العدد 4289
الأحد 12 يوليو 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
طفرة البحرين
الأحد 12 يوليو 2020

في ستينات وسبعينات القرن الماضي، كانت البحرين على كل المستويات تمثل طفرة هائلة، حتى أنها لفتت انتباه المنطقة والشرق الأوسط ودول العالم، وأدت تلك الطفرة إلى قفزة اقتصادية ومالية وحتى ثقافية وتعليمية وصحية، وشكلت المرحلة برمتها فترة ازدهار، تبوأت خلالها البحرين مركزا إقليميا واستراتيجيا، والسؤال ما السبب في ذلك الوقت الذي جعل البحرين تصل إلى تلك المرتبة، وتصبح فيها نهضتها علامة مضيئة تجذب اهتمام الجميع، حتى أن الكثير من الدول والشركات العملاقة كانت تتطلع للتعاون والعمل مع الدولة.

دون الدخول في تفاصيل متشعبة، تأملت تلك المرحلة ودققت بمعطياتها، ومن وجهة نظري التي أظن أنها واقعية، أن أسلوب العمل وسرعة الإنجاز وانعدام الاعتماد على النفس بالعمل، وتوفر مناخ انفتاحي يتيح المجال لاستقطاب الكفاءات والاستثمارات حتى بذروة الأزمات التي مرت بها البحرين مثل مطالبات إيران الشاه وبعض الأعمال المتطرفة، لم يضعف ذلك عضد الدولة التي استمرت في البناء والتنمية بجهاز حكومي قوي متماسك ولديه رؤية واضحة يقوده سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه من خلال فريق لم تشوش عليه التصريحات المحافظة والمتزمتة، ولم يخضع للروتين المعطل بالإضافة إلى سرعة الإنجاز من خلال تسارع الحركة واتخاذ القرار الحاسم بالوقت المناسب.

في تحليلي الشخصي أظن أن هذه كانت من أهم المحطات التي جعلت مرحلة الستينات والسبعينات تمثل الطفرة في نهضة البلاد، وبالتالي، يمكننا اليوم من خلال قراءة هذه المرحلة ونحن نواجه أزمة عالمية غير مسبوقة لنتمكن من دراسة تلك المرحلة وتأمل محطاتها والاستفادة من قواعدها التي مازالت قائمة ولكن بحاجة إلى تأكيدها بالتركيز على العمل والإنجاز بسرعة وحزم ورؤية مبنية على ذات القواعد السابقة فيما يتعلق بالكفاءات والمسؤوليات وهي متوفرة، ولدينا اليوم الكثير من الطاقات والكوادر والأسس التي قامت عليها نهضة البلاد ومازالت قائمة، ولكننا بحاجة لشحذ طاقات الجميع وتجاوز المعوقات التي يظن البعض أنها بسبب الوضع الدولي، وأنا أرى أنه بما أن نهضة البحرين قامت على قواعد تلك المرحلة فهي مازالت قادرة اليوم على استعادة الموقع العالمي ذاته ولفت الأنظار بالعمل وحفظ القواعد التي هيأت للبحرين ذلك الموقع والدليل ما حققته مؤخرًا على صعيد التنمية المستدامة التي نلنا شرفها بفضل قيادة سمو رئيس الوزراء للحكومة.

 

تنويرة:

حفظ الله سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان من كل شر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية