+A
A-

التحالف يشن أكبر هجوم في حرب اليمن بقصف الحديدة

- هادي يدعو لحسم عملية “النصر الذهبي” وإنقاذ المدنيين من كارثة

بدأت قوات التحالف العربي أمس الأربعاء هجوما على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، في أكبر معركة في الحرب المستمرة منذ نحو 3 سنوات بهدف إخضاع الحوثيين ومنع تفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

واستهدفت طائرات وسفن التحالف تحصينات الحوثيين دعما لعمليات برية تنفذها قوات يمنية وأجنبية احتشدت جنوبي ميناء الحديدة في إطار عملية (النصر الذهبي). وقالت مصادر ميدانية، إن قوات المقاومة المشتركة تتقدم بثبات على جبهة مدينة الحديدة، وسط انهيارات في صفوف ميليشيات الحوثي الإيرانية. وأوضحت أن تقدم القوات المشتركة، بدعم من التحالف العربي، يقابله مواجهات “لا تذكر من ميليشيات الحوثي المنهارة” من جراء الضربات القاصمة التي تلقتها منذ صباح الأربعاء.

وصعّدت القوات المشتركة، خلال الساعات الماضية، من هجماتها على مواقع وتجمعات الحوثيين في الحديدة، وذلك في إطار الاستعدادات لحسم معركة تحرير المدينة الواقعة على الساحل الغربي في اليمن. وأكدت المصادر نفسها أن “حال من الهلع تشهدها صفوف ميليشيات الحوثي بسبب تخلي القيادات عن المسلحين”، ما دفع عددا كبيرا من الانقلابيين إلى الفرار “من ساحات المعارك من دون قتال”.

واللافت، أن “التقدم العسكري ضد الحوثيين تم باستخدام أقل من 20 % من القوة المجهزة للمعارك”، وفق المصادر التي أشارت إلى أن “ميليشيات الحوثي ستنهار تماما حين استكمال استخدام القوة الكاملة المعدّة ضدهم”.

وعمدت “قيادات في الميليشيات إلى قطع الاتصالات بمسلحيها في الحديدة وتركتهم من دون توجيهات”، الأمر الذي ضاعف من الانهيارات في صفوف العناصر الحوثية على أرض المعركة، هو ما سيسرع من عملية تحرير المدينة ومينائها.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد خالد المنسي، إن معركة التحرير ستكون ضربة قاصمة لمليشيات الحوثي الإيرانية، بسبب أهمية المنفذ البحري للمتمردين.

وتوقع المنسي، أن يلجأ الحوثيون إلى زرع الألغام في مداخل المدينة، من أجل إعاقة تقدم المقاومة اليمنية المشتركة.

ولم يستبعد الخبير العسكري حرب عصابات من قبل المتمردين داخل أحياء المدينة، ونشر القناصة أعلى المباني، إلا أن تلك المحاولات اليائسة لن تمنع تقدم القوات المشتركة.

وفي وقت سابق من أمس دعا الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مدعومة بقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، إلى اللجوء للحسم العسكري لتحرير مدينة وميناء الحديدة، بعد أن وصلت الأمور في المحافظة إلى درجة الكارثة الإنسانية التي لا يمكن السكوت عنها جراء الممارسات الحوثية وتعنتها في التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في اليمن، بحسب ما نقلت وكالة “سبأ” اليمنية للأنباء. ‏‎وقال هادي: “كنّا ومازلنا نسعى للحل السلمي المستند إلى المرجعيات الأساسية الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وقدمنا الكثير من التنازلات لتجنب الحل العسكري إلا أننا لا يمكن أن نسمح باستغلال معاناة أبناء شعبنا وجعله رهينة لإطالة أمد هذه الحرب التي أشعلتها الميليشيات الانقلابية”.

وكانت الحكومة اليمنية الشرعية قد أكدت في بيان رسمي، أنها استنفدت كافة الوسائل السياسية والسلمية لإخراج الميليشيات الحوثية من ميناء الحديدة، وأشارت إلى أن الميليشيات الحوثية دأبت على استغلال ميناء الحديدة كممر لتهريب الأسلحة الإيرانية لإطالة أمد الصراع وقتل أبناء اليمن، حيث بات الميناء منصة لإطلاق الهجمات العسكرية على القوات اليمنية وقوات التحالف، فضلاً عن تهديد حركة الملاحة الدولية عبر تهديد السفن التجارية التي تستخدم مضيق باب المندب.

وأشارت إلى أن ميليشيات الحوثي تسيطر على ميناء الحديدة، وتقوم بالاستيلاء على حمولة سفن المساعدات، وتمنع وصولها للشعب اليمني، لتقوم بعد ذلك إما ببيعها في السوق السوداء أو الاحتفاظ بها لتوزيعها على مقاتليها، الأمر الذي يحرم مستحقي هذه المساعدات من الاستفادة منها. وتشكل عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها الحيوي ركنا أساسيا في الحل السياسي للأزمة اليمنية، كونها تتوافق مع أهداف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الرامي إلى إنهاء الأزمة في هذا البلد الذي دمرته ميليشيات الحوثي الإيرانية.

وحوّل الحوثيون الميناء إلى مركز تهريب للأسلحة والصواريخ الإيرانية التي وجهت بشكل عشوائي إلى المدن السعودية مستهدفة المدنيين، كما هاجمت المليشيا الحوثية البواخر الدولية في بحر العرب، ونشرت الألغام البحرية في تحد سافر للأعراف والقوانين الدولية.