+A
A-

البحريني عبدالشهيد خمدن يبتكر أبعادًا حروفية جديدة

في تجربة حملت أبعادها التاريخية والتراثية والأسطورية قدّم مؤخرًا الخطاط والفنان التشكيلي البحريني عبدالشهيد خمدن تجربته الأخيرة “أبعاد” على صالة جمعية البحرين التشكيلية، مستحضرًا حالات مختلفة لتمثلات الذاكرة الشعبية وارتباطها بالحيوانات والطيور والمرأة، وكيف يمكن أن تنعكس هذه الذاكرة على أبواب لا حدّ لها من التأويل المفتوح للتجربة، خصوصًا حين تستمدّ روحانيتها من الخط العربي وارتباطاته الدينية والثقافية، أو حين ترتبط بتكوينات فنية مختلفة تحمل ذات الدلالة التاريخية.

وقدّم خمدن 29 عملاً منفذًا على خشب إم دي ف بألوان أكريليلك على فضاءات تنوّعت مساحاتها وكتلها اللونية ليرصد مناخات مختلفة من ملاحظاته الفنية خلال عام كامل اعتكف فيه على الأعمال، ليصل لصيغة نهائية وضعها لجمهوره الذي عانق التجربة من 10 سبتمبر مستمرًّا حتى أواخر الشهر الحالي.

وفي حديثه عن تجربة معرض “أبعاد” يقول خمدن لموقع العرب، “يمر الفنان بمراحل وتجارب عديدة، وفي كل تجربة تسكنني حكاية، وفي كل حكاية أقف على أعمالي متأملاً لها بعناية مصحوبة بنقد ذاتي لنفسي ألاّ أكرر العمل في كل تجربة، وأن أطرح المغاير، فليس من الإبداع تكرار تجاربك السابقة، أو أن تجترها، ولا بد لي من التغيير وطرح الجديد المختلف عن تجاربي السابقة”.

ويضيف “الفنان رهين واقع يحتم عليه التجديد، وهذا ما حاولت أن أوظفه في تجربتي الحالية التي استحضرت فيها تجسيد عالم الطير بأشكال مختلفة عبر مفهوم جماليات الخط العربي”.

وضمن سياق دلالات وأهمية الرمز الديني والأسطوري والشعبي في تجربة خمدن التي يغلب عليها حضور هذه الرموز ككتل لها دلالاتها يرى عبدالشهيد أن “التاريخ الأدبي الإسلامي المعاصر قد نقل لنا منذ القديم تلك العلاقة الفنية التي أبدع فيها أدباء العصر الإسلامي باشتغالهم على جماليات الخط عبر قنوات عديدة، كان أجملها توظيف الخط بأشكال مختلفة بينها الطيور بأنواعها التي هي مادة خصبة للفنان في جمع أشكالها في صورة واحدة، يجمعها الخط العربي الإسلامي كمثل الحمام الزاجل ونقله للرسائل كما ورد في قصة نبينا سليمان وحكايته مع الهدهد في قول الباري جل جلاله في الذكر الحكيم في سورة النمل “وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين”.

وأشار خمدن في حديثه لـ”العرب” عن توظيفه للحرف العربي في مشروعه الفني إلى أن الفنان يحتاج إلى البحث والقراءة والاستمرارية والاضطلاع على تجارب الآخرين وزيارة المتاحف حتى يستطيع أن يكون له اسم وتاريخ وتجارب، منوّهًا إلى أنه بدأ مشواره الفني بالاعتماد على نفسه والاجتهاد والتعب والممارسة اليومية دون توقف أو ملل.