+A
A-

المدرب علي غريب : الكرة البحرينية قادرة على الوصول لمنصات التتويج بشروط

هو عاشق للكرة، وهي شغفه الشديد في الحياة. إنه المدرب علي غريب، فقد اتجه إلى التدريب، وهو بعمر 18، وبالرغم من صغر سنه إلا أنه استطاع تكوين فريق من أفضل اللاعبين، فهل حصل على الدعم الكافي؟ وهل كانت رحلته صعبة في الطريق إلى تحقيق الحلم الكروي؟ هذا ما سنعرفه في هذا اللقاء مع اللاعب والمدرب علي غريب الحاصل على شهادة الفيفا لمدربي الفئات السنية.

حدثنا عن بدايات علاقتك بالرياضة؟

كانت بداياتي مع منتخب المدرسة في المرحلة الابتدائية والإعدادية.

لمن تُرجع فضل اقتحامك مجال التدريب؟

حبي لكرة القدم وشغفي بها هو ما دفعني للتدريب، فأنا أعشق اكتشاف المواهب الكروية وتقديمها للأندية البحرينية، وأعشق التحدي وتحقيق الإنجازات في الظروف الصعبة. أما السبب الرئيس الذي دفعني للتدريب، فهو احتضان المواهب الكروية، وتسهيل وصولها للأندية والمنتخبات الوطنية في ظل الظروف الصعبة والنقص في الرؤية والطموح. وأنا على يقين أن العمل في هذا المجال يتطلب

التضحية والصبر والمحافظة على المواهب والاهتمام بها من الصغر إلى أن تصل إلى بر الأمان، وهنا تكمن الصعوبة، فليس من السهل اكتشاف المواهب الكروية وتقديمها للأندية والمنتخبات الوطنية والمحافظة عليها دون أي دعم يذكر من أي جهة.

صِف أول تجربة لك في التدريب؟

كانت أول تجربة لي في عالم التدريب ناجحة، لأني أستطيع التعامل مع جميع اللاعبين في الظروف الصعبة، فكانت أول مباراة لي كمدرب مع فريق الناشئين المكون من أفضل اللاعبين في قريتي العكر ضد نادي المحرق، والتي انتهت بتعادل إيجابي (1 - 1)، وكان مدرب نادي المحرق آنذاك هو أحمد سالمين، وكانت هذه المباراة بداية مشواري في عالم التدريب بالتحديد في موسم (2004 - 2005)، وفي هذا الموسم لعب الفريق مع جميع الأندية في البحرين، فحققت نتائج إيجابية في جميع المباريات، وقدمت مواهب كروية لنادي المحرق والأهلي والمنامة والبحرين والبسيتين والشباب وسترة.

ما الأندية التي لعبت ودربت فيها؟

لعبت في النادي الأهلي ضمن فئة الأشبال، وحققت مع النادي الأهلي بطولة الدوري والكأس، وتدرجت في الفئات السنية لهذا النادي، وأشرف على تدريبي الكابتن القدير خضير عبدالنبي، والكابتن صقر، والكابتن عدنان إبراهيم، ثم انتقلت للتدريب، فدربت في نادي المنامة، والشباب، وسترة والتضامن، ودربت فريق قرية أبو قوة (فريق الشباب والأول)، ودربت فريق نادي العكر (فريق الناشئين والفريق الأول).

ما الصعوبات التي واجهتك كلاعب؟ وكيف جابهتها؟

كانت الصعوبات كثيرة على صعيد الأسرة والنادي، إذ لم يكن للأسرة أية اهتمامات رياضية تجعلها تشجعني وتدفعني للاستمرارية، بل كنت أواجه محاولات المنع المستمر من الذهاب إلى النادي بذريعة منع التأثير على التحصيل الدراسي. كذلك لم أحصل بالبدء على الدعم والمتابعة والتقدير الكافي كلاعب، لكن ذلك شكل لي دافعا قويا للاستمرارية في اللعب، وحصد البطولات مع النادي الأهلي، وتحقيق حلمي الكروي.

فيمَ تتمثل الإنجازات التي حققتها؟

إن الإنجازات التي حققتها تمثلت في دعم الأندية والكرة البحرينية بالمواهب الكروية مثل نادي المنامة والأهلي والشباب وسترة والمنتخبات الوطنية، كما حققت بطولة الوطن للبراعم مرتين على التوالي، وساهمت في تحقيق دوري الأشبال مع نادي سترة والمركز الثالث في دوري الناشئين، وكذلك دعم الفريق الأول باللاعبين، وصعود نادي سترة إلى الدوري الممتاز لموسمي 2014-2015، وتأسيس قاعدة قوية لنادي سترة تمثل سترة على مدى 10 سنوات مقبلة.

كما حصلت على شهادة ال (D) و(C) و(B)، وشهادة الفيفا لمدربي الفئات السنية.

كيف اتجهت من اللعب إلى التدريب؟

كنت أعشق التدريب من الصغر، وأقدر جميع اللاعبين، وأكتشف المواهب الكروية، ثم انتقلت للتدريب وأنا في عمر 18، حيث كنت لاعبا في النادي الأهلي، وكونت فريقا من أفضل اللاعبين من قريتي العكر، ولعبت مع جميع الأندية، لكي أنقل جميع اللاعبين من قريتي إلى الأندية، إذ كنت أعمل على مشروع دعم الأندية بالمواهب الكروية، وكنت أنظر دائما للمستقبل رغم الظروف الصعبة وعدم تلقي الدعم من أية جهة، كنت أوجه اللاعبين وأقوم بتدريبهم وأقدمهم للأندية، وكنت أتابعهم من مرحلة البراعم وصولاً إلى الفريق الأول، وكان يقع عليَّ الكثير من التعب والمتاعب، وأتعرض للانتقادات، لكن برغم ذلك حرصت على تحقيق مصلحة اللاعبين والأندية والمنتخب، إذ إني كنت دائما أتطلع إلى أن أكون جزءاً من مستقبل باهر للكرة البحرينية.

ما الصعوبات التي واجهتك كمدرب؟

إن أبرز الصعوبات التي واجهتني في التدريب هي عدم وجود النظرة المستقبلية في الأندية، وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة في الأندية، ولم يكن اختيار المدربين يتم وفقا للكفاءة، بل للعلاقات. كما عانيت من عدم تهيئة الجو المناسب للعمل، والذي أدى إلى عدم توفير احتياجات المدرب.

هل هناك فرق بين تدريب الشباب وفئة الناشئين؟

نعم، يوجد فرق كبير بين تدريب الشباب والناشئين، فمرحلة تدريب الشباب مرحلة منافسة وإثبات هوية للاعبين وشخصيتهم للوصول للفريق الأول، ويجب التعامل معهم معاملة خاصة. أما مرحلة تدريب الناشئين، فهي مرحلة تكوينية من الناحية البدنية والفكرية والنفسية والإمكانات الفردية والجماعية، ويجب على المدرب أن يكون حذرا في التعامل مع الناشئين، وأن يكون الداعم الأول لهم في جميع الظروف.

ما طبيعة الدعم المقدم لفئة الناشئين؟

دائما ما يكون الدعم المقدم لفرق الناشئين دون المستوى المطلوب، وقليل من الأندية في البحرين تقدم الدعم لفرق الناشئين.

ما رأيك في مستوى كرة القدم في البحرين؟

البحرين تمتلك الكثير من المواهب الكروية والجميع يعلم أن البحرين تستطيع دائما الوصول لمنصات التتويج بشرط أن يعمل الجميع للمصلحة العامة للوطن، وأن يأتي دعم كرة القدم البحرينية من مشروع متكامل ترعاه الدولة، لكي نستطيع الوصول للمستوى المطلوب.

كيف يمكن تطوير كرة القدم البحرينية؟

إن تطوير كرة القدم في بلادنا يتطلب تكاتف جميع المعنيين، من أجل تبني مشروع متكامل يضمن التطوير الجدي، ويركز على تمكين جميع الأندية في البحرين عبر بناء أندية نموذجية تتوفر فيها الملاعب المناسبة والصالات الرياضية والمقرات الإدارية والمشاريع الاستثمارية، وتقديم الدعم المالي لجميع هذه الأندية وتوحيد أوقات العمل فيها، وإلغاء العمل التطوعي لجميع إداراتها وتحويله لعمل رسمي. إلى جانب وضع خطة عمل للاتحاد البحريني ولجميع الأندية لإنهاء العجز المادي المستمر. كما يجب وضع برنامج لدعم اللاعبين في جميع الأندية يشمل وزارة التربية والتعليم، وزارة الشباب

والرياضة، وزارة العمل، البنوك، الاتحاد البحريني لكرة القدم، إضافة إلى ضرورة وضع برنامج لدعم المدربين والإداريين في جميع الوزرات الحكومية بالتعاون مع الاتحاد البحريني والأندية.

تطلعاتك المستقبلية في الرياضة.

تتلخص تطلعاتي المستقبلية في دعم جميع الأندية بالمواهب الكروية، وتطوير الكرة في البحرين والاحتراف في مهنة التدريب.