+A
A-

اقتصاديون يدعون الجهات المعنية لتبنّي معارض خارجية شاملة التكاليف

دعا اقتصاديون ورجال أعمال الجهات المعنية إلى تبني معارض خارجية شاملة التكاليف للمؤسسات والشركات البحرينية لعرض ما تصنعه في البحرين أو ما تقدمه من خدمات فيها؛ من أجل تنمية الصادرات البحرينية ولرفع اسم البحرين عاليا في المحافل الاقتصادية الدولية.

وقال رجل الأعمال رئيس الجمعية البحرينية لتنمية الصادرات يوسف المشعل، إن المعارض الخارجية مهمة جدا، وفي معظم البلدان عادة يتم تنظيمها من قبل هيئة تنمية الصادرات أو التجارة الخارجية في وزارة التجارة أو في بعض الأحيان تكون من واجبات غرف التجارة والصناعة.

وأوضح أن هناك معارض كثيرة حول العالم، وليس بالضرورة أن تنشئ البحرين معرضا خاصا فيها هناك، ولكن يجب عليها المشاركة في هذه المعارض العالمية من خلال مساحة باسم المملكة يتم من خلالها عرض الصناعات البحرينية القابلة للتصدير، لافتا إلى أن كثيرا من الدول تنظم مثل هذه المعارض من خلال هيئة الاستثمار والصادرات وتكون هناك مشاركات للمؤسسات المحلية وأصحاب المؤسسات الصغيرة البحرينية، بترتيب من الهيئة شاملة المصاريف جميعها إذ إن الهدف بالنهاية هو تنمية الصادرات والناتج الوطني ورفع قيمة الصادرات على الواردات وتحسين الميزان التجاري للدولة.

وأشار إلى أن المملكة مشهورة بالذهب البحريني الذي كان سبب لنجاح معرض المجوهرات وسمعته ذائعة الصيت، مبينًا أن في السابق كان هناك معرض ممتاز باسم “صنع في البحرين” أقيم في دول عدة، وهو معرض متخصص للدولة نفسها بترتيب من الغرفة أو وزارة التجارة.

وأكد المشعل أن هناك طرقا كثيرة لإقامة معارض بحرينية منها معارض الكاتالوجات، إذ تطلب سفارة البحرين في الدولة المراد إقامة المعرض فيها توفير مساحة مناسبة، وتطلب من غرفة التجارة تزويدها بكتالوجات جميع الصناعات القابلة للتصدير لعرضها في المعرض المعني ومن خلالها يتم تعريف الناس بالشركات البحرينية وما تقدمه من صناعات قابلة للتصدير.

كما هناك معارض تكون بنمط المؤتمرات التجارية، وفي بلدان مثل الهند والصين مشهورة بها يتم إقامتها من خلال النقابات العمالية والغرف التجارية، وتختار الغرفة أو الوزارة عددا من المصنعين البحرينيين ليكوّنوا وفدا تجاريا في ذلك البلد من خلاله يكون معرض للصناعات البحرينية واللقاءات ما بين التجار، إذ عادة ما تكون تلك المؤتمرات مصاحبة لمعرض.

وأضاف أن من خلال المؤتمرات يكون هناك جذب وتعريف بالبحرين وتجارتها وصناعتها، وهذا النوع من المؤتمرات يكون له هيئة تنمية صادرات، أو قسم التجارة الخارجية في الغرفة أو قسم التجارة الخارجية في وزارة التجارة يتبنى مثل هذه المواضيع، ولكن في البحرين لم تأخذ الفكرة مكانها الصحيح، ونتمنى أن يكون هناك تغيير خصوصا مع الاستراتيجية الجديدة لمجلس التنمية الاقتصادية في دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.

بدوره، قال رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أحمد السلوم، إن هناك أشياء كثيرة بحرينية نستطيع تصديرها عموما ولا تقتصر فقط على الصناعات، بل تشمل حتى الخدمات مثل المحاسبة والقانون، مؤكدا أن هناك اجتهادات ومجموعة من المبادرات لجمعيات تقيم معارض على مستوى دول الخليج مثل جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ أقامت معرضا في البوسنة والهرسك بمشاركة 35 شركة بحرينية عرضت خلاله خدماتها والشراكات الأخرى.

وطالب السلوم أن تكون هناك مبادرة وطنية من هذا النوع من المعارض تحت مظلة مجلس التنمية الاقتصادية أو وزارة التجارة والصناعة والسياحة، مبينًا أنه يتم حاليا تأسيس مجلس لإدارة الصادرات البحرينية وبعدها سيكون هناك صندوق دعم أصحاب المؤسسات وثم تسويق المنتجات البحرينية.

وأكد أن البحرين تمتاز بجودة الذهب فيتم طلبها خصيصا من الوفود الرسمية التي تطلب إقامة معرض للذهب البحريني في بلدانهم، ولكن أكثر الدول تفرض ضرائب على الذهب، بينما في البحرين، خصوصا بالنسبة للمشاركة في معرض الجواهر العربية، لا توجد ضريبة، مما يساعد في سهولة الاستقطاب الإقليمي؛ بسبب التسهيلات المقدمة وعدم وجود ضريبة شرائية، إذ إنه عند نقل الذهب قد تحدث مشاكل اللجان والجمعيات لا تستطيع حلها أو تأخذ فيها قرارا، ولكن إذا كانت هناك جهة حكومية ستكون هناك قوة أكبر من أي جهة أخرى وتستطيع من خلال تسهيل الأمور، وان مثل هذه المعارض سوف تنشط الاقتصاد البحريني.

من جانبه، قال صاحب أحد مشاريع الأسر المنتجة البحرينية عباس المغني، إن حضور المعارض في دول الخليج فرصة للتعرف على أصحاب المشاريع هناك والمسوقين والمحلات التجارية، وبذلك يمكن أن ينتج من خلال ذلك مشروع مشترك.

وأوضح أن حضور مثل هذه المعارض ممكن أن يصاحبه تخوف بسبب الكلفة الكبيرة مقابل المدخول المحدود، إذ إن هناك غموضا بشأن ما إذا كانت هذه الرحلة الخارجية ستكون ناجحة أم لا، ولابد أن يحصل الشخص على الاطمئنان قبل المشاركة. وأكد أنه لو كانت الغرفة أو الوزارة متكفلة بحجز مساحة تكون لعرض المنتجات البحرينية خصوصا، فمن الممكن أن يتكفل صاحب المشروع بكلفة سكنه وتذكرة السفرة، إذ إن سعرهما لن يكون مرتفعا مثل إيجار المساحة التي تفوق الألف دينار بالتأكيد.