تحت رعاية عميد كلية الآداب بجامعة البحرين عبد العزيز بوليلة أقامت اللجنة الثقافية والاجتماعية في كلية الآداب مؤخرا حواراً ثقافياً مع المخرج البحريني محمد القفاص والذي كان بعنوان “القفاص وملامح تجربة الإخراج الحديثة” محاورةً إياه سمر الأبيوكي.

وقد تضمن الحوار محاور عدة كان من بينها حديث القفاص حول قضية عمليات التجميل بالنسبة للفنانات، والتي أدت إلى تشابههن وإخفاء الملامح التعبيرية للوجه مشيراً إلى أن الممثلة بحاجة شديدة لأن تظهر بوضوح ما إذا كانت حزينة أو سعيدة من خلال الخطوط التعبيرية التي تمت تعبئتها في الوقت الراهن بالبوتكس والفيلر فصارت عملية البحث عن ممثلة مناسبة للدور صعبة جداً.

وعن بداياته قال بأن مسرح الجامعة كان الحاضن الأول للإبداع ومنه تم الانطلاق إلى الاحتراف داعياً الشباب الجامعي إلى البحث عن نقطة انطلاق لهم، حيث ان أعمق التغييرات تكون من قلب الجامعات لأن الشهادة الأكاديمية باتت مهمة جداً للفنان، خصوصا وأنه بحاجة كبيرة إلى التعمق في فهم الشخصيات ودراستها حتى يتمكن من الانخراط في المجتمع الفني.

وقد طرحت البلاد تساؤلاً حول النصائح التي يقدمها القفاص للشباب البحريني الذي يمتلك الموهبة الفنية فأجاب قائلاً “أنا أجزم بوجود بحرينيين محترفين ذوي رؤية وطاقة رائعة جبارة، ولكن ليس الجميع ممن يملك الموهبة يمتلك التحدي للتوجه الى الهدف، ولابد أن يثبت هؤلاء الشباب للجهات العليا بأن هناك طاقات وعقول وطنية يجب أن تستثمر، ومثال على الطاقات الشاب أحمد شريف، يعجبني هذا الشاب كثيراً اعتمد على نفسه وابداعه وصنع لنفسه جمهوراً.

كما أجاب القفاص على سؤال كانت قد طرحته إحدى الطالبات حول تخصص التأثيرات الإبداعية وفئات المسلسلات الأخرى مثل الرعب والخيال فأجابها القفاص “اتمنى أن يتخرج جيل خليجي مختص بالتأثيرات الإبداعية فنحن بحاجة لهذه التقنيات في أعمالنا، أما بالنسبة للرعب والخيال فهي في الحقيقة مطلوبة من قبل الجمهور ولها نسبة متابعة كبيرة لكن ميزانيتها ضخمة جداً فنتجه للمواضيع المجتمعية والدراما بشكل أوسع لسهولة التنفيذ”.

وقد تحدث القفاص عن المسلسل الرمضاني للعام السابق ساق البامبو، موضحاً أن المسلسل قد ظلم الرواية قليلاً، وهذا أمر متوقع عن تحويل الرواية لمسلسل، وذلك لأن القارئ قد كون رؤية متخيله للأحداث فمن الصعب الخروج واضافة افكار وأحداث جديدة والخروج عن حدود الرواية، كما قال القفاص بأن الإعلان كان له صدى كبير جداً، والإعلان الذي يكون أكبر من العمل الفني هو بمثابة قنبلة موقوتة للعمل.

وفي سياق حديثه حول مسلسل عطر الروح الذي سيعرض في رمضان 2018 صرح القفاص أن القصة لا تصنف بأنها من الأعمال المناسبة للجو الرمضاني وسوف تكون صادمة للجمهور لأنها مختلفة وعن أجواء التصوير قال القفاص “منعت الممثلين من التصوير الفردي في مواقع التصوير ونشرها عبر برامج التواصل الاجتماعي مثل سناب شات وانستغرام، ذلك أن المشاهد يجب أن لا يتفاجأ بشكل الشخصية ويرى أجواء المكان لأول مرة على التلفزيون لإثراء عنصر الإدهاش”.

يذكر أن عطر الروح هو مسلسل تدور أحداثه في إطار اجتماعي مشوق، حول طبيبة نفسية تجد نفسها في مواجهة العديد من المشاكل، والمواجهات بكل من يُحيط بها، خصوصا الشخصيات ذوي التركيبات الغربية، وهو من تأليف علاء حمزة وإخراج محمد القفاص وبطولة الفنانة هدى حسين، كما يضم نخبة من النجوم أمثال: عبدالرحمن العقل، محمد العجيمي، حسين المنصور، عبدالمحسن النمر، أحمد السلمان، خالد المفيدي، أوس الشطي، أسامة المزيعل، عبير أحمد، وآخرون.