+A
A-

“مايو كلينك” يوسع آفاق التعاون الطبي والعلمي لعلاج أمراض القلب

إجراء 3 عمليات قسطرة كهربائية بالقلب في “السلمانية”

12 جلسة علمية امتدت على فترتين صباحية ومسائية

 

يختتم مؤتمر “مايو كلينك” لطب وجراحة القلب والشرايين أعماله في المنامة اليوم السبت، بعد أن واصل جلساته العلمية لـ5 أيام متواصلة، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة رئيس اللجنة الطبية العليا الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، بتنظيم من مركز محمد بن خليفة لأمراض القلب وبالتعاون مع مركز مايو كلينك بالولايات المتحده الأميركية في نسخته الخامسة التي ينظمها مركز مايو كلينك لأمراض القلب والشرايين خارج أميركا، وفي مملكة البحرين تحديدا، واستمر للفترة من 16 حتي 20 يناير الجاري في مركز المؤتمرات بفندق الخليج بمشاركة أكثر من 300 خبير ومختص ومتحدث.

وناقش المتحدثون في جدول العمل العلمي 12 جلسة علمية امتدت على فترتين صباحية ومسائية، تناولت “فشل عضلة القلب” و “تضخم القلب” العادي والوراثي، إذ بدأت الجلسات العلمية من الساعة 8 صباحا، وحتى الساعة 12 ظهرا، ومن 2 وحتى 6 مساء، إضافة إلى مناقشات بين المتحدثين والمشاركين بشأن طرق الوقاية من هذه الأمراض القلبية، وآخر التطورات الجراحية والعلاجية والتقنية فيها.

واستعرض البروفسور الأميركي من أصل لبناني جوزيف معلوف وستيف أومن، أمراض القلب الشرايينية وعلاجها وأعراضها والوقاية منها.

وأشار معلوف إلى أن مرض القلب التاجي هو عبارة عن مرض يحدث في شرايين القلب التاجية نتيجة تراكم الترسبات الدهنية على جدران الأوعية الدموية للقلب، وتقوم شرايين القلب التاجية بتغذية عضلة القلب بالدم الغني بالأكسجين وحينما تتراكم الترسبات الدهنية في القلب، فإن هذا يسبب ما يسمى بتصلب الشرايين، وتأخذ شرايين القلب سنوات عدة حتى تصبح متصلبة، مضيفا: مع مرور الوقت يحدث انسداد تام في الشرايين مما يعوق وصول الدم إلى عضلة القلب وتهديدها. ويحدث ضيق الشرايين مع مضي الزمن إذا لم يتم علاج الأسباب.

وعن أهم أسباب أمراض القلب التاجي، أكد أن التدخين ووجود نسبة كبيرة من الدهون والكولسترول بالدم، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى السكر في الدم نتيجة وجود مقاومة الأنسولين أو مرض السكر، والتهابات الأوعية الدموية إحدى أسبابها، وأنه يمكن أن تبدأ التجمعات الدهنية في الترسب على شرايين القلب حينما تبدأ الشرايين في التلف ويمكن أن يحدث هذا في مرحلة الطفولة، إضافة إلى العوامل الوراثية لدى الأشخاص، والتي تعد أحد أهم أسباب الإصابة بهذا المرض، مع عدم ممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة المشبعة بالدهون، واعتماد نظام غذائي غير صحي.

واستعرضت جلسات اليوم آخر العلاجات والأدوية في علاج أمراض الشرايين، وانسدادها، والطرق الحديثة في مجالات العلاج التي يستخدمها الأطباء في مايو كلينك.

وأوضح استشاري أمراض وجراحة القلب المنسق العام للمؤتمر هيثم أمين أن رئيس قسم كهربية القلب في مركز مايو كلينك بيتر برادي سيجري اليوم 3 من عمليات قسطرة كهربية القلب بالتعاون مع فريق المركز وأطباء كهربية القلب في مجمع السلمانية الطبي، إذ قام الفريق البحريني المختص بتجهيز هذه الحالات للعمليات بالمركز.

وأشار البروفسور الأميركي فرانشيسكو لوبيز إلى أنه استعرض في جلسته العلمية آخر طرق الوقاية اللازمة لحماية القلب من الإصابة بأمراض القلب، والتي تؤدي أكثرها إلى الوفاة، خصوصا إذا لم يتم تشخيصها التشخيص السريع واللازم.

وأشار لوبيز في تصريحات لـ “البلاد “إلى أن مؤتمر مايو كلينك في نسخته البحرينية يعد نقلة غير مسبوقة في تاريخ المؤتمر، مؤكدا أنه لم ينتقل خارج أميركا أبدا، وأن البحرين هي أول بلد بالعالم تنتقل إليها نسخة المؤتمر بالخليج والإقليم.

وأوضح أن سعي وحرص مركز محمد بن خليفة لأمراض القلب ودعم حكومة البحرين والقائمين على إدارته على أن يقام هذا المؤتمر بالبحرين واستمرار الدعم ليحقق النجاح في نسخته الخامسة، دليل كبير على حرص الحكومة على رفع مستوى الرعاية الطبية بالبحرين إلى أفضل المستويات.

من جهته، أوضح أستشاري أمراض وجراحة القلب، المنسق العام للمؤتمر هيثم أمين في تصريحات أن المؤتمر هذا العام وفي نسخته الخامسة وفي يومه الثالث استطاع أن يقدم للمشاركين من الأطباء من داخل وخارج البحرين مادة علمية شملت كل ما يحتاجه الأطباء في تخصص القلب.

وأضاف أن الخبراء والمتحدثين قدموا في 3 أيام متواصلة مناقشات واستعراض لجميع الحالات المستعصية لأمراض القلب، مع عرض لآخر التطورات والمستجدات في الأدوية والعلاجات والتقنيات الحديثة التي أطلقتها شركات الأدوية المتخصصة في علاج أمراض القلب والعيوب الخلقية للقلب لدى الأطفال، وكذلك ومن ضمنها طرق العلاجات والتقنيات الجراحية التكنولوجية في هذا الجانب، والتي يستخدمها جراحو القلب المتخصصون في مايو كلينك في أميركا.

وأشار أمين إلى أن أحد الجلسات المهمة ناقشت أمس آخر ما توصل إليه الطب من مستجدات في علاج تصلب الشرايين، وأمراض القلب، وأمراض الصمامات، وشرايين القلب وعضلة القلب.

وذكر المنسق العام للمؤتمر أن نسخة هذا العام قدمت إضافة علمية قيمة لأطباء القلب الذين يسعون للحصول على البورد الأميركي في أمراض القلب من خلال تم إضافة محاضرات خاصة يتم خلالها مناقشة أهم مواضيع الامتحان التي يستعد لها أطباء البورد، ومن خلال طريقة الأسئلة متعددة الاختيارات لتماثل نمط الامتحان، وتمثل مساعدة لتهيئة الأطباء للاستعداد لامتحان البورد العربي هذا العام.

وأكدت منسقة برنامج التعليم الطبي المستمر بمركز مايو كلينك الأميركي شارلين آرتري أن اللجنة كانت حريصة للغاية على تأمين كل متطلبات اللجنة التحضيرية في البحرين من أجل إنجاح المؤتمر، الذي بات وجهة علمية لأطباء القلب في الشرق الأوسط، واستطاع أيضا استقطاب أطباء من الدول الأخرى، مشيرة إلى أن المؤتمر يوسع آفاق التعاون الطبي والعلمي في مجال أمرض القلب.

وأكدت أن مؤتمر مايو كلينيك لا يقام خارج الولايات المتحدة الأميركية إلا بصورة استثنائية في مملكة البحرين، مردفة أن المتحدثين من الأطباء المختصين بأمراض طب وجراحة القلب هم من المتخصصين على المستوى العالمي.

ولفتت إلى أنه يقام بصورة سنوية في المركز الرئيس لمايو كلينيك بولاية مينيسوتا منذ أكثر من 20 عاما الماضية، ويعد إسهاما متميزا وفعالا في تطوير وتدريب أطباء القلب في الولايات المتحدة الأميركية والبحرين والعالم.

وأشارت إلى أن مركز مايو كلينك يجري 4000 آلاف عملية قلب سنويا، منها من 250 إلى 300 عملية لإصلاح العيوب الخلقية القلبية لدى الأطفال، ويضم 70 غرفة لعمليات القلب، ويعد أكبر مستشفى متخصص بأميركا والعالم لأمراض طب وجراحة القلب.