+A
A-

الفرق بين الموجة الأولى والثانية من كورونا؟

عمدت معظم الدول في العالم إلى تخفيف إجراءات الحجر الصحي وفتح البلدان بعد التراجع الطفيف الذي شهده عدد الإصابات بفيروس كورونا، ولكنّ ذلك أدّى إلى ارتفاعٍ جديد في عدد المصابين ممّا فتح الباب أمام الحديث عن موجة ثانية من الفيروس.


ما هي الموجة الثانية؟
يحدث الوباء نتيجة انتشار مسبّبات الأمراض الجديدة، مثل انتشار فيروس كورونا المستجد، التي لا تتمتّع غالبية البشر بحماية مناعيّة ضدّها؛ وهذا ما يسمح لها بأن تتفشى عالمياً.
وبعدما ينتشر نوع جديد من الفيروسات في جميع أنحاء العالم، يعود ويتراجع. وبعد بضعة أشهر يعود وينتشر مجدّداً حول العالم أو في أجزاء كبيرة منه؛ وهذا ما يمكن تسميته بالموجة الثانية.


الفرق بين الموجة الأولى والموجة الثانية
قد يكون فيروس كورونا أصاب نسبة كبيرة من الأشخاص في معظم البلدان ممّا يمنحهم مناعة ضدّ إعادة العدوى في الموجة الثانية وربّما يخلقون ما يُسمّى بمناعة القطيع، ممّا يحمي أولئك الذين لم يصابوا بالعدوى عن طريق الحدّ من انتقال الفيروس وانتشاره في الموجة الثانية.
أمّا في حالة الفيروس التاجي المسبّب لمرض كوفيد-19، فقد لفتت منظمة الصحة العالمية إلى أنّ لا دليل حتى الآن على أنّ الأشخاص الذين تعافوا من كورونا المستجد لديهم أجسام مضادة تحميهم من عدوى ثانية، ممّا قد يجعل الموجة الثانية أكثر فتكاً من الأولى.


هل تكون الموجة الثانية مماثلة للأولى؟
يمكن الإشارة إلى أنّ المرحلة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية كانت أكثر فتكاً من المرحلة الأولى، وهذا ما يُخشى منه اليوم مع تزايد الحديث عن موجة ثانية مرتقبة من فيروس كورونا المستجدّ.
ومن الناحية النظريّة، يمكن أن تنتهي الموجة الثانية من فيروس كورونا أكبر من الأولى لأنّ الكثير من الناس لا يزالون عرضة للإصابة كما أنّ الذين تعافوا من الإصابة قد يُصابون بالفيروس مجدّداً. وما قد يزيد من قوّة الموجة الثانية توقّع حدوثها في الخريف أو الشتاء مع بدء تراجع درجات الحرارة ممّا يسهّل انتشار الفيروسات وقد يزيد من أعراضها ومضاعفاتها.


متى تحدث الموجة الثانية؟
من المنطقي أن تزداد رقعة انتشار فيروس كورونا وارتفاع الإصابات المحلية، بالتزامن مع رفع الإجراءات وزيادة الإختلاط بين الناس، لكنّ هذا لا يعني تأكيد حصول موجة ثانية.
وإذا تمّ تخفيف الإجراءات بشكلٍ كبير، فقد تطلّ الموجة الثانية في أواخر آب أو أوائل أيلول، وقد يكون الشتاء وقتاً حاسماً حيث تنتشر فيروسات كورونا بسهولة أكبر.
أوصت منظمة الصحة العالمية برفع قيود الحركة والإجراءات الوقائيّة على مراحل، وإبقاء العدوى منخفضة يتطلّب توسيع نطاق الإختبارات وتتبّع المخالطين للمصابين بكورونا.

 

ضعف انتقال كورونا بين أفراد العائلة
في منفس الموضوع ذكرت دراسة أجراها معهد الصحة العامة في الهند، ونشرت في موقع صحيفة Deccan Herald الإنجليزية اللغة بالهند ونقلها موقع العربية، أن مدير المعهد دليب مافالنكار أكد أن 80 إلى 90% من أفراد العائلات المعتل أحد أفرادها بالفيروس لم يتعرضوا للإصابة.
وشرح ديليب مافالنكار، أن تلك العائلات “قد تكون لديها مناعة ضد المرض، والافتراض بأن أفرادها معرضون للفيروس قد لا يكون صحيحا” وأن ما يقال عن التعرض للفيروس خلال عدة دقائق سيتسبب بالإصابة به “هو غير دقيق، وإلا فلماذا لا يصاب الجميع في منزل واحد بعد إصابة أحد الأفراد”؟.


تفاصيل الدراسة:
استندت الدراسة التي اتضح منها أن نسبة انتقال العدوى بين أعضاء العائلة الواحدة تبلغ 10 إلى 15% فقط، إلى 13 دراسة أخرى تم نشرها في أنحاء العالم، وركزت جميعها على مسألة انتقال العدوى بين أفراد العائلات، ومن بينها 3 فقط أظهرت أن نسبة الانتقال هي أكثر من 30% أي أنها ليست الأغلبية. كما تبين أن نسبة انتقال العدوى، حتى بين الزوجين، تتراوح بين 45 إلى 65% ونسبة الانتقال من البالغ إلى الطفل منخفضة، وهي مرتفعة فقط من البالغ متوسط العمر إلى المتقدم بالسن.