+A
A-

السعيد: قطاع الأعمال مليء بالفرص الواعدة بقدر ما فيه من تحديات

أحد الكوادر الوطنية البحرينية التي خدمت في شتى قطاعات الحياة، وأسس ضمن فريق عمل اللبنات الأولى لصناعة الصيرفة والمعارض والمؤتمرات الدولية والتجارة ممثلة في غرفة التجارة والصناعة. وقد تم تكريمه كرائد في قطاع المعارض خلال إحدى فعاليات منتدى قادة الشركات ورجال الأعمال. ضيفنا هذه المرة غني عن التعريف، فهو رجل الأعمال كاظم السعيد الحاصل على أعلى نسبة تصويت في انتخابات مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين للدورة الـ27، وشغل العديد من المناصب الإدارية في القطاع الخاص والحكومي آخرها مدير عام مركز البحرين الدولي للمعارض. شارك السعيد في الكثير من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية وحصل على شهادات تقديرية منها، وما زال يشغل الكثير من المناصب الإدارية ويرأس عددا من الشركات، ويتمتع بعلاقات اجتماعية واقتصادية واسعة على جميع الأصعدة. “البلاد” حاورت السعيد وقد وجدت منه الردود الشافية تنساب منه مثل الماء المنهمر لكل ما بدا لها من استفسارات عن مقومات النجاح في مسيرة حياته:

حدثنا عن النشأة والدراسة؟

من سكنة المنامة، وفي منطقة وفي ظرف كانت فيها الحميمية والترابط بين الناس في الحي، وعلى صعيد المجتمع البحريني بشكل عام، قيم اجتماعية وإنسانية مع الأسف الشديد لم تعد موجودة، أو لنقل أنها موجودة ولكن ليست بذلك الزخم والقوة في الوقت الحاضر، ولأسباب واعتبارات كثيرة لا اعتقد أنها تخفى على أحد، لذلك ليس غريبًا أن نعود بذاكرتنا إلى ذلك الزمن القديم ونستذكر أشياء كثيرة لها معنى في حياتنا، أما الدراسة فقد حصلت على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة ملتون بالمملكة المتحدة عام 1980.

 

حدثنا عن بدايات مشوار العمل؟

انخرطت في أكثر من عمل، وإحدى المحطات المهمة في مسيرة عملي تبدأ حين عملت في المجال المصرفي، وتحديدًا في بنك الخليج المتحد، العمل في هذا المجال امتد سنوات وكان ممتعًا واكسبني خبرات وعلاقات لازلت محتفظًا بها، وحين انتقل إلى المحطة الأهم لا أنسى وزارة التجارة التي توظفت بها لمدة 18 سنة تتوجت بتولي مسؤولية نائب رئيس مركز البحرين الدولي للمعارض، وكان العمل في هذا المجال له نكهة خاصة فنحن كنا وبحماس نؤسس مع فريق عمل من الكوادر البحرينية لبنة في صناعة المعارض أساسها مركزا للمعارض فيه كل الإمكانيات التي تتطلبها هذه الصناعة. ولله الحمد استطعت من نسج علاقات جيدة مع معنيين بهذه الصناعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، اكتسبت من خلال العمل في هذا الميدان خبرات ومهارات التعامل مع هذه الصناعة والتخطيط لها، استمرت وتعززت خلال عضويتي في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين الدورة 27 ورئاستي للجنة المعارض والمؤتمرات بالغرفة، والآن من خلال رئاستي لجمعية البحرين للمعارض والمؤتمرات التي تأسست حديثًا ولدينا من خلالها الكثير من التطلعات التي تخدم تطور هذه الصناعة في البحرين، وعلى ذكر المعارض أعتز كثيرًا بتكريمي كرائد في قطاع المعارض خلال ملتقى قادة الشركات ورجال الأعمال في دورته الرابعة التي عقدت في أبوظبي بتاريخ 28 أبريل 2013.

 

ماذا تعني لك تجربة عضوية مجلس إدارة الغرفة؟

استفدت الكثير وأضافت إلى هذه التجربة الكثير، وأول ما يمكن ان أشير اليه وباعتزاز كبير هو حصولي على أعلى أصوات الناخبين من التجار وأصحاب الأعمال الذين شاركوا في انتخابات تلك الدورة، وهذا أمر حملني مسؤولية كبيرة، لذا كان في نصب عينيّ دائمًا أن أكون دومًا جديرًا بهذه الثقة، ولله الحمد وبعونه أديت الواجب بما تقتضيه المسؤولية ويرضي الضمير.

 

ما أهم المسؤوليات التي أنيطت بك؟

اعتز كثيرًا بما شرفني به صاحب الجلالة الملك بتعييني عضوًا في الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون وذلك بصدور الأمر الملكي الصادر في 18 يونيو 2013، أعقب ذلك دخولي في عضوية مجلس إدارة “تمكين”، ثم هيئة التأمين الاجتماعي، ومجلس إدارة الأوقاف الجعفرية، ومستشارًا لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك عضوية العديد من المجالس المشتركة، هذا إلى جانب رئاسة عدد من الشركات منها شركة يوتيوبيا للعقارات، وشركة نيوتك انترناشيونال لخدمات الشحن، وشركة ستون تك، والشركة المتحدة للصيانة.

 

كيف استطعت التوفيق بين حياتك الشخصية والمهنية؟

لا اعتقد أن هذه معضلة إذا استطاع الإنسان أن يوازن بين الأمور، ويعرف جيدًا كيف يحدد ويرتب أولوياته، بحيث يجعل هناك تكاملا بين الحياة الشخصية والمهنية، ثم لا ننسى تأثير أهمية اقتراب الشخص من أسرته، ودرجة ارتباطه بها وبكل أفرادها، ذلك يحقق له الاستقرار النفسي بما يعود بالنفع على الحياة العملية، وأرى أن تغليب أي منهما على الآخر هو فشل على المدى البعيد، واعتقد أنني ولله الحمد وفقت في تحقيق تلك المعادلة إلى حد كبير.

كيف تطور العمل في أعمالك ومجموعتك؟

تطوير العمل يحتاج من الناحية النظرية إلى معرفة نقاط القوة والضعف لديك، ولدى أفراد فريق عملك، ومن ثم تضع الخطط الكفيلة بتقوية أوجه القوة والتغلب على أوجه الضعف، مع وضع أهداف محددة وجدول زمني مدروس، والعمل بتناغم، وإدارة فاعلة وذات كفاءة ولها خبرة في معرفة اتجاهات السوق وتحدياته والمتغيرات المحيطة به، ومتى ما تلاقت كل تلك العوامل فإنه يمكن بسهولة أن تحقق عملية تطوير العمل، وأي عمل في أي مجال.

 

ما أصعب موقف واجهته في العمل والحياة؟

كثيرة هي المواقف التي نتعرض لها في حياتنا، وتختلف ردود فعلنا تجاهها، منها ما يغضب، ومنها ما يجعلنا نصمت على مضض، ومنها ما يجعلنا نردد لا حول ولا قوة إلا بالله، واعتقد أن أصعب المواقف تلك التي وجدنا فيها من أراد أن يحول الأزمات التي مرت بها بلادنا إلى فرص، ولله الحمد والشكر فإن حكمة القيادة الرشيدة جعلتنا نتجاوز على هذه الأزمات ونبدأ مرحلة عمل جديدة من العمل والبناء الوطني.

 

كيف تنظر لقطاع الأعمال وسبل تطوير الأداء؟

قطاع الاعمال بشكل عام بقدر ما هو مليء بالتحديات والصعوبات هو أيضًا مليء بالفرص والإمكانات الواعدة، من يريد أن ينخرط في هذا القطاع عليه أن يستوعب هذه الحقيقة، ويعمل على ضوئها، والعمل الواعي هنا يتطلب دراسة متأنية وتخطيطا جيدا لأي مشروع، وأفكار جديدة، وإبداعات مميزة، السوق اليوم يرحب بمثل هذه الأفكار والإبداعات، ووجدنا على هذا الأساس مشاريع شبابية ناجحة وتنمو باستمرار، من يريد أن يدخل “معترك” قطاع الأعمال وهو لا يستطيع أن يقدم فكرة جديدة يفضل أن يراجع حساباته، ولاحظوا أنني استخدمت كلمة “معترك” للتدليل على أهمية الجديد والمبدع وليس المشاريع المكررة والتي تفتقد الجديد أو غير المطور، العلم والمعرفة والابتكار والإدارة الناجحة هي عوامل نجاح مشاريع هذا القطاع.

ما نصيحتك للشباب من رجال الأعمال؟

أعود وأقول للشباب، ركزوا على الأفكار الجديدة والمبدعة، النجاح لا يولد في ضربة واحدة، هو وليد عوامل الجدية، والحاجة إلى الطاقة الإيجابية التي تؤدي إلى ممارسات سليمة في كل مجريات المشروع مرورًا بالمشورة والتخطيط والتنفيذ والتميز ومن ثم النجاح.

 

من الشخصية التي تراها قدوة يحتذى بها؟

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان هو قدوة يحتذى بها، لا اعتقد أن هناك من يختلف على هذه الحقيقة، فسموه قدوة حسنة في العطاء المتواصل والجهد الدؤوب من أجل تسيير أمور الدولة وتحقيق الإنجازات، في تواصله مع الناس ومتابعة قضايا وهموم المواطنين، في توجيهاته على أكثر من صعيد في تمكين الشباب، في إرساء قواعد العمل المنتج والمثمر، في حبه للمواطنين وحب المواطنين له، في التقدير والاعتراف العربي والأممي بدوره الرائد في التنمية من قبل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، هذا قليل من كثير أصعب من أن يوجز أو يحصر في مساحة محددة، لذلك يظل سموه قدوة لنا جميعًا.

 

ما الحكمة التي تعلمتها من والدك؟

تعلمت منه الكثير من الحكم التي تداوي النفوس وتوقظ الغافلين، تعلمت على سبيل المثال أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأن التواضع يورث المحبة والقناعة تورث الراحة، كما تعلمت منه عدم استوحاش طريق الحق مهما كانت قسوة هذا الطريق، وغير ذلك من الحكم التي لها معنى وقيمة خاصة هذه الأيام.

 

ما أثر الوالد في شخصيتك؟

من تعلمت منه تلك الحكم، كان من الطبيعي أن يكون له تأثير إيجابي في مسار حياتي، يكفي أن أقول إنه ورثني الطيبة وسلوكيات كان لها التأثير في تشكيل شخصيتي.

 

ما أسعد لحظات حياتك؟

عندما أكون مع أفراد اسرتي، كم هو رائع ومؤثر الترابط الأسري، الأسرة هي الخلية الحية في كيان أي مجتمع، وعلينا باستمرار ان نحافظ وأن ننمي هذا الترابط فهو أحد أهم أسرار تطور المجتمعات والأمم. وكم هو مؤسف، أن نجد الترابط الأسري في مجتمعاتنا العربية يكاد يموت بمشنقة انعزال كل واحد بعالمه الخاص في الموبايل، حيث أصبح الفيسبوك وتويتر وواتساب يسرق الأجواء العائلية الحميمية.

 

كيف تفضل قضاء إجازتك؟

في السفر، الحياة رحلة، واحب السفر والتنقل كثيرًا، هي هوايتي المفضلة، وقيل إن للسفر 7 فوائد، واعتقد أنها أكثر من ذلك، يكفي أن أقول إنها هواية فتحت لي الكثير من الفوائد والخبرات والآفاق، ويحضرني هنا ما قاله مارك توين الذي يعد أحد الكتاب والمفكرين في التاريخ حيث أعتبر السفر جزءًا اساسيًا من مسيرة الحياة المثلى، لذلك أقضي أوقاتا كثيرة في السفر والتجول في مختلف دول العالم، بينها زيارات عمل، وحضور فعاليات خارجية، وإجازة صيفية طويلة.

 

ما هوايتك المفضلة؟

إلى جانب السفر، أهوى متابعة كرة القدم، أنا من عشاقها كغيري كثير من البحرينيين. بل هي هوايتي المفضلة الأولى، واصبحت مولعا بكرة القدم منذ مرحلة الدراسة الثانوية حين التحقت بالنادي الأهلي (النسور سابقًا) ولعبت في فريق النادي حتى مغادرتي البحرين لدواعي الدراسة، وعلى الصعيد الخارجي فأنا مولع ايضا بفريق ليفربول.

 

ما أول سيارة اقتنيتها؟

يمكن القول أيضًا إنني أهوى اقتناء السيارات، وأول سيارة ملكتها بيكو موديل 1978.

 

كم مقدار أول راتب حصلت عليه؟

300 دينار من بنك الخليج المتحد.

 

ما وجبتك المفضلة؟

الأكلات الخليجية بشكل عام.

 

من مطربك المحبب؟

المطربة اللبنانية فيروز، وأليسا من الوطن العربي، والبريطانية أديل.