+A
A-

ضمن زيارات “البلاد” لـ “دور الأقليات”: كاتدرائية القديس كريستوفر .. من الهوية الإنجليزية إلى العالمية

مسيحيات يرتدين الخمار.. وتغطية كاملة للشعر والجسد

عمر الكاتدرائية 64 عامًا.. الإنجليزية والتاميلية لغتان رئيسيتان

بحرينيون مسلمون يعزفون إحياءً لأعياد الميلاد

الشيخ صلاح الجودر متضامن في “الأوقات الصعبة”

40 جماعة مسيحية مختلفة تستخدم المبنى   

الكاتدرائية احتضنت انطلاقة مدرسة سانت كريستوف

الحزن يغلف الكاتدرائية خلال مراسم جنازة هندي

“الصلوات الخاصة” تقام على مدار اليوم

دروس لتعليم الكتاب المقدس للأطفال حتى سن الـ12

 

استمرارًا لسلسلة التقارير المصورة التي تعدها “البلاد” عن دور العبادة الخاصة بالأقليات الدينية في البحرين، زارت الصحيفة في محطتها الثانية كاتدرائية القديس كريستوفر القائمة في قلب المنامة، في محاولة الدخول إلى عالم المتعبدين والمنتمين إليها، ومعرفة ما يميزها عن أي مؤسسة مسيحية أخرى.

كل ما في المكان يشير إلى أن كاتدرائية القديس كريستوفر لم تعد إنجليزية الهوية كما أُسست في بداياتها، فتواجد الجاليات الأفريقية والآسيوية بدا واضحًا طول فترة زيارتنا لهذه المؤسسة الدينية.

الخمار المسيحي

وأبرز ما رصدته الصحيفة خلال الزيارة هو مجموعة من الأثيوبيين المسيحيين المتواجدين في المكان، والمميز في هذه الجالية أن نساءها كن يرتدين الخمار الذي غطى كافة الشعر والذراعين والجزء الأعلى من الجسد تمامًا كما هو حال المسلمات في دول كثيرة.

وأكد راعي الكاتدرائية الأسقف كريستوفر بات أن هنالك تشابهًا بين ما يؤديه الأثيوبيون الأورثوذوكس في أجزاء من صلاتهم، وبين صلاة المسلمين، وخصوصًا “الانحناء على الأرجل”.   

حزن وترقب

تزامن دخول “البلاد” إلى مقر الكاتدرائية مع توافد العشرات من أبناء الجالية الهندية المسحيين الذين شرعوا بالوقوف قريبًا من إحدى القاعات، ووجهوهم يرتسم عليها الحزن والترقب.

بادرت الصحيفة السؤال عن “أسباب التجمع”، فأوضح الأسقف بات: أن هؤلاء الهنود ينتظرون حضور جثمان أحد أبناء جلدتهم لإقامة مراسم الجنازة ومن ثم تودعيه ليُنقل جسده إلى مسقط رأسه.

النقطة الأولى للزيارة كانت داخل قاعة يتوسطها صليب كبير، وتزينها بالعديد من الرسوم والزخارف والتحف المرتبطة بالديانة المسيحية، حيث أشار الأسقف إلى “أن هذا المكان يحتضن تجمعنا للصلاة وإقامة القداس”.

وأردف: هذه القاعة مفتوحة طوال اليوم، ونادرًا ما تخلو من الصلوات المقامة، فالناس تأتي بأي وقت لإقامة “صلوات خاصة”.

الأثيوبيون الأورثوذوكس

وتابع: هذه الكاتدرائية “أنجليكانية” في المقام الأول، غير أن لدينا العديد من المجموعات الأخرى، وهنالك فرق دينية تنتمي إلى عدة مذاهب مسيحية وجنسيات متنوعة، ونسمح لهم بالاستفادة من المكان لإقامة صلواتهم.

واستطرد قائلاً: تشكل الجالية الأثيوبية واحدة من أكبر المجموعات المسيحية غير “أنجليكانية” الزائرة والمستفيدة من الكاتدرائية .. لو سمحت لك الفرصة لرؤية هؤلاء يصلون، لوجدتِ أن الأثيوبيين الأورثدوكس يصلون كما المسلمين في بعض الطقوس، فهم ينحنون على أرجلهم أثناء الصلاة مثلاً.

المجتمع الإنجليزي

وأوضح الأسقف بات أن تأسيس كاتدرائية القديس كريستوفر جاء مرتبطًا بالمملكة المتحدة، لوجود مجتمع إنجليزي راغب في تشييد دار للعبادة، غير أن الواقع قد تغير بعد 64 عامًا، إذ توسع زوار هذا المكان ليعطي الكاتدرائية بعدًا أقرب إلى “المجتمع الدولي”.

وتابع: لو قدمتِ إلى الكاتدرائية يوم الجمعة أو صباح الأحد، سترين جاليات من الهند وباكستان، والصين وأفريقيا.

وأشار الأسقف بات إلى أن مراسم القداس والصلوات تقام بلغتين رئيسيتين، هما الإنجليزية والتاميلية، وتحتضن الكاتدرائية قرابة 40 جماعة مسيحية مختلفة. نحن نوفر لهم المكان، ويمارسون طقوسهم باللغة التي يفضلون.

الجرس

وأضاف: هذا الواقع يجعل كل الغرف مملوءة أيام الجمعة “من الصباح ولغاية المساء”، وكذلك الأمر في الفترة المسائية، هنالك كثير من الفرق المسيحية الراغبة بممارسة عبادتها بلغتها وتقاليدها.

أشار الأسقف إلى نقطة في الساحة الخارجية في الكاتدرائية، حيث جرس كبير يتواجد في المكان، لافتًا إلى أن هذا الركن قد احتضن مدرسة سانت كريستوفر في بداياتها والتي تقدم الآن دروسها عبر فرعي (مدينة عيسى وسار).

وبينما كانت “البلاد” تتطلع على مرافق الكاتدرائية، قابلنا في إحدى الغرف مجموعة من الأثيوبيين الذين لم يكونوا يتقنون اللغة العربية أو الإنجليزية، باستثناء صبي واحد يحمل اسم مِليان، والذي لعب دور المترجم.

الكتاب المقدس

وقال مليان لـ”البلاد”: أحضر إلى هذه الكاتدرائية منذ سنوات طويلة، ونجتمع هنا لنمارس صلواتنا، ونتواصل مع بعضنا البعض ونعزف الموسيقى.

وأما فرويني، وهي سيدة أثيوبية، فتحدثت عن تواجدها مع نسوة أخريات كل يوم أحد لتعليم الأطفال “لغاية سن الـ12” الكتاب المقدس وتعاليمه.

وفي إطار حديثه عن التفاعل مع المجتمع المحلي، تحدث الأسقف بات عن بحرينيين يجيدون العزف، قد تطوعوا لإحياء إحدى الفقرات في حفل عيد الميلاد للعامين الأخيرين على التوالي.

أغنية ودموع

وأردف: التقيت بهم عندما كنت أعبر الطريق، وذلك أثناء فترة إحياء عاشوراء، وعرضوا علي العزف بعيد الميلاد، وبالفعل قدموا لنا موسيقى مرتبطة بأغنية إنجليزية مسيحية معروفة، وهذا ما أدى إلى تأثر بعض الحضور لدرجة البكاء “نزول الدموع”.   

وعبر الأسقف بات عن فرحته وسعادته بالزيارات التضامنية واللقاءات بين الشيخ صلاح الجودر والكاتدرائية، وقال: جاءنا زائرنا بعد مقتل رسام الكاريكاتير مجلة شارلي إيبدو، ونحن شكرنا موقفه بزيارة منزله.