+A
A-

جامعة الحسن الثاني تختار قصائد وقصص بحرينية كنماذج إبداعية

في بادرة ثقافية وأكاديمية مهمة، أقدمت جامعة الحسن الثاني بالبيضاء - كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، باختيار نصوص أدبية وإبداعية للشاعر علي عبدالله خليفة وللكاتب إبراهيم سند المتخصص في الكتابة للأطفال كنماذج لطلبة الماجستير، وهي المرة الأولى التي يتم فيها التصدي لدراسة أدب الطفل في الجامعة.

وتأتي هذه المبادرة لتشجيع طلاب الجامعة الملتحقين بشعبة البحوث والدراسات العلمية ولتوسيع مجالات البحث الأكاديمي، وتفعيل دور الشراكة المجتمعية بين الجامعة وبقية المؤسسات الرسمية والأهلية والكتَّاب والمبدعين في مختلف أرجاء الوطن العربي.

وجاءت هذه المبادرة من أستاذة النقد والتراث بجامعة الحسن الثاني ورئيسة قسم التراث بالجامعة سعيدة عزيزي، وخلال مسيرتها الجامعية أشرفت عزيزي على إنجاز عدد كبير من رسائل الدكتوراة والماجستير في التراث الشعبي والمخطوطات للطلاب الذين ينتمون إلى دول عربية عدة.

وبهذا الصدد تحدثت عزيزي عن أهمية البحث كونه يسجل آخر ما توصل إليه الفكر الإنساني في ميدان أو موضوع ما، ويعالج مشكلة ويضع لها حلولًا سواء كانت ثقافية أو اجتماعية، كما يساعد على تطوير القدرات البحثية والإبداعية لدى الطلبة ويزيد من المستوى الإدراكي لديهم، مما يؤهلهم لكي يصبحوا أكثر وعيًا ونضجًا في تعاملهم مع البحوث والدراسات العلمية المطلوب إعدادها في المستقبل.

وأسفر هذا الجهد عن تحفيز طلبة الجامعة لنيل الإجازة في الدراسات الأساسية ضمن مسلك اللغة العربية، إذ قدموا بحوثهم العلمية المختصة بتلك النصوص الأدبية باستخدام المنهج العلمي القائم على التحليل والتطبيق.

وتعاملوا بمنتهى الدقة والموضوعية في دراستهم للتجربة الشعرية للشاعر علي عبدالله خليفة، باعتباره أحد أهم شعراء الوطن العربي وله بصمة واضحة في تطوير وتحديث القصائد المكتوبة باللغة الفصحى واللهجة العامية، وشكلت تجربته الأدبية الرائدة حافزًا ودافعًا معنويًا للطلبة الدارسين؛ لكي ينهلوا منها ويقدموا أفضل الدراسات العلمية.

أما عن سبب التركيز على مادة أدب الطفل في هذا الفصل الدراسي، فتعلق عزيزي قائلة “إن الطفل هو الثروة الأساس للأمم، ومن ثم فإن تنمية القدرة الخلاقة لهذه الفئة المبدعة تصبح هي الهدف الأسمى لأي تثقيف إذا ما أردنا للمجتمع أن ينهض، والكتَّاب والمبدعون في وطننا العربي ركائز أساس وضرورية لأي مجتمع متقدم، فهم ينتجون المعرفة الإنسانية ويطوعونها للتطبيق، ولديهم القدرة الدافعة نحو تقدم الأوطان بما يقدمونه من نتاج فكري وأدبي للأجيال الصاعدة. ولهذا السبب تم اختيار كاتب الأطفال المعروف إبراهيم سند من مملكة البحرين؛ تقديرًا لتجربته المتميزة في أدب الطفل، ولما قدمه من نتاج أدبي وفكري هادف من خلال كتبه وقصصه المعبرة التي لامست مشاعر وأحاسيس الأطفال، وأيقظت لديهم ملكة التذوق الجمالي والفكري”.

من هذا المنطلق تضيف عزيزي قائلة “أود أن أشير إلى أحد البحوث المهمة التي قُدِّمت في هذا الفصل الدراسي وهو “البعد التربوي والرمزي في قصص الأطفال - إبراهيم سند نموذجًا”، من إنجاز الطالبة المتميزة نصيرة عراقي. ونال هذا البحث درجة متقدمة لما احتواه من مادة علمية وأسلوب منهجي رائد في الرصد والتحليل.

وعن التطلعات المستقبلية عبرت عزيزي قائلة “هناك مشاريع بحثية مقبلة سوف تشمل كتَّاب وشعراء ومبدعين من الخليج العربي، ويأتي ذلك الاهتمام من باب التنسيق بين الجامعة وهؤلاء الكتَّاب؛ لتحقيق غايات علمية وثقافية تعود بالنفع والفائدة على جميع الأطراف ذات العلاقة المشتركة”.