+A
A-

سمو رئيس الوزراء: تمسك شعب البحرين بوحدته هي الوصفة التي حققت الأمن والاستقرار

الاكتشافات النفطية ستخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين وتحفز عجلة النمو

نضع التنمية الشاملة هدفا دائما للحكومة ولا حدود لما نتمناه لخير البحرين وشعبها

طوال تاريخنا لم نعرف التصنيفات المذهبية ولا أعترف بها على المستوى الشخصي

نحن مطالبون بدعم الصحوة الكبرى التي تقودها السعودية بقيادة خادم الحرمين

محمد بن سلمان شاب ملم بكل التفاصيل ولديه آمال عريضة لمستقبل بلاده

التضامن والتماسك سبيل الأمة الوحيد لمواجهة التحديات والتصدي للمخاطر

 

 أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن شعب البحرين بتماسكه ووحدته هو مفتاح الأمن والاستقرار، وشدد سموه على أن مواصلة مسيرة التنمية هو ما ينبغي التركيز عليه، فهي الهدف والغاية التي نسعى كحكومة وشعب إلى تحقيقها بالعمل الجاد والمثمر.

وقال سموه في حديث شامل مع مجلة “الرجل” تنشره في عددها الصادر اليوم (الثلاثاء): “إننا حققنا ولله الحمد الكثير ومازلنا نتطلع إلى المستقبل من أجل رفاه شعب البحرين، فلا حدود لما نتمناه لخير البحرين وشعبها”.

وأضاف سموه أن تحقيق الأمن والاستقرار للوطن وتقدم عجلة التنمية بالشكل الذي يحقق الرفاهية لشعب البحرين يقع في صدارة الأولويات التي نعمل من أجلها. وقال: “نحن نضع التنمية الشاملة هدفا دائما للحكومة، ولهذا نحرص على تحقيق الاستقرار، فلا تنمية من دون أمن واستقرار، وطموحاتنا كبيرة، والقادم للبحرين أفضل بإذن الله”.

وقال سموه: “إن حُلمي الذي كرست له حياتي أن أرى بلدي وشعبه في أفضل حال، وقد حققنا الكثير ومازالت المسيرة متواصلة، والطموحات كبيرة، ولكن عزمنا وإرداتنا أكبر بمشئية الله، لتحقيق ما نصبو إليه”. وشدد سموه على أنه يجد سعادته في خدمة شعب البحرين، وقال: “حياتي كلها وهبتها لخدمة الوطن وشعبه، فشعب البحرين شعب طيب ومعطاء ويستحق أن نعمل ونبذل من أجله”.

وأكد سموه أن مملكة البحرين لديها تجربة تنموية وديمقراطية يرعاها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأنها بفضل ذلك حققت الكثير من المكتسبات والإنجازات.

وفي سؤال للمجلة عن توصيف سموه للعلاقة التي تربطه بعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء: “هو الابن، وابن الشقيق، وهو الملك الذي ندين له بالولاء، وندعم خطواته المباركة من أجل غد أفضل للبحرين، كما نسعى لوضع توجيهاته موضع التنفيذ وتحقيق ما يحلم به للبحرين وشعبها من أمن واستقرار وتقدم ورفاه، حفظ الله جلالة الملك وبارك في خطواته، وحقق على يديه كل ما يتمنى ونتمناه للوطن العزيز”.

وأكد سموه أن تركيز الحكومة ينصب على تطوير التعليم والصحة والإسكان وتنفيذ المشروعات التي ترفع من كفاءة البنية التحتية ونشر العمران في كل مكان وتنفيذ المزيد من المشروعات الإسكانية.

وأشار سموه إلى أن الحكومة تدعم مناخ الاستثمار والبيئة الجاذبة للاستثمارات، وتقديم المزيد من الحوافز في هذا المجال وتطوير التشريعات والقوانين التي تنظم العمل في مختلف المجالات، وتجعل من البحرين وجهة مفضلة للاستثمار، كما تركز على إيجاد المزيد من فرص العمل لاستيعاب الشباب الملتحقين بسوق العمل.

وأكد سموه أن هناك العديد من الخطط والبرامج والمشروعات التي تصب في خير ورفاهية شعب البحرين بمشئية الله، مشيرا إلى أن الاكتشافات النفطية الجديدة حملت بشارة كبرى لتعزيز وتسريع وتيرة التنمية في المملكة واستدامتها، وأن ذلك سينعكس بطبيعة الحال على إيجاد المزيد من فرص العمل للمواطنين وتحفيز عجلة النمو بشكل متسارع. وقال سموه: “لدينا آمال عريضة في مستقبل أفضل لبلادنا وللمواطنين بمشيئة الله”.

وعن كيفية مواجهة الحكومة للتحديات، قال سموه: “نحن نعتمد التخطيط الإستراتيجي على المدى البعيد الذي يتيح لنا آليات متعددة للتعامل بمرونة كاملة مع التحديات والمستجدات كافة، وقد عاصرنا في الماضي الكثير من التحديات واستطعنا بحمد الله أن نتجاوزها، وأن نستثمر ما تنطوي عليه من فرص في إضافة رصيد من الإنجازات والمكتسبات للمملكة وشعبها”.

وأكد سموه أنه لن يتم الاكتفاء بما تحقق من إنجازات، بل هناك سعي إلى تحقيق المزيد، فالعمل الوطني مراحل مستمرة، وكل مرحلة منها تبنى على سابقتها، ولابد من التطوير المستمر واستحداث المزيد من الخدمات وتنفيذ الكثير من المشروعات التنموية، التي تساهم في رفع مستويات المعيشة والوصول بها إلى المستوى اللائق الذي يستحقه كل مواطن.

وحول رأي سموه فيما يسمى بـ “الربيع العربي”، قال إن نعت الربيع العربي بـ “الكارثة” هو أقل ما يمكن أن يقال لوصف ما حدث من انهيار وفوضى مازالت للأسف مستمرة في بعض الدول العربية، متسائلا سموه: “أي ربيع ذلك الذي لم نر منه سوى الفوضى وسفك للدماء وهدم كيانات الدول واقتصادها وتقويض أمن الشعوب واستقرارها، وأي ربيع ذلك الذي يتسبب في تشريد وقتل الآلاف من البشر”.

وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن مملكة البحرين تجاوزت عواصف ما يسمى “الربيع العربي” وكوارثه بأمان، وأن ما مرت به لم يكن سوى تحد نجحت المملكة في تجاوزه والعودة إلى المسار الطبيعي.

وقال سموه: “كانت يقظة ووعي هذا الشعب بما يحاك ضد وطنه وتمسكه بوحدته هي العامل الحاسم في درء المخاطر وتفادي المآسي التي حلت بدول وشعوب أخرى، ونحن نركز جهودنا الآن على ما حاولوا إشغالنا عنه، وهو تنمية بلادنا بشكل أفضل في مختلف المجالات”.

ورفض سموه حديث البعض عن وجود بذرة فتنة طائفية في البحرين، قائلا: “طوال تاريخنا لم نعرف التصنيفات المذهبية، وعلى المستوى الشخصي لا أعترف بها، ولا أتحدث عنها، ولم نفرق يوما بين مواطن وآخر”، مشددا سموه على أن هذه التصنيفات حاول ترسيخها من يحاولون التفرقة ويسعون إلى إثارة النعرات.

وعن السر الذي جعل البحرينيين يقدمون نموذجا للتعايش بين المكونات الثقافية والدينية بأمن وسلام، أوضح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن السر يكمن في الإرث الحضاري والإنساني، فمملكة البحرين بحكم موقعها كملتقى للعديد من الثقافات والديانات التي شكلت نسيجها على مدار التاريخ وبحكم توافد جنسيات وأعراق من مختلف بقاع الأرض إليها ما جعلها تتسع للجميع، فهي بلد التسامح والتعايش وتقبل الآخر، ونعمل باستمرار على تعزيز وتأصيل هذه القيم في المجتمع.

وفيما يخص المرأة البحرينية، أعرب سموه عن فخره واعتزازه بنساء البحرين ودور المرأة في الحياة العامة، وقال: “نحن نفخر بنساء البحرين، ولا نفرق في التعامل معهن، والمساوة بين الجنسين معروفة في البحرين منذ زمن طويل”.

وأشار سموه إلى أن من يتابع تاريخ البحرين يعرف مكانة المرأة منذ وقت طويل، فالمرأة البحرينية بدأت تعليمها في فترات مبكرة تعود إلى بدايات القرن العشرين، وشاركت في العمل العام منذ فترات طويلة وانخرطت إلى جانب الرجل في الوظائف الحكومية وتولت مناصب قيادية.

وقال سموه: “لدينا حاليا وزيرات وسفيرات وعضوات في السلطتين التشريعية والقضائية، فضلا عن أنهن يشغلن مناصب قيادية في مختلف الإدارات الحكومية، ولدينا سيدات أعمال ورائدات في العمل الخيري والتطوعي”.

وعلى صعيد العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وصف سموه العلاقات مع المملكة العربية السعودية بأنها قوية تجمع بين قيادتي البلدين منذ عهود طويلة، وصلات قربى ومصاهرة بين الشعبين الشقيقين.

وأكد سموه المملكة العربية السعودية هي الداعم والسند القوى لمملكة البحرين كما هي الداعم والسند لأمتيها العربية والإسلاميةـ فالمملكة هي صاحبة الدور التاريخي في مختلف المراحل، وهي الثقل المؤثر في التعامل مع أية قضية ومواجهة أي معضلة، وندعو الله أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين، وأن يبارك في قيادتها وشعبها ويوفقهم في مسعاهم الخير للعرب والمسلمين، بل والعالم أجمع”.

ورأى سموه أن التغييرات التي تقودها السعودية داخليا تعد تطويرا وتحديثا بما يواكب حركة التقدم في العالم وأيضا بما يراعي خصوصية المملكة، وتأتي بعد دراسات عميقة وحسابات يتم فيها مراعاة المصالح العليا للمملكة، متمنيا سموه للمملكة وشعبها الشقيق كل التوفيق والخير.

وأشاد سموه بدور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود، مبديا سموه إعجابه بخطواته. وقال: “تابعنا الزيارة الخارجية التي قام بها سموه مؤخرا وحجم ما بذل فيها من جهد، وما أثمرت عنه من اتفاقات، كما تابعنا تصريحات سموه إلى وسائل الإعلام الأميركية، والتي أظهرت أننا أمام قيادة شابة واعية، شديدة الولاء لمليكها وبلادها وأمتها ودينها. وإننا أيضا أمام شاب مُلم بكل التفاصيل ولديه آمال عريضة لمستقبل بلاده، ويسعى جاهدا إلى تحقيق نقلة نوعية في مسار نهضتها وتقدمها، ونتمنى لسموه كل التوفيق والسداد”.

ورأى سموه أن العالم العربي يمر اليوم بمنعطف تاريخي، وأن أهم ما يميزه هو الصحوة الكبرى التي تقودها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ للوقوف في مواجهة المخاطر التي تحدق بالأمة.

وأكد سموه أننا مطالبون بأن ندعم هذه الصحوة، وأن نتيقظ لما يخطط ضدنا، فالوحدة باتت مطلوبة أشد من أي وقت مضى، ومن المهم أخذ العبر الدروس مما نخوضه من تجارب، وأن يتحرك العالم العربي ككتلة واحدة في مواجهة التحديات، فلدينا إمكانات هائلة، ونمتلك كافة مقومات النجاح.

وفي الشأن الخليجي، أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن جميع دول مجلس التعاون في قارب واحد، وأن ما يضر أحدنا يلحق الضرر بالأخرين، وما ينالنا من خير سيعم أثره على الجميع.

وعبر سموه عن تفاؤله وثقته في مستقبل الخليج، قائلا “لدينا ولله الحمد شعوب واعية وكفاءات متميزة، وطاقات شبابية واعدة في كافة المجالات، ونمتلك كل مقومات النهضة والتقدم، وقد قطعنا بالفعل شوطنا كبيرا في هذا المسار، ولا ينقصنا شيء لكي نصنع مستقبلا أفضل، ولذلك فنحن متفائلون بالمستقبل ونرى الطريق ممهدا أمام دول المنطقة لصناعة غد أفضل بمشئية الله”.

وحول رؤيته لمستقبل الأمة العربية، أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن سبيل الأمة العربية الوحيد لمواجهة التحديات والتصدي للمخاطر هو التضامن والتماسك، قائلا: “نعم لا يمكن للآخرين اختراق دولنا وشعوبنا، ما دمنا متضامنين ومتماسكين، ولدينا في التاريخ القديم والحديث ما يكفي من العبر والدروس التي نستلهم منها خطواتنا الحالية والمستقبلية”.

وأضاف سموه: “التفرقة والانقسام هما ما يراهن عليهما، من يحيكون المؤامرات ضد الأمة العربية، ويسعون بكل قوة لتفتيت وحدتها، وكلها محاولات ستبوء بالفشل، ونعلم علم اليقين أن أمتنا ستظل بعون الله شامخة، لذلك لا نخشي على أمتنا، وإن كنا ندعو دائما إلى الحذر واليقظة”.

وفيما يتعلق بنظرة سموه للإرهاب، أكد سموه أن الإرهاب ظاهرة عابرة ومؤقتة مهما ترتب عليها من تداعيات، والإرهاب آفة يعانيها العالم أجمع وليس العالم العربي فقط، وقد عانينا منه في البحرين، وكنا من أوائل الدول التي انخرطت في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب إيماناً بأن التحرك الجماعي هو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب ومحاصرته، فلابد من جهد جماعي للتصدي لتلك الظاهرة وتجفيف منابعها الفكرية والأيدولوجية التي تشكل الحاضنة الأكبر لهدم العقول والتغرير بالشباب.

وتطرق حديث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى مجلة “الرجل” إلى عدد من الجوانب الشخصية الخاصة بسموه، حيث أكد سموه أنه يجد سعادة كبيرة في الأجواء الأسرية ورؤية ولقاء الأبناء والأحفاد، وقال “نحن كأي عائلة بحرينية أخرى، حريصون على التجمع معاً. ونمارس هواياتنا ونتبادل الأحاديث في مختلف الأمور، وأشعر بسعادة كبيرة في الأجواء الأسرية ورؤية أبنائي وأحفادي”.

وأشار سموه إلى اهتمامه بالشعر، معتبرا أنه من “الفنون الأدبية الجميلة التي تطيب به النفس والمترسخ في ثقافتنا العربية الأصيلة منذ القدم، وهو جزء من هويتنا التي نحرص على تأصيلها في مجالسنا من خلال الاحتفاء بالشعراء البحرينيين والخليجيين، الذين نستمتع بما يكتبونه من أشعار متميزة تعبر عن المحبة والولاء للوطن”. وذكر سموه بأن من أجمل الأبيات التي قرأها: أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ ... وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ”.

ونوه سموه إلى أنه يهوى رياضة المشي، ويحرص على ممارستها كلما كان هناك متسعا من الوقت، كما يحرص على المطالعة ويمارس هواية التصوير الفوتوغرافي، بين الحين والآخر، مشيرا كذلك إلى أن لديه “شغفا بالبستنة والعناية بالأزهار والنباتات التي تمنح الإنسان شعورا بالراحة، وتسر من ينظر إليها”. وعن تصنيف سموه من جانب الجامعة العربية كأحد أهم القيادات السياسية العربية في العصر، قال سموه: “يسعدني هذا التقدير من جامعة الدول العربية، وأرى أني لم أقم سوى بأداء واجبي تجاه بلادي وأمتي بإخلاص، وأؤمن بأن كل من يخلص في عمله سيكون النجاح من نصيبه”.