+A
A-

النفط ارتفع أم انخفض.. السيارات الفارهة تجوب شوارع البحرين

تصطف أمام واجهة معرض تزين أبوابه الزجاجية الواسعة الأعلام البحرينية، سيارات ضخمة فارهة تحمل محركات هدارة تشرب البنزين بنهم، والتي بقيت في المقدمة وواصلت بريقها رغم “الهزات” النفطية.

فالناس هنا في البحرين ودول الخليج الأخرى، لا يكترثون لأسعار النفط عندما يرغبون في شراء سيارة كما في دول أخرى، ما يهمهم هو قوة المحرك وخدمات ما بعد البيع، وتوافر قطع الغيار، يضاف إليها الفخامة والجمال.

فعلى الرغم من تذبذب أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها (يحوم حول 45 دولارًا للبرميل)، وعودتها إلى أسعار 2008، وصعود سعر مشتقاته محليًّا، إلا أن ذلك كله لم يؤثر على ثقافة استهلاك المركبات في البحرين ودول الخليج عمومًا.

فأسعار المحروقات معقولة، والبر والصحاري تحتاج إلى قوة دفع و”ماكينة” ضخمة تولد طاقة وأرقامًا كبيرة من الأحصنة.

ويقول موظف مبيعات في إحدى وكالات السيارات الأميركية المشهورة إن “السيارات الكبيرة والفخمة لم تتأثر بالظروف المالية أو بصعود وهبوط النفط، فزبائنها ثابتون ومقتدرون”.

وأضاف مفضلاً عدم ذكر اسمه أن “الإحصاءات في دول الخليج تشير إلى أن هناك ارتفاعًا في الطلب على هذا النوع من السيارات، (...) البلاد منتجة ومصدرة للنفط، وأسعار المشتقات متدنية قياسًا بدول أخرى”.

وهو ما أيّده به تاجر السيارات يوسف حسن الذي أكد أن “سوق السيارات الكبيرة كما هي، تشهد طلبًا حيث يفضلها الناس على المركبات الصغيرة، (...) حركة النفط لا تؤثر على المبيعات، فأسعار المشتقات محليًّا ثابتة ومعتدلة رغم ارتفاعها نسبيًّا العام الماضي”.

وأضاف حسن الذي يعمل بالمركبات الجديدة “سوق السيارات بشكل عام ضعيف، وعادة ما يتوقف تقريبا في الصيف، لكن ذلك ليس له علاقة بحجم السيارة أو كمية استهلاكها للبنزين”.

وعلى الجانب الآخر من سوق تجارة السيارات (المستعملة)، فقد كان رأي التاجر بوعبدالله (كما يحب أن يسميه الناس) مقاربًا لسابقيه، مضيفًا “الزبائن يفضلون السيارات ذات المحركات الكبيرة ولا يلتفتون إلى أسعار الوقود”.

وبيّن أن “المركبات الصغيرة عليها طلب هي الأخرى كونها عملية ومصروفها قليل، لكن بيع السيارات ذات المحركات الكبيرة نسبيًّا أسهل”.

ورفعت الحكومة أسعار المشتقات النفطية منذ 12 يناير 2016 بعدما ثبتت أسعارها لأكثر من 30 عامًا، وذلك ضمن إصلاحات اقتصادية لتخفيف عجز الميزانية من خلال رفع الدعم الموجه للمحروقات.

وصعد سعر لتر البنزين الممتاز من 100 فلس إلى 160 فلسًا، أي بواقع 60 % والجيد من 80 فلسًا إلى 125 فلسًا للتر أي بنسبة 56 % تقريبًا.

كما أعلنت الحكومة عن رفع الدعم عن الكيروسين والديزل مع مطلع 2016 وفق خطة تمتد إلى 4 أعوام، حيث زاد الديزل بمقدار 20 فلسًا ليصبح 120 فلسًا لكل لتر على أن يرتفع بواقع 20 فلسًا في الأعوام الأربعة المقبلة، فيما زاد الكيروسين إلى 120 فلسًا للتر، ثم زاد العام الجاري إلى 145 فلسًا، لكن سعره بقي ثابتًا على المخابز للحفاظ على سعر الخبز.

وكانت الحكومة في الماضي - الأسعار السابقة - تدعم قطاع الطاقة، (المشتقات النفطية، الكهرباء) بما لا يقل عن 500 مليون دينار سنويًّا. فيما لا توجد أرقام رسمية عن حجم الدعم الآن عقب رفع أسعار المحروقات والكهرباء.

وبحسب تقديرات ميزانية 2017/2018 التي مررها مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي (11 يوليو 2017) فإن إنتاج حقل البحرين يصل إلى 47 ألف برميل يوميًّا في 2017 وحوالي 45.6 ألف في 2018، فيما يبلغ إنتاج حقل أبوسعفة المشترك مع المملكة العربية السعودية نحو 150 ألف برميل يوميًّا خلال العامين.