+A
A-

الفلاسي لـ “البلاد”: انهيار المنظمات الإرهابية يؤكد وقوف الدوحة خلفها

قال المدير العام لمؤسسة “وطني الإمارات” ضرار الفلاسي إن مشروع التحالف القطري الإيراني التركي، لن يحقق النجاح وسيبوء بالفشل، موضحًا أن الأوضاع الراهنة بإيران، وتقوقع تركيا على نفسها من الأزمة الخليجية، يؤكد أن الدوحة تراهن على الحليف الخاطئ.

وبين الفلاسي في حوار مع “البلاد” أن حكومة الدوحة هي التي فرضت الحصار على الشعب القطري، وأوصلته لحالة غير مسبوقة من العزلة عن محيطه الطبيعي، وهي من مارس الإرهاب على الشعب القطري، عبر التلويح بالسجن، وسحب الجنسيات، والاستحواذ على الأموال، والأملاك، الأمر الذي فرغ الدوحة من أبناء القبائل، عبر تجنيس المرتزقة. وفيما يلي نص الحوار:

برأيك، لماذا لم يتحرك الشعب القطري حتى اللحظة، قبالة تدخلات حكومة الدوحة المعلنة بالشأن الخليجي والعربي؟

- الشعب القطري مظلوم جدًا، وأقصي عن القرار السياسي بشكل كامل ونهائي، فطرد أكثر من 7000 شخص من أبناء القبائل، وسحبت جنسيات، وتمت ملاحقة آخرين، هناك ضغط شديد، واعتقالات، وممارسات قمعية، والإخوة القطريون هم إخواننا، ومنا وفينا، ويعرفون جيدًا ما يجري حولهم، وحجم الضرر الذي تعرضت له أوطاننا، من حكومتهم الإجرامية والتي لا تزال مستمرة بتصدير البارود والدم لدول المنطقة.

ولي أن أؤكد أيضًا، أنه يجب الإجهار بكلمة الحق، مهما كانت النتائج؛ لأن نظام الحمدين يقود الشعب القطري والبلد ككل نحو الهاوية، وهو ما لا نرتضيه.

كيل الدوحة الاتهامات لدول المقاطعة بأنها تحاصر الشعب القطري، وتعمد على تجويعه، ما تعليقك؟

- هذا أمر يخالف الواقع، فمفهوم الحصار يرتكز على البند السابع من مجلس الأمن، كما هو معلوم، وما يجري من مقاطعة هو حق سيادي للدول المتضررة من إرهاب حكومة الدوحة، لحماية أمنها القومي، من الأجندات الظلامية التي تستهدف إسقاط الأنظمة وإحداث الفوضى بالمنطقة.

وممارسات حكومة الدوحة هي التي فرضت الحصار على الشعب القطري، وأوصلته لحالة غير مسبوقة من العزلة عن محيطه الطبيعي، وهي من مارس الإرهاب على الشعب القطري، عبر التلويح بالسجن، وسحب الجنسيات، والاستحواذ على الأموال، والأملاك، الأمر الذي فرغ الدوحة من أبناء القبائل.

كيف تفسر استمرار طول عمر الأزمة بعد انقضاء أكثر من 6 أشهر من عمرها؟

- نجحت دول المقاطعة بشكل كبير باحتواء قطر في قطر، ونحن ماضون بمشاريعنا التنموية والاقتصادية والسياسية، في الإمارات، والسعودية، والبحرين، وبصورة تؤكد قوة وصلابة الحكومات بالمضي قدمًا نحو المستقبل، وبناء مسيرة تنموية شاملة، ترضي الشعوب، وتتمازج مع سياسات خارجية زاهرة، ترتكز على بناء علاقات صحية وأخوية مع دول المنطقة والعالم، وفق المفاهيم والتشريعات والأطر السياسية الدولية.

أما بالنسبة لحكومة قطر، وشراذمها التابعة لها، فخلهم على حالهم، وفعليًا دول المنطقة تعيش حاله من الارتياح غير المسبوق، بعد احتواء وتقويض الإرهاب القطري، وبعد قطع خطوط تمويله، ونحن مستمرون في تضييق الخناق على كل هذه الممارسات الشبيهة، لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، وبالصورة التي تلبي تطلعات الشعوب.

ما المؤشرات التي تؤكد صحة كلامك؟

- بمجرد بدأ المقاطعة انهار تنظيم “داعش” عن بكرة أبيه بالشام والعراق، كما أن قوات “حفتر” الآن متقدمة في ليبيا مع انهيار تام للمتمردين. الحرب اليمنية بدورها تتطور مستجداتها بشكل إيجابي، وفي البحرين بالذات هناك تقدم واضح على الخارجين على القانون، كل ذلك يقدم مؤشرات بأن هناك جهة واحدة تقف خلف كل هذه المصاعب، وهي حكومة الدوحة، وبمجرد أن تمت مقاطعتها، انهارت كل هذه الأجندات.

  في ظل توطيد حكومة الدوحة لعلاقاتها مع إيران وتركيا، وتوجهها لبناء حلف استراتيجي معهما، ألا ترى أن ذلك يمثل انفصالًا لقطر عن عمقها ومحيطها العربي؟

- هذا تحالف باطل، ولدينا مثل إماراتي يقول “الجدر ما يركب إلا على ثلاث”، وعليه فهذا التحالف هو تحالف هش ولا مستقبل له، وبدايات سقوطه تضعضع الوضع في إيران، وبحال ينبئ لاحتمال انهيار الدولة الإيرانية نفسها، كما أن تركيا ستتخلى عن قطر بنهاية الأمر؛ لأن سياستهم مصلحيه بالدرجة الأولى، ومؤقته، وهو ديدن سياسات اردوغان والذي سيبيعهم بنهاية المطاف.

محور الشر سينهار، والأمر مرهون بالوقت، وبظل مكابرة قطرية غير مجدية.

  يلاحظ أن الخطاب الإعلامي القطري، يتسم بالبذاءة البالغة، خصوصًا تجاه حكام المنطقة، والرموز السياسية، ألا ترى أن ذلك يتناقض مع الدعاوي القطرية حول أهمية تحسين العلاقات، وتخطي الخلافات، وضرورة الجلوس على طاولة الحوار؟

- الأمر ليس بالشيء الجديد منهم، وهو أمر تكشفت نواياه وبوضوح العام 2011، ولا يزال مستمرا حتى اللحظة، وهو نهج وصل لإرسال العملاء والمخبرين، وتم - بالفعل - القبض على العديد منهم في العمق الإماراتي، وبالأدلة الدامغة، وبرأيي فإن أفضل أسلوب اتبعناه معهم هو أن مارسنا أسلوب كشف الحقائق للرأي العام المحلي والعربي، بالأدلة والبراهين، ولن ننزل لمستواهم الذي يحاولون جاهدين أن يجرونا إليه، نحن نرتقي عن هذا المستوى الهابط، جملة وتفصيلًا.

ونجحت وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية والبحرينية بمحاصرة الأكاذيب التي يروجها الإعلام القطري، عبر تقديم الأدلة والبراهين الدامغة.

هل نجحت دول المقاطعة بتحييد قناة “الجزيرة”؟

- بكل تأكيد، قناة “الجزيرة” أضحت اليوم معزولة، وفاقدة المصداقية، ليس بالخليج فحسب، بل بالعالم العربي ككل.

برأيك، ما الموقف الخليجي إذا ما أعلنت حكومة الدوحة عن إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية بقطر؟

- هذا ليس بالأمر الجديد، والحرس الثوري موجود فعليًا بقطر، ومواقفنا واضحة بأهمية خروج كل العناصر الإيرانية والتركية من الأراضي القطرية؛ لأن قطر جزء من منظومة دول مجلس التعاون، وعليه فهي ملزمة بكل الاتفاقات المبرمة مع جيرانها.

هل تعتقد أن مصلحة النظام الدولي والذي يقتات على خيرات شعوب الخليج انتهاء الأزمة الراهنة مع حكومة الدوحة؟

- من مصلحة النظام الدولي استمرار عمر الأزمة؛ لأنه يأخذ من جميع الأطراف، وعليه فنحن لا نعول على أحد، ولقد أعلنا عن هذا الأمر، وباعتبار أن الأزمة الراهنة هي أزمة خليجية داخلية بحتة.

بظل التصعيدات القطرية الراهنة، هل تعتقد أن الأزمة ستطول؟

- نعم ستطول، ونحن جاهزون لذلك، بخلاف حكومة الدوحة، والتي تتحمل قبل غيرها مسؤولية كل ما تفعله يداها.