+A
A-

الكاريكاتير.. الفن المظلوم

تؤكد شوقية هجرس في كتابها "فن الكاريكاتير" أن الرسم الكاريكاتيري، الذي ينشر في صحافة اليوم، بدأ مرحلته الحديثة، بعد اختراع المطبعة منذ خمسة قرون تقريباً، ذلك أن الطباعة بدأت برسم الحروف الهجائية، التي تتكون منها الكلمات، عن طريق حفر أشكالها على سطح مواد صلبة كالأحجار والأخشاب والمعادن، ثم ترتب هذه الأشكال في صورة محددة ومناسبة لاستعمالها في المطبعة.

في أحضان فن الحفر- كما توضح هجرس- نشأ الرسم الكاريكاتيري الحديث، ولهذا التزم بخصائص فن الحفر نفسه، ولازمه في مراحل تطور أساليبه، فكانت الرسوم تعتمد على الخط وحده في إبراز الشكل والظلال متعددة الدرجات بين الفاتح والغامق.

توضح هجرس أن كلمة كاريكاتير لم تعد تطلق على الرسوم فقط، فهناك أيضاً تماثيل كاريكاتيرية، وهذا يعني أن النحت يمكن أن يحمل اسم كاريكاتير، ويعني أيضاً أن تلك الكلمة ليست وقفاً على فن الرسم، فهي تنطبق أيضاً على مختلف أنواع الأدب والفنون، بما فيها الموسيقى والرسوم المتحركة والملابس وغيرها من المواقف في الروايات والأفلام، حيث إن الكاريكاتير في جوهره هو التعبير عن رأي ما، باستخدام أي من الأساليب المتاحة التي تصل إلى المتلقي حاملة رسالة، يريد أن يعبر الرسام أو النحات أو المؤلف أو الموسيقي أو الممثل عنها.

من الغريب ألا يحظى الكاريكاتير باهتمام بحثي ونقدي مناسب، ولعل الظروف التي نشأ فيها قد تعين على إدراك السبب، حيث إنه عندما بدأ رحلته مع الحياة الحديثة كانت النظرة إليه لا تتعدى دور الاستهلاك، وبعد أن وصل إلى هذا الانتشار أصبح في حاجة إلى دراسته، ووضع أسسه وقواعده التي تساعد على تقييمه.​