+A
A-

أكثر من 400 قتيل... والقنابل تستبق تصويت الغوطة

اشتدت حدة القصف على الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، أمس الجمعة، قبل ساعات من تصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار لوقف إطلاق النار، وسط مؤشرات إيجابية على موافقة روسيا عليه.

وذكرت وكالة إنترفاكس، نقلا عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، إن روسيا على استعداد للتصويت لصالح مسودة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.

وقال شهود عيان إن موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية في سوريا بلا هوادة، أمس الجمعة، وذلك قبل تصويت في مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أنحاء البلاد.

ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الجيب المكتظ بالسكان شرقي العاصمة، وهو آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التصعيد الأخير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 426 شخصا وإصابة مئات آخرين. ومن بين القتلى 98 طفلا على الأقل.

وتقول منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من 10 مستشفيات، الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وذكر المرصد أن طائرات النظام السوري ومدفعيته استهدفت دوما وزملكا وبلدات أخرى في الجيب في الساعات الأولى من صباح الجمعة. ويعيش قرابة 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية، وهو جيب مؤلف من بلدات ومزارع تحاصره قوات النظام السوري منذ 2013. وناشد مبعوث الأمم المتحدة لسوريا فرض هدنة لوقف واحدة من أسوأ الهجمات الجوية خلال الحرب ومنع وقوع “مذبحة”.

وكرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، أمس الجمعة، دعوته لوقف القصف “المروع” للغوطة الشرقية المحاصرة وقصف دمشق بقذائف مورتر دون تمييز.

ويدرس مجلس الأمن الدولي قرارا صاغته الكويت والسويد يطالب “بوقف الأعمال القتالية في أنحاء سوريا” لمدة 30 يوما للسماح بتسليم المساعدات وعمليات الإجلاء الطبية.

وانهارت سريعا عدة محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في سوريا خلال الصراع متعدد الأطراف، الذي أدى لمقتل مئات الآلاف وتشريد 11 مليون شخص.

ودعا الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية في سوريا، وإدخال شاحنات المساعدات إليها، مستخدما بيانا شديد اللهجة للتعبير عن غضبه من القصف الذي تتعرض له الغوطة.

وقال التكتل: “لا يجد الاتحاد الأوروبي كلمات لوصف الرعب الذي يعيشه سكان الغوطة الشرقية”.

وشدد البيان، الذي وافقت عليه كل حكومات الدول الأعضاء وعددها 28، على “دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق”، مؤكدا أن “حماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل”، وقال: “يجب أن يتوقف القتال الآن”.