+A
A-

رئيس مجلس إدارة شركة الخدمات المالية العربية في منتدى فينتيك: الابتكار المتقدّم والإرباك الحاصل في القطاع المالي فرصة ودافع للتغيير

حثّ السيّد صائل الوعري، رئيس شركة الخدمات المالية العربية (AFS) ونائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك ABC، البنوك على الاستفادة من الابتكار المتقدّم الحالي والإرباك في القطاع المالي والتعاون مع شركات التقنيات المالية لضمان استدامة أعمالهم وتوسيعها.

وفي كلمته الافتتاحية في منتدى التقنيات المالية الثاني لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (فينتيك) الذي أقيم تحت عنوان “ما بعد الارباك المالي” (Beyond Disruption) في البحرين أمس، أشار السيّد الوعري للتحوّل الجوهري في طريقة استجابة قطاع الخدمات المالية في الوقت الحالي للتقنيات المالية قائلا “غيّرت البنوك تفكيرها، فأصبحت تنظر للتقنيات المالية على أنّها فرصة وليست تهديداً. فتزايدت أعداد البنوك التي تتبنى اليوم التقنيات المالية وهم يلحقون بالركب سريعاً جدّاً”.

وأضاف السيّد الوعري قائلا: “ما تزال العديد من البنوك التقليدية تتبّع استراتيجية دفاعية في الاستجابة للتطورات في السوق، وتنطوي هذه الاستراتيجية على إنشاء بنوك “تُسيَّر باستخدام الهاتف المحمول فقط” أو بنوك “تُسيّر من خلال التطبيقات فقط”، مستفيدة من البنية التحتية والوضع التنظيمي لها لتحسين تجربة العميل وجذب فئات جديدة من العملاء”.

وفي سياقٍ مشابه، وضّح السيّد الوعري أنّ دعم البنوك المركزية حول العالم للابتكار في التقنيات المالية في ازدياد، وهم ينشئون بيئات تنظيمية أو ما يعرف بـ “Sandboxes” لتمكين الشركات من اختبار المنتجات المالية الجديدة مع عملاء حقيقيين.

وسلّط السيّد الوعري الضوء على الزيادة السريعة في عدد شركات الخدمات المالية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعملية الاستفادة من التقنيات والابتكارات للوصول إلى العملاء غير المصرفيين والعملاء الذين لا يتلقّون خدمات كافية أو يتلقّون خدمات غير مرضية، حيث قال: “شهد العالم استثمار ما يقارب 100 مليار دولار أميركي في مجال التقنيات المالية منذ عام 2010. إذ شهد العام 2017 وحده استثمارا يقدر بـ 27.4 مليار دولارٍ أميركي، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 18 % عن عام 2016، وذلك نتيجة الارتفاع المفاجئ للاستثمار في القطاع في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند”.

كما تنبّأ السيّد الوعري بعددٍ من التطوّرات الرئيسية في هذه الصناعة لعام 2018؛ إحداها تتمثّل بزيادة الدعم الحكومي لتعزيز الابتكار في مجال التقنيات المالية، حيث قال: “ستشجّع العديد من الحكومات البنوك التقليدية على التفاعل أكثر لتوظيف بيئات التقنيات المالية”.

وأشار أيضًا إلى أنّ العملاء هم من سيضع أجندة تشكيل مستقبل الخدمات المصرفية، مؤكّداً على كلمة بيل غيتس – “نحن بحاجة إلى الخدمات المصرفية لكنّنا لسنا بحاجة إلى البنوك”. كما يتوقّع السيّد الوعري ثورةً في عمليات الدفع غير النقدي في المنطقة، والتي بدأتها بالفعل شركة الخدمات المالية العربية وشركة بتلكو بطرح خدمة المحفظة المالية الرقمية bWallet في البحرين. ومن المقرّر إطلاق خدمات مماثلة قريبا في عُمان وليبيا”.

وأضاف السيّد الوعري: “أثناء حدوث كلّ ذلك، لن يتوقّف تطبيق واستخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات المصرفية تقريبًا، من مكتب الاستقبال إلى تحديد درجة الملاءة الائتمانية وحتّى تقديم الاستشارات (...) وستحقق الخدمات المصرفية السحابية مزيدا من التوسّع في الحجم والمرونة بتكلفة أقل”. ويتوقّع السيد الوعري أيضًا أنّ تكنولوجيا سلسلة الكتل “Blockchain” ستُصبح عما قريب التيّار السائد، مما سيُحدث ثورةً في العمليات المصرفية ويحقق شمولا ماليا لنحو ملياريْ شخص غير مصرفي حول العالم ممن لا يملكون حسابات مصرفية.

وختم السيّد الوعري كلمته بالتأكيد على الحاجة للتعاون بين البنوك وشركات التقنيات المالية الناشئة، والذي سيجمع ما بين رأس المال والابتكار، واقتصادات الحجم والمرونة، وبيانات العملاء وتجاربهم، والمعرفة التنظيمية والمعرفة الفنية. حيث قال: “لطالما آمنت بأنّ الابتكار المتقدّم هو فرصة ودافع للتغيير(... ) ونحن في الخدمات المالية العربية متفائلون حول ما ينتظرنا في المستقبل”.