لهزيمة مذلة من قبل منتخب كرواتي بثلاثية نظيفة، ما جعل المنتخب الأميركي الجنوبي في وضع لا يحسد عليه بعد 4 أعوام على وصوله إلى المباراة النهائية قبل الخسارة أمام ألمانيا بعد التمديد بهدف ماريو غوتسه.

كأس العالم على وشك أن تخسر اللاعب، الذي سيطر مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، على كرة القدم على مدى عقد من الزمن.

يحتفل ميسي غدًا الأحد بعيد ميلاده الحادي والثلاثين. وربما نشاهده في البطولة الأكبر للمرة الأخيرة دون أن يترك إرثه فيها بعدما فشل في نقل مآثره المذهلة مع ناديه إلى الساحة الدولية.

وخسرت الأرجنتين نهائي كأس العالم عام 2014 أمام ألمانيا صفر - 1 بعد التمديد، قبل أن تعاني من خسارتين متتاليتين أمام تشيلي بركلات الترجيح في نهائي كوبا أميركا في 2015 و2016.

وألمح ميسي قبل انطلاق كأس العالم الحالية إلى أنه قد يعتزل اللعب دوليًّا، وهو كان اعتزل على الصعيد الدولي بالفعل في عام 2016 قبل أن يعود عن قراره.

بعد إهداره ركلة جزاء في المباراة الأولى للأرجنتين في مونديال روسيا التي انتهت بالتعادل 1-1 مع ايسلندا، لم يكن هناك شك بأن ميسي كان يتطلع إلى المباراة ضد كرواتيا. لكنه بدا متوترًا حتى قبل انطلاق المباراة، وعكست لغة جسده صورة شخص يشعر بثقل التوقعات إذ كان يفرك جبينه بتأمل عميق خلال النشيد الوطني.

وبدا للوهلة الأولى أنها ستكون ليلته، لكن الأمر لم يكن كذلك، فهو كان غائبًا تقريبًا ولمس الكرة 20 مرة فقط في الشوط الأول، ووحده المهاجم سيرخيو اغويرو كان اقل منه لمسا للكرة، وحتى الحارس ويلي كاباييرو كان منغمسا بالمباراة اكثر من نجم برشلونة.

وحملت ثلاثيته في مرمى الاكوادور (3-1) منتخب الأرجنتين إلى كأس العالم وأنفذت حملته في التصفيات الأميركية الجنوبية في المحطة الأخيرة رغم الثغرات الكبيرة، لكن الأخطاء كانت واضحة للعيان الخميس وأبرزها اللقطة المضحكة للحارس كابايييرو الذي أهدى كرواتيا هدف التقدم.

وكان ميسي قريبًا من التسجيل لولا نجاح زميله في برشلونة ايفان راكيتيتش في إبعاد كرة من مسافة قريبة. واضطر النجم الارجنتيني إلى التراجع كثيرا لمنطقة دفاع فريقه في بعض الأحيان للحصول على الكرة لكنه كان يصطدم دائما بجدار من لاعبي كرواتيا.

وسجلت كرواتيا هدفين متأخرين كانا بمثابة خنجرين في قلب الأرجنتين وآمال ميسي، ليبقى مقدرًا لأفضل لاعب في العالم 5 مرات عدم الفوز بأهم لقب في كرة القدم.

وكل هذا يتناقض بشكل صارخ مع تألق غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجل 4 أهداف في نهائيات روسيا حتى الآن ويتطلع للحصول على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة السادسة.

اعتبر مدرب الارجنتين خورخي سامباولي بعد المباراة “أن واقع الفريق الأرجنتيني طغى على إبداع ليو. مردوده محدود لان المنتخب لا يساعده كما يجب”.

وكان سامباولي مترددا في المقارنة بين ميسي ورونالدو الذي يخوض غمار كأس العالم للمرة الرابعة وربما الأخيرة في مسيرته، بقوله “أعتقد أن كريستيانو لاعب عظيم، يمكنكم رؤية كل ما حققه لناديه وبلاده. في الوقت الحالي لا يجب المقارنة بين اللاعبين”.