+A
A-

التشكيلية البحرينية سمية عبدالغني: أفكاري أسئلة.. والقرآن ملهمي

موعدنا اليوم مع فنانة تشكيلية من الطراز النادر، تزاوج القراءة والكتابة. فنانة بحرينية متخصصة في أسلوب الفن المفاهيمي وتستخدم تقنيات الكولاج والتصوير والوسائط المتعددة، تؤمن بأهمية تقديم الإسلام من الناحية الفلسفية والدينية لجمهور الفن، وتعمل على تطوير فنون وزخارف متناسقة في أعمالها تشبهاً بالطبيعة.

تؤمن ايضا بالصفات المشتركة بين الأديان المختلفة كالأخلاق والنقاء وهي مهتمة جداً بتطوير البحوث المتعلقة بهذا الشأن.

تم عرض أعمالها في دول عدة بما فيها ألبحرين دولة الإمارات العربية المتحدة المملكة الأردنية، تونس، تركيا، الهند، انجلترا، إيطاليا وهولندا.

“اقرأ” عنوان معرضها الشخصي الأول. وهي كلمة سر إبداعاتها. انها الفنانة التشكيلية البحرينية سمية عبدالغني، التي دشنت بدار البارح للفنون معرضها الشخصي الاول، تحت رعاية مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، وبحضور عدد من القائمين على شئون الثقافة والفنون، وعدد من السفراء والفنانين والإعلاميين.

وفيما يأتي هذا الحوار:

لماذا اخترت عنوان اقرأ؟

“اقرأ” أول كلمة من القرآن الكريم، و”اقرأ” دعوة لإيقاظ العقول ودعوة للتنوير، تلاها القلم دعوة أخرى للبحث للتدوين، قراءة. .. كتابة. ..بحث وتدوين. .إنها خيوط العلم. .. أدوات الارتقاء... وهل تحاك الخيوط بالشكل الصحيح ؟ للتطور ؟ للأعمار في الأرض ؟ بما يرضي الله ؟ أم أن البعض حاد عن الطريق طغى بالعلم، ضل السبيل.

“اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم، الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم “ صدق الله العظيم.

(سورة العلق)

ان اختيار الاسم جاء بعد بحث عميق لأول خمس آيات من سورة العلق في كتب التفسير والتدبر، فطالما تساءلت عن سبب اختيار الله جل وعلا، أن تكون “اقرأ” أول كلمة يبدأ بها القرآن، ومن خلال هذا البحث وجدت أنها دعوة للبشرية للتعلم وانشر العلوم، فهذه الآيات تحتوي على منهج مختصر وواضح في الوقت ذاته.

ماذا عن التعاون مع التشكيليات السعوديات؟

 تربطني علاقة طيبة بمجموعة من الفنانات السعوديات منهن منيرة الموصلي وتغريد البغشي وفاطمة النمر وغيرهن، وشاركنا انا وتغريد مع مجموعة من الفنانين العرب من خلال مساحة الرواق للفنون في معرض فن البحرين بلا حدود الأول العام 2016.

ما المحطات التي عرضت أعمالك؟

عرضت أعمالي في معارض مشتركة عدة مرات بالعاصمة البريطانية، وكان آخرها في ديسمبر الماضي في صالة عرض ساتجي، بالنسبة لي، نظرا لنوعية أعمالي واندراجها تحت الفن المفاهيمي، يهمني جدا مشاهدة ردود فعل الحضور ومدى ادراكهم للرسالة الكامنة وراء العمل، وطبعا في صالة عرض مثل “ ساتجي “ يتردد عليها أسبوعيا حوالي 29 ألف زائر، من مختلف الثقافات والجنسيات والأعمار، ويمكنك ان تتخيلي متعتي في مراقبة الحضور ومشاهدة تفاعلهم ومحاورتهم أحياناً، ومشاركاتهم، سلبية كانت او إيجابية، تأكدي انها اضافة لي على المستوى الفني والشخصي.

إن العرض الفني في الخارج يعطي فرصة لتقارب الشعوب والحضارات والتعرف على الآخر وتقبله بأسلوب مختلف، وقد كان لي عرض مبهر في لندن في صالة ساتجي من خلال مشروع الميزان.

ماذا عن معرض “اقرأ”؟

المعرض يحتوي على مجموعات متنوعة في المواد المستخدمة والخامات ولكنها تندرج كلها تحت فكرة واحدة في منتصف القاعة قمت بعمل تركيبي من الخيوط والإبر يمتد من السقف الى الأرض ثم هناك الأعمال التي استخدمت فيها تقنية المواد المختلطة(mix media )، وعددها 43 بعضها على الورق وبعضها على القماش (canvas )، وفِي القسم المطل على الحديقة قمنا بعرض 35 عمل فوتوغرافي بتقنيات حديثة جدا، بالإضافة الى الاعمال الفونغرافية التي تندرج تحت مايعرف بتقنية “ الفوتو منتاج “.

كيف تجدين اهتمام المسؤولين في البحرين بالحركة التشكيلية؟

الإجابة على هذا السؤال تختلف من فنان لآخر، الاحتياجات موضوع شخصي بحت.

العائلة والفن

‏نشأت في جو عائلي محب للثقافة والفنون بمختلف أنواعها أذكر عندما كنت صغيرة وخلال اجتماع أمي مع أخواتها لتجاذب أطراف الحديث وتناول ما يعرف لدينا في الخليج بشاي الضحى، وفي الوقت ذاته تحمل أمي في يدها قطعة من القماش ومجموعة من الخيوط والإبر حيث كان ومازال التطريز هوايتها المفضلة ودائما كانت تغذي فضولي بقطعة قماش أخرى وتحاول بصدر رحب تعليمي الغرز.

كذلك لا أنسى دعم خالي الدكتور نجيب جمشير رحمه الله لي منذ الصغر، ففي العطلات الصيفية كان يصر على إيقاظنا من الصباح الباكر ليأخذنا في جولات ثقافية تستمر لساعات طوال لمشاهدة المتاحف ومعالم المناطق التي كنا نزورها، طبعا في تلك الأيام لم يكن يسمع منا إلا التذمر والشكوى ولكني اعتقد ان تلك الجولات كانت تخزن في عقلي الباطن لتكون احدى اللبنات في في تشكيل هويتي الفنية.

‏ومازالت عائلتي بأكملها تدعمني وخاصة زوجي وأبنائي واعتقد ان ذلك كان واضحا في حضورهم لمعرضي الشخصي.

مشاركة خليجية؟

بالنسبة لي أتمنى ان تفتح المشاركة الفنية للخليجيين في دول الخليج، بمعنى انه عندما تكون هناك دعوة مفتوحة للمشاركة في معرض ما، ان لا تكون مقتصرة فقط على أبناء الدولة فقط بل ان يسمح لكل أبناء الخليج بالمشاركة فيها باعتبار اننا نمثل منظومة واحدة وفكر وثقافة مشتركة - وفقا طبعاً للشروط الفنية والعمرية.

ماذا عن جديدك؟

ابحث حالياً في مشروع جديد يعكس علاقة خاصة جدا بناد (نادٍ) للقرآن، حيث كنت عضوا فيه لمدة تزيد على 10 سنوات.

كان لهذا النادي اثر كبير في تغير اسلوب تفكيري وبالتالي نقلة نوعية في حياتي. أود ان أضع جزءا من تجربتي في متناول الجميع لعلها تترك اثر مماثل في المتابع، ويبقى طموحي بلا حدود.