أكد سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة أهمية تشجيع الشركات العالمية على الاستثمار في البحرين لما تتمتع به المملكة من مقومات اقتصادية وبيئة جاذبة للاستثمار، مشيرا سموه في هذا الجانب إلى ما تمتلكه البحرين من توجهات إستراتيجية اقتصادية متكاملة تعمل على تدعيم فرص النمو والنشاط الاقتصادي وتنمية مناخ الاستثمار، تنطلق من مبادئ رؤية البحرين الاقتصادية 2030 الاستدامة والتنافسية والعدالة، وفق المسيرة التنموية الشاملة بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

ونوه سموه بتوجيهات ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الرامية إلى تعزيز دور القطاع الخاص كمحرك رئيس للتنمية، وتقديم التسهيلات للمستثمرين كافة بما يسهم في خلق فرص واعدة ونوعية للمواطنين.

جاء ذلك لدى افتتاح سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة المصنع الجديد التابع لشركة “مونديليز إنترناشونال” صباح أمس بمدينة سلمان الصناعية في الحد، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة وعدد من كبار الوزراء والمسؤولين، وممثلي الإدارة العليا بشركة مونديليز إنترناشونال، لافتًا سموه إلى أن افتتاح المصنع الجديد لهذه الشركة العالمية يعزز دور القطاع الصناعي والغذائي بما يحقق استدامته وتنافسيته، ويعد إضافة نوعية لسوق المواد الغذائية في المنطقة.

من جانبه، أكد وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد الزياني، مواصلة الوزارة لتقديم كافة سبل الدعم لضمان تهيئة البيئة المحفزة لجذب الاستثمارات وتعزيز القدرة التنافسية، مضيفا أن اختيار شركة “مونديليز إنترناشونال” للبحرين يعكس حضور المملكة في المنطقة باحتضانها لمختلف الأعمال الاقتصادية والتجارية في ضوء ما تقدمه من تسهيلات وتشريعات داعمة للقطاع الاستثماري، وتعمل على حمايته.

وقال الوزير على هامش الافتتاح للصحافيين إن قطاع التصنيع في مجال الأغذية أولته الحكومة اهتماما بالغا وجاري العمل على جذب المزيد من الاستثمارات والتعاون بين الوزارة ومجلس التنمية الاقتصادية وأجهزة الدولة الأخرى في هذا المجال.

وأوضح الزياني أن المصنع بمثابة أحد الأهداف باستقطاب اسم عالمي في مجال متخصص، (...) إذ لديه تأثير مباشر من خلال خلق وظائف مباشرة وقيمة تصديرية لمنتجات بحرينية وأيضًا له فائدة أكبر في خلق خدمات مساندة في قطاعات أخرى، ليصل العدد إلى 12 ألف وظيفة في الاقتصاد البحريني، لافتًا إلى أن القيمة التصديرية للمشروعين عندما يصل الإنتاج إلى ذروته ستصل إلى نحو 500 مليون دولار سنويًا، مما سيعزز الميزان التجاري للمملكة، ويدعم الصادرات البحرينية وأيضًا القطاعات المساندة لهذه الصادرات.

إلى ذلك، أكد نائب الرئيس التنفيذي ورئيس منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وإفريقيا بشركة “مونديليز إنترناشونال” موريزيو بروساديلي، أن اختيار الشركة للبحرين جاء لما تتمتع به من بيئة ملائمة للأعمال التجارية، وتوافر القوى العاملة المحلية الماهرة، ووجود شبكات النقل الممتازة، مما يسهم بشكل أساس في نجاح خطط التوسع التي نقوم بتنفيذها في المنطقة، مقدما شكره لحكومة البحرين على دعمها المستمر ورؤيتها الثاقبة في جذب الاستثمارات العالمية للمملكة.

من جهته، أكد المدير الإداري لشركة موندليز البحرين للبسكويت محمد شلبي أن قيمة استثمار الشركة في المصنع الجديد نحو 90 مليون دولار، حيث ستخصص لإنتاج أشهر العلامات التجارية الخاصة بالشركة، ويعد المصنع مركز تصدير إقليمي يتم من خلاله التصدير الى منطقة الشرق وإفريقيا.

وأوضح شلبي أن مساحة المصنع نحو 250 ألف متر مربع، وذا طاقة إنتاجية تصل إلى 45 ألف طن سنويًا - في العام الأول الطاقة الإنتاجية نحو الثلث - وهو ثاني أكبر استثمار للشركة في البحرين؛ كونه يقع بجانب موقع التصنيع الحالي لشركة “مونديليز إنترناشونال”، والذي تبلغ قيمته 75 مليون دولار، بمنطقة البحرين العالمية للاستثمار في الحد.

وأشار إلى أن المصنع شيد على مساحة 36 ألف متر مربع من إجمالي مساحة الأرض المخصصة له، وهو ما يعادل 11 %، مما يدل على وجود خطط توسعية في المستقبل، (...) هنالك دراسات لإضافة منتجات جديدة، دون أن يحدد نوعيتها.

وذكر شلبي أن مصنع موندليز البحرين للبسكويت يعتبر أحد أهم مصانع “موندليز انترناشيونال” عالميًا، وصرح عالمي لكونه يعد أكبر مصنع لصناعة الأغذية في منطقة الخليج بالكامل، (...) بدأنا تصدير بسكويت الأريو وبارني كيك إلى 13 دولة منها دول الخليج وجنوب إفريقيا ونيوزيلندا وأستراليا خلال المرحلة التجريبية في الأشهر الثلاثة الماضية، ونأمل بنهاية العام للوصول بالتصدير إلى 20 دولة، مؤكدًا أن عملية التوسع دائمة وقائمة إلى الأسواق العالمية.

ولفت إلى أن الشركة تبيع من إنتاجها داخل البحرين بنسبة تتراوح ما بين 2.5 و3 %، في حين تصدر 97 % من إجمالي الإنتاج، تتوزع بين دول الخليج بنسبة تتراوح ما بين 70 إلى 75 %، ونحو 25 % إلى خارج منطقة الخليج.

وتطرق إلى أن الكوادر البحرينية مؤهلة وذات  مهارات تقنية عالية، لذا فإن نسبة البحرنة في مصنعي موندليز تتجاوز 30 %، (...) وصلت النسبة في مصنع موندليز للبسكويت 35 % من إجمالي 140 موظفًا في حين أن النسبة الحكومية المطلوبة 27.5 %، (...) ويبلغ عدد الموظفين في مصنع موندليز البحرين للبسكويت 140 موظفا ونحو 240 عاملا في مصنعها الأول لمنتجات “كرافت”، و”تانغ” ليصل إجمالي عدد الموظفين بالمصنعين إلى قرابة 390 موظفًا.