+A
A-

انتعاش سوق المراهنات مع انطلاق المونديال

مع انطلاق ركلة البداية للنسخة الحادية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم 2018 في العاصمة الروسية موسكو، انتعشت سوق المراهنات خلال أعظم تجمع كروي على وجه المعمورة.

وتصدرت مباريات مرحلة المجموعات من كأس العالم 2018، مواقع شركات القمار العالمية المختلفة، في حين شهدت هذه المواقع إقبالا واسعا من مرتاديها الذين اعتادوا على الدخول في عملية المراهنات خلال المسابقات الرياضية المختلفة.

وتعمل شركات القمار على احتمالات عديدة بعضها غاية في التعقيد من خلال استقطاب الجماهير للمشاركة في المراهنات على المباريات سواء على الفريق الفائز من كل مباراة أو التعادل في المباراة ذاتها، وهذه أشهر المراهنات وأبسطها، فيما تزداد صعوبة المراهنات من خلال تحديد النتيجة النهائية بشكل دقيق كليا، وتحديد الفريق الفائز في الشوط الأول فقط والفريق الفائز في الشوط الأول والفريق الفائز في المباراة، وتحديد أول لاعب يسجل هدف في المباراة (غالبا ما تسترجع مبالغ المراهنات في حال عدم مشاركة اللاعب أساسيا أو اشتراكه في المباراة بعد تسجيل الهدف الأول)، إضافة إلى توقع فوز فريق معين مع تسجيل الفريقين لأهداف في المباراة أو تسجيل الفريق الفائز فقط، والمراهنة أيضا على عدد الأهداف في المباراة، ولكل فريق وفق معدلات تهديفية تحددها شركة القمار، علاوة على المراهنة على الفريقين اللذين سيتأهلان عن كل مجموعة للدور ثمن النهائي من البطولة، كما يمكن للأشخاص الشغوفين بالمراهنات بترشيح المنتخب الذي سيتوج بكأس العالم والمراهنة عليه، حيث تزداد نسبة الربح كلما رشح الشخص منتخب متراجع في التصنيف الدولي، إذ تصل نسبة الربح إلى أكثر من 1000 % لمن يرشح منتخب بنما للفوز بالمونديال، وهذا الاحتمال من الاستحالة أن يتحقق فنيا، لذلك ترتفع فيه نسبة الربح تشجيعا من شركات القمار للدخول في مثل هذه الترشيحات الخاسرة، ولو كان مبلغ الرهان دولارا واحدا يدخل في خزينتها.

ووضعت العديد من مواقع المراهنات المنتخب البرازيلي على قمة المرشحين بالفوز في كأس العالم 2018 من خلال وضع أقل نسبة ربح لا تتجاوز 6 % لمن يراهن على تتويج أبناء السيلساو بالكأس العالمية للمرة السادسة في تاريخه، فيما جاء المنتخب الألماني ثانيا في الترشيحات بنسبة ربح تصل إلى 7 %، والمنتخب الإسباني ثالثا بنسبة ربح لا تتجاوز 8 %، فالمنتخب الأرجنتيني رابعا بنسبة ربح لم تتجاوز 9 % في أشهر مواقع القمار العالمية.

ويمكن لأي شخص أن يراهن بأي مبلغ يرغب به، بينما تضع مواقع القمار نسبة الربح بناء على المعطيات الفنية للمنتخبات المشاركة في المونديال، فمثلا نسبة ربح من يتوقع فوز السعودية على روسيا في الافتتاح عالية تصل في بعض المواقع إلى 9 % وتزداد هذه النسبة كلما ازداد عدد الأهداف التي يسجلها الأخضر، فمثلا من يراهن على فوز المنتخب السعودي على نظيره الروسي بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد يحصل على نسبة ربح تصل لأكثر من 150 % في أغلب مواقع القمار، بمعنى أن الشخص الذي يراهن بألف دولار على فوز الأخضر بثلاثية بيضاء يفوز بمبلغ يصل إلى 150 ألف دولار، أما من يتوقع فوز المنتخب الروسي في المباراة الافتتاحية وهذا الاحتمال هو الأرجح فنيا، يحصل على نسبة ربح لا تتجاوز 1.5 % لدى أغلب المواقع.

ورغم أن أغلب الدول العربية تمنع المراهنات وتحظر على مواطنيها مواقعها الإلكترونية المنتشرة، إلا أن الكثير من عشاق الرياضة العرب يشاركون في المراهنات من خلال خطوتين يتجاوزون فيها الأنظمة والقوانين في دولهم، حيث إن الخطوة الأولى تبدأ بفك الحظر عن مواقع القمار المحظورة التي يرغبون بالمشاركة فيها باستخدام أحد تطبيقات (VPN) الذي يكسر حظر المواقع الممنوعة، ثم الخطوة الثانية تتمثل في استخدام المحفظات الإلكترونية المختلفة؛ تجنبا للدخول في معاملات مصرفية مباشرة بين المصارف المحلية ومواقع المراهنات، كون أغلب المصارف العربية تمنع التحويلات المالية لشركات المراهنات.