+A
A-

مطالبة عربية بتشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث غزة

 أصدر اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية بشأن تطورات الأوضاع في دولة فلسطين، أمس، قرارا جدد فيه تأكيد رفض وإدانة قرار الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، واعتباره قرارًا باطلًا ولاغيًا، ومطالبتها بالتراجع عنه.

واعتبر المجتمعون قيام الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الشريف، سابقة خطيرة تخرق الإجماع الدولي بشأن القدس المحتلة ووضعها القانوني والتاريخي القائم”.

وجرت في الاجتماع إعادة تأكيد اعتراف الدول العربية بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة”.

واعتبر القرار قيام الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس، في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، إمعانًا في العدوان على حقوق الشعب الفلسطيني، واستفزازًا لمشاعر الأمة العربية الإسلامية والمسيحية.

ودان المجتمعون إقدام جواتيمالا على نقل سفارتها إلى مدينة القدس، وإعلان اعتزام الدول الأعضاء اتخاذ الإجراءات المناسبة السياسية والاقتصادية إزاء تلك الخطوة.

وأعلنوا دعم قرارات القيادة الفلسطينية دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني على مختلف الصعد، وردًا على نقل السفارة الأميركية إلى القدس الشريف، بما فيها الانضمام إلى المعاهدات والمنظمات الدولية، وإحالة الجرائم الإسرائيلية إلى المحاكم والآليات الدولية المناسبة، بما يشمل ملف الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي.

وطالب القرار المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، بمتابعة تنفيذ قراراته، والتزام الدول بها، والطلب من جميع الدول الالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 للعام 1980، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة على أساس “الاتحاد من أجل السلم”، رقم A/RES/ES-10/19 2017”.

ووجهوا الشكر للدول والمنظمات التي اتخذت مواقف رافضة للقرار الأميركي بخصوص القدس، وداعمة للسلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، التزامًا بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

ودانوا مشاركة بعض الدول في فعاليات نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس الشريف، واعتبار مثل هذه المشاركات تشجيعًا للأعمال غير القانونية على المستوى الدولي.

وقدموا تحية إكبار وإجلال للنضال البطولي للشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام دفاعًا عن أرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية وحقوقه غير القابلة للتصرف، ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وممارساته.

وأكد المجتمعون إدانة الجرائم الإسرائيلية الممنهجة واسعة النطاق التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني المدنيين العزل، والتي ترقى إلى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، بموجب القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وكلفوا الأمانة العامة بالتحرك الفوري لتشكيل لجنة دولية مستقلة من الخبراء للتحقيق في الجرائم والمجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين في قطاع غزة.

وطالبوا مجلس الأمن، والجمعية العامة والأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان ومقرريه والمفوض السامي لحقوق الإنسان، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث غزة الأخيرة.

كما طالبوا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين من جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبة مجلس الأمن بإنفاذ قراراته ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين.

وأعلنوا تقديم الدعم والتقدير للجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الكويت، العضو العربي في مجلس الأمن، في متابعة تطورات القضية الفلسطينية، والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وجدد المجتمعون “التأكيد على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي، وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفقًا لمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها.

وعبروا عن “الإدانة الشديدة للاقتحامات الإسرائيلية المتوالية والمتكررة للمسجد الأقصى المبارك والسماح للمستوطنين تحت حراسة قوات الأمن الإسرائيلية للدخول إلى باحات المسجد الأقصى وتلاوة صلوات تلمودية فيه واعتبار ذلك عملًا استفزازيًا من شأنه تأجيج المشاعر ودفع الأمور إلى العنف، ومطالبة المجتمع الدولي بأثره؛ لضمان حرية الوصول للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالقدس.

وأكدوا دعم الوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.

ووجه المجتمعون التقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ لقيامه بتسمية الدورة 29 للقمة العربية التي عقدت بالمملكة العربية السعودية بـ “قمة القدس”؛ تقديرًا للمكانة الروحية والدينية التي تتمتع بها مدينة القدس الشريف، عاصمة دولة فلسطين، في قلب الأمة العربية والإسلامية.

وثمنوا الجهود التي يبذلها عاهل المملكة المغربية رئيس لجنة القدس جلالة الملك محمد السادس، في حماية مدينة القدس الشريف ومقدساتها ودعم صمود المقدسيين.

ووجهوا الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية على جهودها التي تبذلها حاليًا من أجل تسهيل الأوضاع داخل قطاع غزة، وتكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإعداد خطة متكاملة تشمل على الوسائل والطرق المناسبة التي يمكن استخدامها لمواجهة قرار الولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة أخرى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، أو نقل سفارتها إليها.

وطلبوا من الوفد الوزاري العربي المنبثق عن لجنة مبادرة السلام العربية المشكل بموجب القرار رقم 8221 الصادر بتاريخ 9 ديسمبر 2017 متابعة اتصالاته وجهوده في هذا الموضوع، ومن الأمين العام لجامعة الدول العربية العمل على تنفيذ هذا القرار، وإبقاء مجلس الجامعة في حالة انعقاد، والعودة للاجتماع إذا اقتضت الضرورة لتقييم الأوضاع، والتحرك على ضوء التطورات والمستجدات المتعلقة في هذا القرار.