+A
A-

سمو الشيخ عيسى بن علي: استكمال مسيرة الوالد دفعتني لرئاسة اتحاد السلة

لا تشغلني المناصب الخارجية وتركيزي على السلة البحرينية

التطوير ليس كلمة تقال في الصحافة وإنما تقديم الأفضل

رؤيتنا خلق جيل واعد يرفع اسم البحرين إقليميا وقاريا

وجود محترفين اثنين من شأنه تقليص فرص اللاعب البحريني

هناك أولويات في التحكيم أهم بكثير من تطبيق نظام الفيديو

بطولة كأس خليفة بن سلمان تأتي عرفانا لقيمة هذا الرجل

 

استأنف البرنامج الجماهيري “أون فاير” نشاطه عبر قناة البحرين الرياضية بقوة من خلال استضافته رئيس اتحاد السلة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في حلقة استثنائية لاقت إعجاب متابعي القناة الرياضي التي دشنت هويتها الجديدة قبل أيام قليلة.

وأجاب سمو الشيخ عيسى بن علي عن أسئلة مقدم البرامج الزميل أسامة الكوهجي بشفافية ووضوح، وخصوصا فيما يتعلق بالأسئلة التي تشغل الأوساط السلاوية في مملكة البحرين.

كما اشتملت الحلقة أيضا على مداخلات من جانب مسؤولين في اتحاد دولة الإمارات ومسؤولين بحرينيين سابقين، إضافة إلى صحافيين مخضرمين عاصروا حقبة تأسيس اتحاد السلة البحريني بقياد نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الذي وضع اللبنات الأولى لهذا الكيان، وساهم في انتشار اللعبة.

محاور عديدة تخللتها حلقة برنامج “أون فاير” التي أذيعت على الهواء مباشرة، تقوم “البلاد” باستعراض أبرز ما جاء فيها:

الارتقاء بالشعوب

عرفنا سموكم محبا لكرة القدم.. ما الذي شجعكم للعمل في اتحاد السلة؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: بسم الله الرحمن الرحيم.. قبل الإجابة لابد الإشارة للدعم اللامحدود المقدم من جانب القيادة الرشيدة للرياضة والرياضيين في مملكة البحرين، والدعم الكبير المقدم من ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.

كما نود أن نقدم الشكر لوزير شؤون الإعلام علي الرميحي، ولجميع طاقم قناة البحرين الرياضية على الاستجابة لنداء جماهير وأسرة كرة السلة البحرينية بإعادة هذا البرنامج، كما لا يفوتنا أن نهنئ الوزارة على الهوية الجديدة للقناة الرياضية، ونتمنى أن تخدم جميع الرياضات في المملكة.

في الحقيقة هذا البرنامج يساهم في خدمة اللعبة من خلال أطروحاته المميزة، خصوصا وأنه برنامج يملك شعبية كبيرة، ونحن في الاتحاد البحريني لكرة السلة نعتبر الإعلام شريكا أساسيا في النجاحات، حيث إن الإعلام مرآة لعمل مجلس الإدارة، ويساعدنا على تجنب الكثير من السلبيات.

وبالعودة إلى سؤالك الأول، نعم أحب كرة القدم كما هو حال ملايين البشر؛ كونها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، لكني أتابع كرة السلة في الولايات المتحدة ودوري NBA، وكذلك أحب رياضات أخرى، ولكن ما شجعني ودفعني للعمل في اتحاد السلة هو استكمال مسيرة سمو الوالد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة مؤسس الاتحاد البحريني لكرة السلة في البحرين وأول رئيس للاتحاد العام 1974، علاوة على خدمة بلادي البحرين، وهذا شرف يتمناه الجميع. فنحن جنود هذا الوطن، نخدمه من أي موقع كان، والرياضة شيء مهم لأي بلد، وتعتبر واجهة لأي دولة في العالم، ونحن نسعى لأن تكون هناك بصمة لكرة السلة البحرينية على المستوى الخارجي.

 

كل رئيس اتحاد له أهداف رئيسة وأخرى ثانوية، ما هدف سموكم الرئيس؟ نعلم بأن الهدف الرسمي هو تطوير اللعبة؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: التطوير ليس كلمة تقال في البيانات الصحافية فقط حتى يكون ذلك هدفا رسميا. التطوير هي رغبة لتقديم أفضل عمل ممكن. لم أتقدم لرئاسة الاتحاد إلا لهدف العمل والارتقاء باللعبة وتوحيد جهود جميع منتسبي اللعبة؛ حتى تكون السلة البحرينية هي الأفضل على مستوى الألعاب الأخرى محليا، وتقارع نظيراتها في المنطقة خارجيا.

استشراف المستقبل

ما الرؤية المستقبلية للعبة كرة السلة في البحرين؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: رؤيتنا خلق جيل واعد يرفع اسم مملكة البحرين في محافل كرة السلة إقليميا وقاريا. هذه المهمة ليست بالسهلة، وتحتاج سنوات من العمل والبناء، وهذه المعضلة تحتاج كثيرا من العمل في القاعدة وعلى مستوى المدارس، ولذلك عملنا على تنظيم بطولة مدرسية لاكتشاف المواهب، وسنكثف العمل على قاعدة الفئات العمرية. كما نعمل على تطوير الكوادر البشرية البحرينية سواء على مستوى التحكيم أو التدريب أو الإدارة، وهناك برامج طبقت فعلياً على أرض الواقع. لدينا خطط طموحة، ونحن نسير وفق إستراتيجية واضحة. نحن واثقون أننا سنصل للهدف المنشود.

 

كيف تبلورت فكرة إقامة مسابقة بطولة كأس خليفة بن سلمان، وما القيمة التي أضافتها هذه المسابقة للعبة؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: صاحب السمو الملكي الوالد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يجمع في شخصه دائما حب الشباب، وتقديم مختلف أشكال الدعم لهم، وفكرة إقامة هذه البطولة تأتي عرفانا من الاتحاد البحريني لكرة السلة لما يقدمه سموه الكريم من رعاية شاملة للرياضة في مختلف المناسبات، ونحن هنا نتقدم بعظيم الامتنان لسيدي سمو الأمير الوالد على تكرمه بالموافقة على إقامة هذه المسابقة؛ لتكون إضافة نوعية للعبة في مملكة البحرين وللرياضة عموما، وكما شاهد الجميع النجاح الكبير الذي حققته المسابقة في نسختها الأولى عبر المشاركة الفاعلة من جانب جميع الأندية وعبر التنظيم الراقي للمسابقة، وهو ما أظهرها بصورة تنظيمية وتنافسية على مستوى مشرف يليق بالمسمى الكريم للمسابقة، وكذلك نالت البطولة حضورا جماهيريا هو الأكبر في تاريخ كرة السلة البحرينية، ونتطلع إلى تحقيق نجاح أكبر للمسابقة في نسختها الثانية عبر المزيد من الجهود التنظيمية، خصوصا في ظل ما تتمتع به البطولة من اهتمام جماهيري على المستويين المحلي والخليجي.

منافسة الأقوى

لماذا الإصرار على التواجد في المشاركات الخارجية رغم ضعف الإمكانات الفنية والمالية للاتحاد؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: الجواب لن نتطور إلا إذا شاركنا خارجيا، الاحتكاك الخارجي يعطي لاعبينا المزيد من الخبرة ويرفع مستوياتهم. لدينا دوري قوي، ويجب أن ينتج منتخبا قويا. يجب أن يكون للبحرين حضور أكبر على مستوى كرة السلة إقليميا، وهذا ما نسعى لتحقيقه.

 

هل تأثر الاتحاد بتقليص الميزانية العامة بعد موجة التقشف؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: نعاني ضعف الميزانية فعلا، وهذا شيء مؤثر يعوق من عملنا، رغم ذلك لم نقف متفرجين على ذلك، بل عملنا على رفع الإيرادات الذاتية بالبحث عن شركات راعية ونجحنا في هذا الشيء، وبهذه المناسبة أستغل هذه الفرصة لتقديم الشكر لشركة زين البحرين على تفاعلها مع الاتحاد، وتجديد عقد الشراكة الإستراتيجية للموسم العاشر، وهذا يدل على العلاقة المتينة التي تجمع شركة زين بالاتحاد. كما نثمن رعاية بقية الشركات الداعمة لمسيرتنا وهي ألبا، السوق الحرة، بنك البحرين والكويت وشركة مطار البحرين باس، كوكاكولا، وبقية الشركات الأخرى.

القائد الفذ

ما السر وراء تواصل سموكم ووقوفكم خلف كل صغيرة وكبيرة تهم منتسبي اللعبة؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: المسؤول الناجح هو من يتواصل مع الجميع ويعرف أحوالهم. ليس لدينا صغير وكبيرن فكل منتسبي اللعبة من لاعبين وفنيين وأندية وحكام وأعلاميين هم شركاء نجاح لنا. لقد تعلمنا من صاحب السمو الملكي الأمير الوالد خليفة بن سلمان آل خليفة التواصل مع الجميع. هذا الشيء يساعدنا على النجاح والتميز.

 

متى نشاهد دوري درجتين في البحرين؟ والذي بدوره يكفل تطوير اللعبة بشكل أسرع نظرا لقرب المنافسة؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: اتصالاتنا ولقاءاتنا مع مختلف الأندية الوطنية لا تتوقف، نسعى لجذب أكبر عدد ممكن من الأندية للدخول في عضوية اتحاد السلة، وهذا يساعدنا على إقامة دوري من درجتين.

ملامح الاحتراف

هل هناك رغبة للرجوع إلى نظام بطولات الاتحاد الدولي فيما يتعلق بالسماح لوجود محترفين في كل فريق كما هو الحال في الاتحادات الخليجية؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: اعتقد أن وجود محترفين اثنين في كل فريق له سلبيات وله إيجابيات أيضًا، هذا الشيء قد يعطي إثارة للدوري أكبر، لكن في الوقت ذاته من شأنه أن يحد ويقلص من فرصة مشاركة اللاعب البحريني، خصوصًا وأن كرة السلة لا يشارك فيها سوى 5 لاعبين.

 

هل سيحقق سموكم حلم اللاعب الخليجي المتمثل في خوض منافسات السلة البحرينية، وهو يعامل كمواطن كما حدث في الكويت؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: هنا نعود أيضًا لمسألة الضرر الذي يلحق باللاعب البحريني لوجود لاعب أجنبي إضافة إلى لاعب خليجي، رغم ذلك ستكون هذه الفكرة قابلة للدراسة المعرفة سلبياتها وإيجابياتها، نحن في اتحاد السلة اليوم نعطي فرصة للاعب المقيم باللعب في الأندية في الفئات العمرية، ولكن على مستوى الفريق الأول مسألة معاملة اللاعب الخليجي كلاعب مواطن تحتاج دراسة مستفيضة قبل التسرع في إقرارها، يهمنا أولا وأخيرا مصلحة اللاعب البحريني ومصلحة المنتخبات الوطنية.

إثارة الدافعية

مكافأة البطل بالنسبة لسموكم هل هي مقنعة؟ 

سمو الشيخ عيسى بن علي: اعتقد أن مسألة مكافأة بطل الدوري من المسائل المهمة، والتي تؤرقنا، خصوصًا وأن هذا المبلغ يعد بسيطا قياسا بالمصاريف الكبيرة التي تتكبدها الأندية.

لماذا لا يستحدث الاتحاد بطولة تنحصر بين أصحاب المراكز الأربعة الأولى.

سمو الشيخ عيسى بن علي: وجود نظام المربع الذهبي يعتبر بحد ذاته بطولة منفصلة رغم أن الفرق الأربعة تتنافس على لقب الدوري فعليا، ولكن أيضا لا يمنع من دراسة جدوى استحداث بطولة جديدة تنظم وفق نظام معين شريطة أن تجدول بشكل مثالي في الروزنامة بحيث لا تضغط بقية المسابقات، كما أن ضعف الموارد المالية سببًا آخر في عدم إطلاق بطولة أخرى، وهذا الشيء يجعلنا نتحدث في دائرة واحدة تمثل لنا مشكلة رئيسة.

الانفتاح والتكنولوجيا

هل هناك توجه لإقامة مسابقات “3 أون 3” خارج الصالات الرياضية؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: لا يخفى على الجميع أن الاتحاد البحريني لكرة السلة لديه لجنة معتمدة للعبة “3 أون 3”، وتحظى بكافة أنواع الدعم اللازمة، وهذه اللعبة أصبحت معتمدة بالاتحاد الدولي لكرة السلة، وأن الاتحاد البحريني لكرة السلة لدينا توجه لتفعيل هذه اللعبة على المستوى المطلوب من خلال إقامة المسابقات في الأماكن العامة كالمتنزهات والساحات القريبة من المجمعات التجارية.

 

هل هناك توجه باعتماد على الفيديو مع وجود شاشة تلفزيونية في الصالة؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: الاعتماد على نظام الفيديو يتطلب المزيد من التجهيزات الفنية؛ لضمان سير العملية بالصورة المطلوبة، لذا نرى حاليا بأن هناك أولويات في التحكيم أهم بكثير من تطبيق نظام الفيديو.

المسؤولية المشتركة

متى سيفوز منتخب البحرين ببطولة الخليج؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: اليوم تفكيرنا في تطوير المنتخبات بعيد المدى، لا نتطلع فقط لتحقيق بطولة معينة بقدر ما نأمل حاليا في بناء جيل قادر على المنافسة والاستمرار فيها سواء على المستوى الخليجي أو القاري.

 

بعد استلامكم رئاسة الاتحاد البحريني لكرة السلة لاحظنا الاهتمام بإشراك قطاعات مختلفة من المجتمع.. نظمتم فعالية تضامنية مع محاربي السرطان، ونشاهد مدرجات خاصة للعائلات وفتحتم أبواب الصالة لذوي الاحتياجات الخاصة؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: نعم.. للرياضة أهداف نبيلة خلاف التنافس الشريف وتحقيق البطولات. اتحاد السلة اليوم شريك أساس لقطاعات المجتمع البحريني كافة، ومن الواجب على الرياضة أن تحقق أهدافها السامية بدعم كل فئات المجتمع، وإظهار الوجه المشرق للرياضة. سنكون دائما شركاء مع مؤسسات المجتمع المدني، ونسعى لأن تكون كرة السلة داعمة للاعمال الخيرية والإنسانية.

إعلاء شأن السلة

ما خطط سموكم للمناصب الدولية؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: في الوقت الحالي تفكيري منصب على خدمة كرة السلة البحرينية وطريقة تطوير المستوى الفني والإداري والعمل على إعلاء شأن اللعبة محليا وخارجيا. أما المناصب الخارجية، فالحديث عنها سابق لآوانه؛ لأنها لا تشغلني الآن.

 

ما الفرق بين سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في العام 2016 عند دخوله الاتحاد البحريني لكرة السلة واليوم في 6 نوفمبر 2017؟

سمو الشيخ عيسى بن علي: روح التحدي بداخلي تزداد يوما بعد آخر، دخلنا الاتحاد رغبة منا في العمل، واليوم نزداد تحديا وإصرارا لبذل جهود أكبر. في الواقع لا يوجد أفضل من الاستثمار في الإنسان، واليوم نحن في اتحاد السلة نستثمر طاقات شبابية بحرينية في المجال الرياضي، ونأمل أن نصنع بصمة لأسرة كرة السلة، وللرياضة البحرينية عموما.