+A
A-

ليالي رمضان في البحرين.. عادات أصيلة وتقاليد لا تموت

تحلو الامسيات الرمضانية الليلية في البحرين حيث تعيش المملكة خلال شهر رمضان المبارك أجواء رمضانية خاصة تطغى عليها مشاعر المحبة والود والروحانية، إذ يعتبر أهل البحرين رمضان فرصةً لإحياء العادات والتقاليد التي تميّز بها الشعب البحريني عبر أجياله المتعاقبة.

ترتبط بشهر رمضان عادات أصيلة للأطفال في البحرين، كيوم “القرقاعون” الذي يحتفل فيه في النصف من رمضان، وفيه يرتدي الأطفال -فتيان وفتيات- الملابس التقليدية مثل الدرّاعة، ويذهبون للأهل والأقارب والجيران مرددين أناشيد ويدقون على الأبواب ليحصلوا على بعض الحلويات والمكسرات.

وتستعد المجالس في البحرين لاستقبال الرواد والضيوف للاجتماع وقراءة القرآن وغيرها، ويُستدعى عادة في بداية هذا الشهر الكريم عدد من شيوخ الدين.

من أجمل العادات المتبعة حتى يومنا هذا هي تبادل أطباق الأكلات الرمضانية بين الجيران والأهل والأصدقاء، وبالطبع تتميز السفرة البحرينية الرمضانية بالأكلات الشعبية المتنوعة والشهيرة في منطقة الخليج العربي، مثل: “الهريس” الذي يتكون من اللحم والقمح والماء، و”الثريد” وهو اللحم المطهو بالمرق مع الخضار ويقدم مع خبز الرقاق، و”الكباب البحريني” المصنوع من دقيق الحمص. وبعد الافطار تقام تجمعات تسمى (الغبقة)، ويدعو البحرينيون لها الأهل والأصدقاء في بيوتهم ويعتبرونها فرصة لتعزيز التعارف والترابط الاجتماعي بينهم. وتقام الغبقة غالبًا بين الساعة الحادية عشرة ليلًا والثانية صباحًا بحيث يسهل على المدعوين تلبية الدعوة، ويلتزم الجميع عند إحياء الغبقة بارتداء اللباس التقليدي الوطني لإبراز الملامح التراثية.

في ليلة النصف من شهر رمضان يخرج الأطفال مرتدين الأزياء الشعبية وهم يحملون الأكياس المصنوعة من القماش الملون لجمع المكسرات والحلويات والتي تُسمى محليًا “القرقاعون”، وتخرج معهم جماعات أخرى من الشباب حاملين الدفوف والطبول ويحملون مجسمًا على شكل فرس مُغطى بالأقمشة الملونة يُسمى “الفريسة” وهم يطوفون بين البيوت مرددين الأهازيج الشعبية الرمضانية.

يتسم هذا الشهر الفضيل كذلك بالتواصل بين الأهل والأصحاب عن طريق الزيارات -سواء للرجال أو النساء- بشكل مكثف، بالرغم من أن البعض من الشريحة الشبابية وبعض الكبار يفضلون الذهاب إلى المجمعات التجارية والمقاهي التي تعج بالحركة في شهر رمضان، كما تتكاثر الخيام الرمضانية بشكل ملحوظ وتأخذ مقرًا للسهرة والتجمع لعامة الناس، وهو تقليد عصري متبع في أيامنا هذه فيها الشاشات التلفزيونية الكبيرة والشيشة وبعضها بالمغنيين وفيها الذ انواع الاطعمة والحلويات البحرينية مثل اللُقيمات “الزلابية”، و”الفالودة” التي تتكون من الشعيرية وماء ورد وحليب وسكر، و”قرص الطابي” الذي يتكون من طحين وبيض وحليب وسكر، والمهلبية “المحلبية”.

يقوم بدور المسحر هذه الايام في أو كما يُسمى في المجتمع البحريني قديما “أبو طبيلة”، مجموعة من الشباب التي تُجهَّز لهذا الغرض وتكون سيارة مكشوفة أو “بيك اب” مزودة بمكبرات صوت ضخمة؛ لتجول الشوارع بإيقاع بطيء وهي تردد الأغاني الرمضانية برفقة عدد من ضاربي الطبول والدفوف.

ترتدي بعض الفتيات والنساء في رمضان ثوب “النشل” وهو ثوب من التور يُنقض بالخوص الذهبي أو الفضي ويدخل بين فتحات القماش ويشكل حسب النقوش المطلوبة، كما يرتدين “الدراعة” التي تخاط من 9 جميع الأقمشة، ويمتاز هذا الزي بأن أكمامه ضيقة وتزين فتحة الأكمام بشريط من الزري العريض.