+A
A-

شجار... والسبب “شعرة” في “الريوق”

برأت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة متهمًا مما أسند إليه بتهمة الاعتداء على عامل آسيوي في أحد المطاعم لتشكك المحكمة في شخصية المتهم من خلال الفيديو المرفق بالقضية، إذ قال إن من يظهر فيه ليس هو، وإنما شقيقه.

فيما دانت شابا (20 عامًا) بالسجن لمدة 3 سنوات، وبحبس آخر (16 عامًا) لمدة 3 أشهر فقط؛ نظرًا لصغر سنه؛ لإدانتهما بالاعتداء على عاملَين آسيويَين، حال كون الأول بحالة سكر، والسبب وجود شعرة في وجبة “الريوق” كما ادعى السكران للعامل.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن المجني عليه الثاني لم يحدد ما كان يرتديه المتهم الثالث، كما أنه عند عرض مقاطع الفيديو تشككت المحكمة في شخصية المتهم، والذي بسؤاله قرر أن الشخص الذي يظهر في الفيديو هو شقيقه.

وتعود تفاصيل القضية إلى ما ذكره المجني عليه الأول (27 عامًا) أنه إبان وجوده على واجب عمله في إحدى البقالات لاحظ وجود مشكلة في الخارج وتحديدًا في الكافتيريا المحاذية للبرادة.

وعندما توجه للمكان أبلغه المتهم الأول أن وجبة طعامه “الريوق” تحتوي على شعر، فأبلغه بضرورة تقديم شكوى ضد الكافتيريا، إلا أن الجناة الثلاثة فاجأوه بالاعتداء عليه بالضرب، وذكر أن المتهمين الأول والثاني اعتديا على المجني عليه الثاني كذلك بالضرب، وخرجوا من الكافتيريا.

وأفاد بأن المتهم الأول دخل للبقالة التي يعمل فيها، فتوجه خلفه وشاهده يتوجه ناحية طاولة المحاسب، وتمكن من سرقة مبلغ 150 دينارًا من “الكاشير”، وعندما حاول منعه من السرقة وأمسكه من يده لم يتمكن من الاستمرار في إيقافه، إذ توالت ضربات المتهم الأول له على وجهه بواسطة رأسه، حتى تمكن من الإفلات منه والفرار من الموقع، مما تسبب له بعدة إصابات جرّاء اعتداء الجناة الثلاثة عليه.  وبالقبض على المتهمين أنكر المتهم الثالث (19 عامًا) ما نُسبَ إليه، وقال إن الحاصل هو أنه وأثناء ما كان جالسًا في مدينة حمد برفقة اثنين من أشقائه الصغار وصديقه المتهم الثاني (16 عامًا – عاطل وليس طالبًا) عند الساعة السادسة صباحًا، طلب منه الأخير أن يوصله إلى منطقة المنامة؛ من أجل جلب صديقه المتهم الأول (20 عامًا – عاطل). فوافق على طلب المتهم الثاني وتوجهوا بواسطة سيارته إلى المكان الموجود فيه الأول، وكان برفقتهما شقيقيه، وتوقفوا في إحدى الساحات الترابية في منطقة المنامة بجانب أحد المساجد، وانتظروا حضور المتهم الأول.

وأشار إلى أنه وبسبب تأخر المتهم الأول في الحضور، اقترح على المتهم الثاني وشقيقَيه أن يتوجهوا إلى المطعم القريب من الساحة الرملية؛ من أجل تناول طعام الإفطار “الريوق”.

وأثناء تواجدهم خارج المطعم لتناول الطعام لاحظ وجود شعر في إحدى الوجبات، وبعد قرابة 15 دقيقة حضر المتهم الأول، والذي كان يحمل في يده زجاجة من المشروبات الكحولية، وكان في حالة سكر ويريد تناول الطعام، وعندما شاهد الوجبة التي يوجد بها شعر - لم يكن يعلم بوجود الشعر فيها حينها- قرر أن يتناولها، حتى تفاجأ بوجود الشعر فيها. وقرر أن المتهم الأول أخذ تلك الوجبة وتوجه إلى داخل المطعم، وقال للعامل إن الوجبة يوجد بها شعر، فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة فيما بينهما بداخل المطعم. وخرج كل من المتهم الأول والمجني عليه الثاني من المطعم كانا لا يزالان يتشاجران، حتى حضر المجني عليه الأول، وكان متوجهًا ناحيتهما، فقام المتهم الثاني بالاعتداء عليه، ومن ثم هرب عامل المطعم إلى داخل البقالة ولاحقه المتهم الأول إلى داخلها، وواصل الشجار بداخلها، في حين بقيَ هو والمتهم الثاني وشقيقَيه خارج البقالة، وحفاظًا على سلامة شقيقيه وخوفًا عليهما، فقد أخذهما إلى السيارة، وانتظروا لحين حضور المتهمين الأول والثاني.

وفي طريق عودتهم إلى منطقة مدينة حمد مقر سكنهم، قرر لهم المتهم الأول أن بحوزته مبلغ مالي وقدره 150 دينارًا، تمكن من سرقته من البقالة، فتفاجؤا بما أفاد لهم به، لكن المتهم الثاني استلم من الأول جزء من تلك الأموال، ولا يعلم كم أعطاه.

وعقب وصولهم إلى منزله أنزل شقيقَيه وتوجه برفقة المتهمين الآخرين إلى منزل المتهم الأول، والذي فيه أجرى عملية وشم “دَقْ” في يد المتهم الثاني، وبعد أن انتهى عاد إلى منزله، وتوجهوا، وبذات اليوم حضر له المتهم الثاني وجاء أفراد الشرطة وتم القبض عليهما.

من جهته، اعترف المتهم الأول بما نسب إليه بشأن الاعتداء، وقال إنه حصل فعلاً، لكنه لا يتذكر أنه سرق أية أموال، حتى أبلغه أصدقاؤه بما جرى، وأنه بالفعل سرق أموالا من البقالة.

وبرر المتهم فعلته بأنه ربما سرق الأموال كونه كان في حالة سكر، مبينًا أن ما يتذكره هو أنه التقى أصدقاءه وإخوة المتهم الثالث، وعندما أراد تناول الطعام تبين له وجود شعر في الطعام، فأخذ الوجبة للعامل وتشاجر معه وضربه، كما أن العامل ضربه أيضًا، أما ما حدث لاحقًا فلا يتذكره، إذ لم يسترد وعيَه إلا بعد عودته إلى مسكنه.

فأسندت النيابة العامة للمتهمين أنهم بتاريخ 14 مايو 2017، أولاً المتهم الأول: سرق المال المنقول المبين قدرًا بالتحقيقات والمملوك لصاحب البقالة وذلك بطريق الإكراه الواقع على المجني عليه بأن قام بالاعتداء على سلامة جسمه، وتمكن بتلك الوسيلة القسرية من تعطيل مقاومته والاستيلاء على المسروقات والفرار بها، وقد ترك بالمجني عليه الإصابات المذكورة بالتقرير الطبي المرفق.

ثانيًا: المتهمان الأول والثاني: اعتديا على سلامة جسم المجني عليه الأول وأحدثا به الإصابات المبينة بالتقرير الطبي المرفق وأفضى الاعتداء مرضه وعجزه عن أداء أعماله الشخصية لمدة تزيد عن عشرين يومًا.

ثالثًا: المتهم الثالث: اعتدى على سلامة جسم المجني عليه الثاني وأحدث به الإصابات المبينة بالتقرير الطبي المرفق بالأوراق ولم يفض الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن أعماله الشخصية لمدة تزيد عن عشرين يومًا.