العدد 4301
الجمعة 24 يوليو 2020
banner
قصص نجاح غائبة
الجمعة 24 يوليو 2020

هناك قصص نجاح لا تعد ولا تحصى في أي موقع من مواقع أعمالنا من وزارات وهيئات وشركات وبنوك وغيرها، هذه المؤسسات الحكومية والخاصة يعمل بها مواطنو هذا الوطن المعطاء، والذين يضرب فيهم المثل في التفاني والإخلاص والتميز بشهادة الجميع محليًا وخليجيًا وإقليميا ودوليًا.

إذا من حقنا أن نفتخر ونتباهى أمام الجميع بهذا التميز، فالأمم تبنى بسواعد أبنائها، وفي المقابل نفس تلك المؤسسات تواجه هجومًا عنيفًا من قبل بعض المراجعين أصحاب الطلبات وأولائك الذين يتصيدون في الماء العكر، وهدفهم نشر الإشاعات والروايات غير الدقيقة، كما يقول المثل الشائع "لحاجة في نفس يعقوب".

ومن وجهة نظري المتواضعة ومن خلال خبرتي الطويلة في مجال العلاقات العامة والإعلام، فإنني أرى أن الحل يكمن في تفعيل عمل دوائر العلاقات العامة والإعلام في تلك المؤسسات، فعلى سبيل المثال وليس الحصر نجد أن هناك مؤسسات كثيرة فعالة في إبراز إنجازاتها في مختلف الصعد ولها الحق في ذلك شريطة عدم المبالغة، وكذلك تحديد ما يصلح للنشر وما هو واقعي، حيث إن كثرتها قد تفقد تقبل القراء لها على الرغم من أنها صحيحة.

وكما يعلم الجميع، الإعلام سلاح ذو حدين، ويجب استغلاله بطريقة احترافية وذكية، لذا كما تلاحظون إن جميع دوائر العلاقات العامة تتبع مباشرة إلى رأس المؤسسات نظرًا لأهمية وحساسية أنشطتها رغم صغر هيكلها التنظيمي، وللأسف فإن الكثير لا يدرك أو يثمن جهود هذه الدائرة، بل على العكس بعضهم يعتبرها عبئا على ميزانية المؤسسة! وهذا بالطبع ينم عن جهل.

في المقابل أنا على ثقة بأن هناك قصص نجاح كثيرة، ولكن لم يتم إبرازها لحد الآن للجمهور، وهنا بيت القصيد، فتلك الإنجازات التي تقف وراءها الأيادي البحرينية المخلصة يجب أن تأخذ حقها من الإشادة، والنتيجة تكون في صالح المؤسسة من خلال تحسين صورتها وكذلك الموظف أو الموظفين الذين كانوا خلف هذا الانجاز، وكما يقول المثل "ضرب عصفورين بحجر واحد".

وفي الحقيقة إن المسؤولية مشتركة بين دائرة العلاقات العامة ورأس الهرم، حيث إن ذلك يتطلب وضع خطة مدروسة لتطبيقها، كما أنه من المهم جدًا أن الدائرة المسؤولة يجب استشارتها والأخذ برأيها، بل احترام رأيها، فأهل مكة أدرى بشعابها.

أتمنى من كل قلبي أن نرى تغييرًا جذريًا في عمل دوائر العلاقات العامة بالذات في الوزارات والمؤسسات الحكومية وبعض المؤسسات الخاصة التي تفضل عدم نشر إنجازاتها وإنجازات موظفيها، وتتبع سياسة.. كما يقولون (low profile)، وألا يختصر دورها على العمل التقليدي من خلال التعامل مع شكاوى المراجعين فقط.

كما أنني ومن خلال هذا المنبر أراهنكم بأن نشر تلك الأخبار الخاصة بالمؤسسة والعاملين بها سيحقق نتائج إيجابية جدًا ومفعولها كالسحر على نفسية ونشاط العاملين، ما يخلق بيئة عمل محفزة وناجحة وإيجابية في العمل (organizational culture).

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية