+A
A-

أساليب الشباب في القراءة وسط التكنولوجيا

يقال خير جليسٍ في الزمان كتاب، إذ إن القراءة نافذة الروح والعقل، منذ قديم الزمان وجدت الكتب ووجد الكتاب بمختلف الميول والأصناف، منهم من يكتب في الأدب، ومنهم من يكتب في السياسة، ومنهم من تخصص في فنون قصص الأطفال، جميع هؤلاء بلا استثناء أكدوا أن البداية كانت القراءة، وفي زمننا هذا تعددت الأساليب وسهلت وأصبح من الممكن ان تقرأ كتاباً عبر هاتفك دون أن تضطر إلى شرائه أو أن تشتري الكتب عبر التسوق الكترونياً، إضافةً إلى أن شريحة الكتاب من الأعمار الصغيرة قد تزايدت دون ان تكون الكتابة والنشر حكراً على كبار المثقفين والعلماء ليكون القراء من ذات الشريحة.

يقول بهجت سمعان “ستعرف أنك قرأت كتاباً جيداً عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقاً”.

ما رأيك بسلوك الشباب في القراءة اليوم، وهل ينغمسون في القراءة إلى الحد المطلوب؟ وما رأيك بعملية انتقائهم للكتب، ومدى تحقيق الفائدة من الكتاب، وهل الشباب اليوم يقرأ الكتاب ليستفيد أم انه يبحث عن القصة والاستمتاع بها فقط؟

“البلاد” طرحت السؤال التالي على الكاتبة الروائية الشابة علياء الغيث فأجابت قائلةً “من وجهة نظري أرى بأن الرغبة أولاً بما يتعلق بالقراءة والإطلاع والبحث عن المعلومة قد اندثرت بالفعل (بالنسبة للكتب العلمية)، أما بالنسبة للكتب والمصنفات الأخرى قد يختلف الأمر قليلاً حيث انهم يشبعون رغباتهم في الاستمتاع مهما اختلفت قيمة الكتاب الذي في يده، فالبتالي ليس هناك فائدة يمكن ادراك مدى تحقيقها لأن الأمر بات لهم متعة لا غير، بالنسبة لما نشهده اليوم من تطور معلوماتي لوسائل الإعلام فإنني اجزم بأنها وجهت سلوك الشاب الى اتجاهات متفرقة لا يمكن حصرها بشكل حالي، ولكنها بشكل رئيس قد جعلته يصرف النظر عن الكتب ككل، ومن منظور شبابي أرى بأن الأغلب ينتظر من يلقمه، نحن بحاجة الى اعادة النظر في توجيه الشباب وسلوكياتهم من خلال دور مجتمعي بارز”.

وحول ميول الشباب في القراءة التقت “البلاد” عدداً من الشباب وسألتهم عن أساليبهم في انتقاء الكتب وميولهم، فشاركتنا إيمان العصفور حيث قالت “الكتاب غذاء العقل فمن دون القراءة تموت الافكار ويموت الفكر الواعي والذهن النشيط، عادةً ما انتقي الكتاب الذي سأقرأه عن طريق التواصل مع اصدقائي ليرشحوا لي بعض الكتب أو عن طريق التواصل الاجتماعي خصوصا التويتر عندما ينتشر كتاب ناجح لكاتب مثقف وجديد على ساحة الكتاب بشرط ان يكون الكتاب يحتوي المضامين التي أحبذ قراءتها، من ناحيتي اقرأ الكتب للاستمتاع بها وهذا شي غير سيء فالقراءة لاتهم ما اذا كانت عن شي مفيد ام لا، عموماً، فإن خير جليس في هذا الزمان كتاب يكون لك صديقاً، ورفيقاً في حياتك”.

كذلك الشابة هبة العمدة تحدثت حول علاقتها بالقراءة وكيفية اختيارها لم تقرأ فقالت “مهما قرأت لا أستطيع تصنيف نفسي كمطالِعة ماهرة، فالقراءة بحر كلما تعمقنا فيه وجدنا ما هو جديد وكلما أبحرنا أكثر اصطدنا أكثر وعند العبور في المكتبة والكتب تحيطني من كل جانب، أشعر وكأنني أسعد شخص في العالم، أحاول دائماً اختيار الكتب التي أريد قراءتها مسبقاً، أقرأ نبذة عنها، عن كاتِبها، وموضوعها ولكن عندما أصل وأجد آلاف الكتب أشعر وكأنني في دوامة كبيرة من الحيرة، فبالتأكيد كل كتاب يحتوي على معلومة مختلفة، ومع كل صفحة أخيرة، أكون قد وسعت قاعدتي المعلوماتية أكثر، وأضفت إلى حياتي لونا جديدا من الثقافة والعلم، كما أنني أكون قد ملأت وقت فراغي بما يفيدني، وتختلف أسبابي للقراءة، فمرة أقرأ لأن أحداث القصة تشدني، ومرة لأنني أبحث عن معلومة معينة، وأخرى كي أستمتع وأنتقل إلى عالم اخر بعيداً كل البعد عن حياتي الواقعية. وكل هذه الأسباب تختصر في انني أقرأ لأرتقي”.