+A
A-

قوات النظام تنتهك هدنة الغوطة وفرنسا تحذر من توسع الحرب

قصفت طائرات حربية سورية منطقة الغوطة الشرقية أمس الثلاثاء على الرغم من الدعوة الروسية لوقف إطلاق النار والتي لم تستطع وقف إحدى أكثر حملات القصف الجوي فتكا في الصراع الذي اقترب من عامه الثامن. وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الثلاثاء من تحول الحرب في سوريا إلى صراع إقليمي، داعيًا إلى وضع آلية لمراقبة الهدنة. وكشف أن 3 من جماعات المعارضة لمحت إلى اعتزامها الالتزام بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن بلاده قد تشارك في الضربات العسكرية الأميركية ضد الحكومة السورية إذا ظهر دليل يثبت استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين.

وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية “إذا علمنا أن هذا حدث واستطعنا إثباته وإذا كان هناك اقتراح بالتحرك في وضع يمكن للمملكة المتحدة أن تفيد فيه فأعتقد أننا سنبحث الأمر بجدية”.

وكانت واشنطن قد شنت ضربة صاروخية على مطار الشعيرات السوري باستخدام 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك، ردا على هجوم كيماوي بغاز السارين على منطقة خان شيخون في 4 أبريل 2017.

وأعلنت فرنسا في وقت سابق أنها ما تزال مستعدة لمعاقبة الأطراف التي يثبت أنها استخدمت الكيماوي في سوريا.

وصرحت مصادر دبلوماسية لرويترز بأن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بدأت تحقيقا في هجمات وقعت في الآونة الأخيرة بالغوطة الشرقية المحاصرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية لتحديد ما إذا كانت ذخائر محظورة قد استخدمت.

الى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء عن حدوث انتهاكات عدة للهدنة الإنسانية القصيرة التي أعلنتها روسيا في الغوطة الشرقية؛ بسبب مواصلة قوات النظام السوري قصفها للمنطقة المحاصرة وإن بوتيرة أقل عن الأيام السابقة. كما لم يسجل حتى الساعة خروج أي من المدنيين عبر “الممر الإنساني”.

وأحصى المرصد خلال ساعات الهدنة مقتل مدنيين وإصابة 6 آخرين في قصف لقوات النظام استهدف بلدة جسرين، تزامنا مع إصابة 10 مدنيين آخرين بجروح في غارة جوية على مسرابا.

ويأتي بدء تطبيق الهدنة الروسية بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي ليل السبت قرارا ينص على وقف شامل لإطلاق النار في سوريا “من دون تأخير”، لم يحل من دون استمرار قوات النظام استهدافها للمنطقة المحاصرة وإن بوتيرة أقل.

وأفاد المرصد عن غارات وقصف بالبراميل المتفجرة والقذائف استهدف 10 بلدات ومدن على الأقل خلال ساعات الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ. وأكدت الأمم المتحدة استمرار المعارك أمس الثلاثاء. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي للصحافيين في جنيف “القتال مستمر هذا الصباح وفقا للتقارير الواردة إلينا من الغوطة الشرقية.. ولا يزال من المبكر الحديث عن أي عمليات إغاثة للمدنيين في ظل تواصل الاشتباكات”.

وبعد 9 أيام من قصف عنيف أودى بحياة أكثر من 560 مدنيا في هذه المنطقة المحاصرة، أعلنت موسكو الاثنين عن هدنة إنسانية يفترض أن تطبق يوميا لمدة 5 ساعات على أن يفتح خلالها “ممر إنساني” عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين، وفق الإعلان الروسي.

ولم يصدر أي بيان رسمي بشأن الهدنة من الجيش السوري.

وأكد المرصد أنه لم يسجل عبور أي من المدنيين خلال ساعات الهدنة عبر هذا المعبر، فيما أفاد الإعلام الرسمي السوري عن استهداف المعبر بخمس قذائف “لمنع خروجهم (المدنيين) ومواصلة استخدامهم دروعا بشرية”.