العدد 4320
الأربعاء 12 أغسطس 2020
banner
الكاظمي في واشنطن
الأربعاء 12 أغسطس 2020

استكمالا للحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي الذي عقد عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة في يونيو الماضي سيتوجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لواشنطن في 20 أغسطس الحالي لمقابلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث من المفترض أن يبحث الطرفان خلال هذا اللقاء القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.


لا أحد يترقب لقاء الكاظمي مع ترامب وما الذي من الممكن أن يسفر عنه هذا اللقاء بقدر طهران التي لطالما اعتبرت العراق ساحة خلفية لها، فالتقارب الكبير الذي يبديه الكاظمي تجاه واشنطن ودول الخليج يشكل بالتأكيد مصدر قلق وتوتر كبيرا لطهران التي تخاف أن تفقد سيطرتها التي امتدت لأكثر من 17 عاماً على العراق.


أن تتخلص العراق من طهران وتخرج من تحت براثنها مهمة صعبة جداً على الكاظمي في ظل تواجد المليشيات والأحزاب الموالية لإيران، لكن وضع تصور وخطة عمل لذلك ضرورة لإصلاح الوضع العراقي، ذلك ما أخذه الكاظمي على عاتقه عندما تعهد بحصر السلاح بيد الدولة العراقية في أول خطاب له بعد توليه منصبه، وفي ذلك رسالة واضحة للأحزاب والمليشيات الموالية لإيران.


إلا أن الوصول لهذه النقطة يتطلب العمل على أكثر من صعيد، أهمها التحرر من الارتباط العراقي الإيراني بتحسين العلاقات السياسية مع واشنطن ودول الخليج، ذلك ما بدأ العمل عليه الكاظمي بالفعل عندما عمل على إقامة الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي واختيار السعودية لتكون أولى محطاته الخارجية لكن على الطرف الآخر كانت طهران أيضاً محطة مهمة جداً في جدول زياراته.


يعي الكاظمي أن المواجهة المباشرة والتمرد على طهران ليس في صالحه ذلك ما اتضح جلياً عندما حاول فقط القبض على بعض عناصر حزب الله المدعوم إيرانياً والذي اضطر مجبراً تحت وطأة الضغوط والتهديد للإفراج عنهم، في ضوء ذلك فإنه من غير المتوقع أن تتمخض هذه الزيارة عن قرارات مصيرية تغير الوضع في العراق، لكن من المؤكد أنها خطوة حقيقية في طريق تغيير الواقع العراقي المرير الذي جعل من العراق ورقة تساوم بها إيران المجتمع الدولي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية