+A
A-

سند: الكتاب الجيد للطفل هو الذي يجعله يضحك من أعماقه

إبراهيم سند، من رواد أدب الطفل في البحرين والخليج، وأثرى المكتبة الفقيرة من أدب الطفل بالعديد من الكتب التي جسد فيها القيم الجديرة بأن يتبناها الطفل بلغة متلائمة مع عالمه المستقل ودرجة إدراكه ومحيط تخيله ودائرة معرفته، كما أنه أحد الداعين إلى ضرورة تسخير الأدباء والكتاب ملكاتهم وقدراتهم الفنية؛ من أجل خلق النموذج الأدبي المتكامل للطفولة في أدبنا العربي

"البلاد" التقت الكاتب إبراهيم سند في هذا اللقاء :

برأيك، ما المجموعات القصصية أو القصة الطفلية الأكثر انتشارا في الأسواق؟

للإجابة عن هذا السؤال نحتاج معرفة الفئة العمرية التي نكتب لها. وهناك كما هو معروف ثلاث فئات عمرية مخصصة للكتابة، وهي:

الطفولة المبكرة وتمتد من 3 إلى 6 سنوات، الطفولة الوسطى من 7 إلى 10 سنوات، والطفولة المتأخرة من 11 إلى 13 سنة.

أما بالنسبة للقصة التي كتبتها ولاقت رواجا وانتشارا وقبولا لدى الأطفال (المرحلة المبكرة)، فكانت قصة الغترة الطائرة، وهي من رسوم وإخراج الفنانة البحرينية شذر الوسواسي، ومن إصدار دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في العام 2012. ومازالت هذه القصة تجد إقبالا من قبل الأطفال، وهي من أكثر القصص رواجا وتداولا في معارض الكتب المقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة

أما المجموعة الثانية الأكثر رواجا، فهي قصة (أجمل مدينة) من إصدار دائرة الثقافة بالشارقة للعام 2017. والمجموعة الثالثة هي (ماذا تقول الشمس) من إصدار معهد البحرين للتنمية السياسية في البحرين للعام 2016، وقد طبعت أكثر من مرة. كما قام المعهد السعودي البحريني للمكفوفين بتحويل هذه القصة على نظام برايل.

- عرفنا أن على القصة أن تنجز عنصرين أساسيين في نسيجها هما الخيال والقيم الإنسانية. ما رأيك؟

بلاشك توافر هذين العنصرين في الكتابة يمثلان ثقلا مهما. والقصص التي تتعامل مع الطفل، إذا ما خلت من عنصر الخيال، نادرا ما يحالفها النجاح، والخيال الذي نقصده هنا هو ذلك الخيال الذي يسهم في إقناع الطفل إضافة إلى قدرته على توصيل العديد من القيم والأهداف التربوية بطرق جديدة ومبتكرة.  وكما يقول العالم الفيزيائي آينشتاين (إن الخيال أكثر أهمية من المعرفة) ، لماذا؟ لأن المعرفة تجعلنا لاعبين حذرين، في حين أن الخيال يجذبنا بقوة نحو الحس الطفولي الذي ينظر إلى العالم من نافذة الدهشة.

لمن يكتب إبراهيم سند ولماذا؟

أنا أكتب للطفل، ولكل من يحيط بعالمه، أكتب له ولأمه ولأبيه ولمعلمه ومعلمته، ولكل من يشارك متعة القراءة.

أما لماذا أكتب، فأنا أكتب لكي أجيب عن أسئلتي، وأحيانا لكي أجيب عن أسئلة الطفل في داخلي، وفي مرات عديد أكتب لكي أجيب عن أسئلة الأطفال. ما الذي يثير فضولهم ما الذي يعجبهم وما الذي يزعجهم، ما الذي يضحكهم وما الذي يبكيهم.

وبعد كل هذه التجارب توصلت إلى أن أهم معاير الكتاب الجيد للأطفال هو ذلك الكتاب الذي يجعل الطفل يضحك ويبتسم من أعماق قلبه.

- ما المقصود بأدب الطفل، وهل يختلف عن أدب الكبار؟

يقصد بأدب الطفل هي تلك الأعمال الفنية التي تنتقل إلى الطفل عن طريق وسائل الاتصال المختلفة مثل القصة والشعر والمسرح والسينما والخطابة وغيرها.

ولا يختلف أدب الطفال كثيرا عن أدب الكبار؛ لأنهما يخضعان لنفس معايير الجودة الأدبية مثل الدقة في التعبير وجمال الصياغة والتكامل بين أجزاء العمل الادبي ومنطقية البناء. أما الاختلاف، فيكون من ناحية المضمون أي في اختيار الأفكار والشخصيات والأماكن والأحداث واللغة المستخدمة. والاختلاف الثاني يرتكز على الشكل والصور والرسوم ونمط الكتابة والإخراج الفني.

ما الأفضل بالنسبة لك الكتابة أم القراءة؟

الكتابة أمر جيد، إلا أن القراءة أفضل في كل الأحوال؛ لأن الكتابة أمر صعب مقارنة بالقراءة، فإذا أردت كتاب قصة واحدة عليك قراءة عشرات القصص، وإذا أردت كتابة قصتين عليك قراءة المئات وهكذا دواليك؛ لأن الكتابة تتطلب كما هائلا من المعلومات، إضافة إلى الطاقة الإبداعية والنفسية.

لذا إذا قررت أن تكتب يجب أن يتوافر لديك العمل المتواصل والصبر والإصرار، ولديك طاقة نفسية لا تقهر

كلمة أخيرة؟

يجب على كل شخص أن يتعلم متى يقرأ ومتى يتوقف عن القراءة؛ كي لا تأسره القراءة عن الكتابة، ولا تسرقه الكتابة من القراءة.            ​