+A
A-

عالي.. أزمة إسكانية.. وحالات إنسانية صعبة

مطالبة ”الإسكان“ بتنفيذ توجيهات رئيس الوزراء بشأن ”الرملي“

 

طالب أهالي قرية عالي وزير الإسكان باسم الحمر بتطبيق توجيهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الصادرة في 28 نوفمبر 2016 بزيادة حصة القرية من مشروع الرملي الإسكاني وبسرعة تسليم المستحقين شهادات الملكية.

وروى الأهالي في لقاء دُعيت إليه صحيفة “البلاد”، وحضره العضو البلدي عبدالله عاشور حالات إنسانية لأسر مكدسة في شقق صغيرة أو منازل آيلة للسقوط، ولديها مريض واحد على الأقل مصاب بالسرطان، مما يتطلب توفير أجواء معزولة عن الناس لانخفاض مناعة المريض.

وطالب مجموعة من الأهالي بلقاء وزير الإسكان باسم الحمر لتوضيح حقيقة الأمر بشأن زيادة حصتهم من مشروع الرملي من عدمه، مشيرين إلى أن أبواب مسؤولين الوزارة ووكلائها هي بالواقع مقفلة أمامهم.

وقال عضو المجلس البلدي عن المنطقة عبدالله عاشور: إن طلبات أهالي قرية عالي تمتد إلى فترة التسعينات، وهنالك حالات إنسانية صعبة نتمنى أن تؤخذ في الاعتبار.

ولفت إلى أن أهالي عالي ينتظرون من مسؤولي وزارة الإسكان تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتخصيص حصة أكبر من مشروع الرملي لأهالي القرية.

ونقل البلدي عاشور عن وكيل وزارة الإسكان الشيخ عبدلله بن أحمد آل خليفة تأكيده زيادة نصيب أهالي عالي من مشروع من الرملي.

وأردف: هنالك تأكيد بتلبية طلبات أهالي عالي لغاية 2002 من مشروع الرملي، بل إن الوكيل أكد إمكان تلبية طلبات أحدث.

وأشار عاشور إلى تلقيه وعداً بمراعاة الحالات إنسانية، محذراً من أن استمرار الأزمة الإسكانية في قرية عالي سيؤدي إلى ضغط أكبر على البنية التحتية وحوادث حريق محتملة بسبب الضغط في استخدام الكهرباء، كما حدث قبل أسابيع قليلة.

بدوره، قال عضو اللجنة الأهلية لطلبات عالي الإسكانية فيصل العالي: إن ما منح من نصيب لأهالي القرية من مشروع الرملي محدود جداً، ولا يتعدى بضعه وحدات قليلة.

ولفت إلى أن مشروع إسكان سلماباد المجاور أقيم على أرض تتبع قرية عالي، ولكن أهلها لم يستفيدوا إلا ببضعة منازل.



“الإسكان” أقرت بعدم صلاحيته

3 أسر تتشارك منزلا آيلا للسقوط

عبرت ابنة قرية عالي “أم محمد” عن ألم ومعاناة كبيرين خلال اللقاء الذي جمع الأهالي مع صحيفة “البلاد”؛ لما تواجهه أسرتها من مصاعب لسكنها منزلاً آيلاً للسقوط شُيد في نهاية السبعينات.

وأوضحت أم محمد أن طلبهم يحمل اسم زوجها عزيز فتاح الشيخ عيسى، وأن وزارة الإسكان تُقر بعدم صلاحية المنزل الذي تقطنه للسكن.

وأردفت: ثلاث أسر تتشارك فعلياً هذا المنزل المتهالك، ونعاني الأمرين في فصل الصيف؛ لأننا لا نستطيع تشغيل أكثر من ثلاثة مكيفات في آن واحد، فنظام الكهرباء القديم لا يتحمل الضغط.

وأضافت: لن أغفل الإشارة إلى معاناتنا في فصل الشتاء أيضاً، إذ تتسرب مياه الأمطار لداخل المنزل، وجل ما طرحته وزارة الإسكان هو شقة مؤقتة، ونحن خائفون من قبول الطلب، وتحول “المؤقت إلى “دائم”.

حضر إلى اللقاء صبي يافع عمره لا يتجاوز الـ 16 عاماً نيابة عن والده ياسر عبدالله علي، في إشارة إلى اهتمام العائلة بحل أزمتها الإسكانية.

وقال الصبي عبدالله: نسكن أنا وأسرتي المكونة من 5 أفراد في شقة من غرفتين وحمامين، وطلبنا يعود إلى العام 2004، ووعدونا بمنزل في الرملي، ولم نرَ شيئاً.   



الموظفون يعطون كلامًا متباينًا

طلبات للقاء الوزير الحمر... ولا مواعيد

استهل ابن قرية عالي حسين الصايغ حديثه بالإشارة إلى مراجعاته المستمرة لوزارة الإسكان، وما يصله من ردود مختلفة في كل مرة من الموظفين.. “انتظر شوي.. أنت على قائمة الانتظار.. طلبك وصل لـ “وحدة الدراسات”، ردود متباينة والكلام متغير.

وأشار حسين إلى تقدمه بطلب لمقابلة وزير الإسكان منذ سنوات، إلا أن مدير مكتبه دائما ما يرد “لا مواعيد”.

وأما زهراء خلف، فتحدثت عن طلب أسرتها الذي يعود للعام 2003، ويحمل اسم زوجها ميرزا إبراهيم، مشيرة إلى أن عدم انتظام عمل زوجها في بداية زواجهم قد أدى إلى تأخير توثيق طلبهم الإسكاني.

واستدركت: لدينا ابنتان (14 سنة .. و9 سنوات)، ونسكن منزلاً غير لائق صحياً.



طلبات حديثة استحقت بـ“الرملي”

شهادة استحقاق وحدة سكنية في المطبعة منذ نوفمبر

يبدو الكلام الذي طرحه ابن قرية عالي عارف صالح غريباً إلى درجة كبيرة، فهو يؤكد أن موظفي وزارة الإسكان قد أبلغوه أكثر من مرة أن شهادة استحقاقه للوحدة الإسكانية لا تزال في المطبعة. وأَضاف: أُبلغت من شهر نوفمبر 2016 أن شهادة الاستحقاق في المطبعة، ولغاية الآن وبعد مرور أكثر من 7 أشهر لم أتسلمها. واستدرك: راجعت قبل أيام وسألت عن إمكان وجود أوراق ناقصة، فلم أحصل على رد، وكل ما وصلني هو “سنتصل بك”... هل هذا رد مقبول؟ قد يتصلون في أيام أو 3 سنوات. وأما “أم عبدالله”، فأشارت إلى أن طلبهم الإسكاني يعود للعام 2004 ويحمل اسم زوجها  “حسن الفردان”. وتساءلت أم عبدالله: أناس ينتمون لمناطق سكنية بعيدة في الجنوبية والمحرق والشمالية وطلباتهم الإسكانية أجد وأحدث من طلبنا وحصلوا على وحدة في مشروع الرملي.



أسرة تتنقل بين 4 شقق مستأجرة

مريضة بالسرطان تنام بـ “الصالة”

وبألم وحرقة شديدين، تحدثت ابنة قرية عالي هدى المبارك عن أربع أسر تسكن منزلاً مكتظاً وسط ظروف صعبة، وسيدة كبيرة في السن تعاني مرض السرطان.

وأردفت: رغم انخفاض مناعة والدة زوجي “عمتي” نتيجة لتعاطيها العلاج الكيماوي لمكافحة السرطان، إلا أنها كانت تضطر للنوم في الصالة ليلاً؛ نتيجة محدودية الغرف.    

ولفتت المبارك إلى أن طلبهم الإسكاني يحمل اسم زوجها عبدالحسين عبدالله ويعود للعام 2004، ولم تحصل عمتي المريضة على غرفتها الخاصة إلا بعد وفاة أحد أبنائها.

وفي أزمة إسكانية أخرى، تحدثت زوجة طاهر عبدالأمير عن ضيق في المكان دفع عائلتها للتنقل بين 4 شقق، مشيرة إلى أن طلب عائلتها الأول لوزارة الإسكان قُدم العام 93 “طلب شراء”.

وأردفت: في العام 2001، غيَّر زوجي الطلب إلى بناء، وعليه خسرنا 8 سنوات في ترتيب الطلب.

وأضافت: دخل زوجي محدود جداً، ونسكن في شقة صغيرة، وأضطر للمذاكرة مع طفلي الأصغر في المطبخ نتيجة محدودية المكان.    



يتابع علاجه في الأردن ومناعته ضعيفة

طفل سرطان يشارك أسرته شقة ضيقة

طالب عضو اللجنة الأهلية لطلبات عالي الإسكانية حسين العالي بلقاء وزير الإسكان باسم الحمر؛ للحصول على إجابات واضحة وشافية بشأن منح أهالي القرية حصة أكبر من مشروع الرملي.

ولفت العالي إلى أن طلبه الإسكاني يعود إلى العام 2002، ولو طبق مسؤولو الإسكان توجيهات رئيس الوزراء لكنت أنعم ببيت العمر، وأزمتي انتهت الآن.

وأردف: أسكن أنا وأولادي في مساحة ضيقة بمنزل أخي، وتمنعني القروض والالتزامات المالية من استئجار شقة، ويجب أن أغادر في أقرب وقت، فأخي يرغب في الاستفادة من المنزل والزواج فيه.

واستطرد: تعبنا من الوعود والكلام المتغير لموظفي الإسكان، نريد وثيقة استملاك.

هذا، وأظهر أهالي قرية عالي تعاطفاً كبيراً مع أسرة طفل يعاني “سرطان الدم”، ويتلقى العلاج في الأردن حالياً برفقة أهله.

وأحضر الأهالي رسالة تظهر أن والد الطفل قد وجه رسالة إلى وزير الإسكان باسم الحمر يطالبه بمراعاة ظروف ابنه الصحية، إذ أكد الأطباء ضعف مناعته، ووجوب إبعاده عن الاختلاط بالناس قدر الإمكان.

وتظهر الرسالة أن والد الطفل يدعى عقيل علي الوسطي، وطلبه الإسكاني يعود للعام 99، فيما يعيش الآن في شقة صغيرة بمنزل والده “الجد”، ولديه 5 أبناء.     

وأكد العضو البلدي عبدالله عاشور أن وزارة الإسكان وعدت بالتعاطي الإيجابي مع هذه الحالة، فيما شدد الأهالي على أن واقع هذه الأسرة لم يتغير شيئاً.