+A
A-

مواطنون يشكون ارتفاع أسعار الحج وأصحاب حملات يبررون بوجود ضرائب

أجمع مواطنون وأصحاب حملات للحج على أن تكاليف الفريضة الإسلامية أصبحت عالية للغاية في السنوات الأخيرة مقارنة بالماضي من دون أي تغيير يذكر في الخدمات المقدمة، ما أدى إلى إحجام محدودي الدخل عن أداء مناسك الحج. ويرى الكثير من المواطنين والمقيمين في البحرين أن سعر رحلة الحج لا يتناسب مع الدخل الذي يتقاضونه حيث يصل متوسط سعرها بين حملات الحج المرخصة نحو 2000 دينار، وهذا ما لا يطيقه المواطن أو المقيم، بل يحتاج إلى سنوات عدة لادخاره أو التوجّه لأخذ قرض من أحد البنوك أو التوصل إلى اتفاق مع صاحب حملة حج يقضي بالتقسيط لهم حتى بعد أداء المناسك.

وطالب المهتمون بأداء الركن الخامس من أركان الاسلام الجهات المعنية الرسمية بالتدخل وإيجاد آلية لضبط الأسعار وتشديد الرقابة على حملات الحج في وقت يبرر فيه أصحاب الحملات زيادة الأسعار لوجود ضرائب تفرض عليهم من نظام الحج في المملكة العربية السعودية ولقلة عدد الحجاج.

قالت المواطنة خديجة حسن إن أسعار رحلات الحج الأكبر ارتفعت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير جدًّا، كأنما يسعى المقاولون ومكاتب السفر لاستقراء مفهوم مغاير لما تهدف له الآية الكريمة “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”، إذ ارتفعت الأسعار بشكل مضاعف 5 مرات تقريبًا.

وأضافت: “بدأت بالعمل الوظيفي منذ 6 سنوات تقريبًا وحاولت خلالها الذهاب لأداء فريضة الحج لكني لم أستطع بسبب أن الرحلة تكلف راتب 3 أشهر وهو ما يسبب قصورًا في الميزانية، وحاولت أن أجمع المبلغ بنفسي ولكن الأسعار ترتفع بشكل سنوي دون توقف”.

وأوضحت: “قررت أن أشترك في إحدى الجمعيات والتخطيط للحصول على المبلغ بوقت مبكر لضمان الحصول على مقعد في الحملات المرخصة قبل اكتمال العدد”.

من جانبها، قالت المواطنة وداد علي أنها لم تتسن لها الفرصة لحج بيت الله خلال السنوات الماضية قبل توسعة الحرم المكي حيث كان أطفالها صغارًا وبحاجة لرعاية لذا أجلت أداء شعيرة الحج حتى يعتمد الأبناء على أنفسهم.

وأضافت: “بعد أن كبر الأولاد ارتفعت المصاريف وللأسف زاد مبلغ الرحلة بشكل مضاعف إذ وصل الرقم لأكثر من 2000 دينار، ما جعل الفرصة شبه مستحيلة مع كل المسؤوليات والرواتب القليلة، لكنني قررت هذا العام أن أجدد القرض والحصول على مبلغ تكلفة الرحلة لضمان ذهابي للحج”.

إلى ذلك، قال المسؤول في إدارة قافلة البركة، حسن الصفار، إنه بعد ارتفاع الأسعار في السنوات الأخيرة بدأت بعض الحملات هذا العام بتسهيل الأمور للحجاج من ناحية الدفع وتقليل الأسعار، إذ إنها تبلغ حاليًّا 1700 دينار بالباص و1900 دينار بالطائرة لمدة 19 يومًا.

وأضاف: “نحاول قدر الإمكان تخفيف الأعباء على حجاج بيت الله فهناك نظام التقسيط يتم دفعه على دفعات إلى ما بعد أداء الشعائر فهناك تحويل مبلغ شهري عن طريق البنك أو اتفاقية بين الحاج والمكتب، ويعتمد ذلك على رغبته”.

وأوضح: “هناك بعض المجموعات التي تفضل أداء الواجبات دون المستحبات فتم توفير الحج الميسر، بمبلغ 1100 دينار لمدة 12 يومًا في مكة المكرمة وزيارة للمدينة المنورة، مع بقاء خدمات السكن والإعاشة كما لدى الحجاج ذوي الأيام الأطول”.

وأشار إلى أن الأسعار ارتفعت بسبب سعر إيجار السكن بعد أن تم تقليل عدد الحجاج من 200-250 لكل حملة إلى 60-75، مبينًا أنه يتم حجز المبنى بالكامل للحملة بمبلغ 60 ألف دينار لعدد 250 حاجًّا، وهو مبلغ كبير على صاحب الحملة فإما يتم الاندماج مع حملات أخرى أو يدفع صاحب الحملة مضطرًّا المبلغ بالكامل مما يؤدي لخسارته للرحلة.

وتوقع الصفار أن تبقى الأسعار كما هي خلال السنوات المقبلة، وقال “بدأ نظام الحج في المملكة العربية السعودية بفرض ضرائب جديدة نتفاجأ بها نحن كحملات مثل ضريبة أرباب المطوفين التي بدأت العام الماضي بمبلغ 95 دينارًا لكل حاج، والعام الجاري تم فرض رسوم جديدة على التكييف في منى بمبلغ 8 دنانير لكل حاج، كما هناك أقاويل متداولة أنه توجد ضرائب جديدة محتملة ولا نعلم لأي خدمات ستكون”.

وأضاف: “ندفع 400 دينار لنحو 7 ضرائب تقريبًا لكل حاج تشمل القطار ودخول المشاعر وأرباب الطوائف والإعاشة والافاضة وغيرها”.

بدوره، قال صاحب حملة تبوك للعمرة والحج، إبراهيم المرشد، إن أسعار الحج تراجعت منذ العام الماضي إلى 1750 دينارًا و1900 للغرف الثنائية، عازيًا السبب إلى زيادة عدد الحجاج بعد أعمال التوسعة بنسبة 20 % تقريبًا.

وأضاف: “جميع الخدمات واحدة دون اختلاف، ولكن الإقبال خلال العام الجاري ضعيف وأقل من العام الماضي بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 % بسبب السعر الكبير على الحجاج البحرينيين والمقيمين، ولكن الحاج لا يتأثر بذلك تأديةً للفرض”.

أما صاحب حملة المحبة للعمرة، عيسى مكلي، فقال: “كانت حملتنا تسير قوافل للحج ولكننا ألغيناها منذ سنوات بسبب الأسعار الخيالية والظروف”.

وأضاف: “إن الأسعار ثابتة، ولكنها تتغير على حسب الخدمات المقدمة فهناك من يكون أغلى من غيره بـ100 دينار وهناك أكثر بـ300 دينار، ولا يمكن تخفيض الأسعار بسبب تحديد التواريخ لدخول مكة المكرمة حيث كان سابقا نستطيع تخفيض الأسعار والدخول في أوقات متأخرة ولكن تم تحديد تواريخ معينة للدخول والخروج”.